روبرت فيسك: استقالة الحريري “مسرحية هزلية”

وصف الكاتب الصحفي البريطاني روبرت فيسك ما جرى منذ أعلان رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري استقالته بأنه “مسرحية هزلية”.وتحت عنوان “استقالة سعد الحريري ليست كما تبدو”، كتب فيسك في الإندبندنت البريطانية أن الحريري ذاته لم يكن يتوقع استقالته بهذا الشكل.وفي تأكيده على أن الحريري لم يكن يفكر بالاستقالة، أورد الكاتب البريطاني المتخصص بقضايا الشرق الأوسط، عدداً من الشواهد منها أن رئيس الوزراء اللبناني وقبل ذهابه إلى الرياض خطط لعدة مقابلات مع مسؤولين في “البنك الدولي” و”صندوق النقد الدولي” إضافة إلى عدة اجتماعات بخصوص تحسين جودة مياه الشرب في البلاد، وأوضح فيسك أن “هذه الأمور لن تكون بالطبع على قائمة أولويات سياسي يخطط لإعلان استقالته خلال أيام”.الكاتب نشر بعض التفاصيل المتعلقة بالقضية منها أن الحريري ولدى هبوط طائرته في الرياض مساء 3 من الشهر الجاري “كان أول ما شاهده هو مجموعة من رجال الشرطة السعوديين المحيطين بالطائرة، وعندما صعدوا على متنها، صادروا هواتف محمولة منه ومن أفراد حرسه الشخصي. وهكذا تم إسكات رئيس الوزراء اللبناني”.وأضاف: “في يوم الجمعة، كان الحريري في اجتماع في بيروت، ثم تلقى مكالمة هاتفية، طُلب فيها منه رؤية العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، فتوجه الحريري على الفور إلى السعودية” ويشير فيسك هنا إلى أن طلبات الملك يجب أن تًلبى، يقول “أنت لا ترفض رؤية الملك، حتى لو رأيته قبل أيام قليلة، كما فعل الحريري”.وفي تناغم مع الرواية التي كانت صحيفة الأخبار اللبنانية أول من كشفها، أكد فيسك أن من بين السيناريوات المطروحة هي المطالبات بتولي شقيه الأكبر بهاء منصب رئاسة الوزراء، وأشار أن عائلة سعد الحريري بكاملها في الرياض، ولو عاد الرجل إلى بيروت سيكون قد ترك زوجته وأبناءه “رهائن في الرياض”ويرى فيسك أن بيان الاستقالة الذي تلاه الحريري عبر قناة العربية، كان مجبراً عليه.ماذا تريد السعودية؟يربط فيسك بين ما جرى داخل السعودية من حملة اعتقالات مستمرة وبين “مسرحية الحريري” ويقول إن ليلة الحسم بالنسبة لبن سلمان بدأت مبكراً وبمجرد وصول سعد الحريري إلى الرياض”“إن الأوضاع هناك دراماتيكية حيث اعتقلت السلطات 11 أميرا بينهم أمراء بارزون مثل الوليد بن طلال ومتعب بن عبد الله علاوة على 4 وزراء وعددا كبيرا من المسؤولين السابقين كما جمدت السلطات نحو 1700 حساب بنكي.يقول الكاتب البريطاني، إن ولي العهد محمد بن سلمان أراد من خلال قضية الحريري تقويض الحكومة اللبنانية والإطاحة بحزب الله فيها، ثم بدء حرب أهلية جديدة في لبنان.وهو السيناريو الذي يقول فيسك إنه “لن يفلح لأن اللبنانيين رغم أنهم أقل ثراء من السعوديين إلا أنهم أكثر ذكاء” فكل جماعة سياسية في البلاد وبينهم حزب الله يطالبون بأمر واحد فقط وهو عودة الحريري من السعودية.