المسابقات الأدبية في ميزان النفاق بقلم البروفسور أنور الموسى

المسابقات الأدبية في ميزان النفاق!بقلم د. أنور الموسى شارك شاعر مرموق في مسابقة أدبية. راعى الشروط... ونقح قصيدته الرفيعة.. انتظر النتائج، إذ بالنصوص الفائزة تخرج إلى العلن... كاد يقبل بالنتيجة لولا مراجعته النصوص الفائزة...النص الذي نال المرتبة الأولى مفعم بأخطاء الهمزات والمدات... والثاني يحتوي على هنات نحوية، فيما الثالث لا يمت إلى الشعر بصلة...! الحادثة السابقة تشي بانقلاب المعايير، وخلط الأوراق والنفاق الأدبي الكبير الذي بات يغزو وسائل التواصل الاجتماعي والفايسبوك... ما يطرح الأسئلة الآتية: ما هدف هذه المسابقات؟ ومن ينظمها؟ وما تخصصات أعضاء التقييم؟ وما معاييرهم....؟! الإعلان عن مسابقات في موضوع أدبي معين أو البوح عن صورة... أمر مهم، لتشجيع الأدباء والشعراء على التأليف والمنافسة والإبداع، لكن أن تأتي مجموعة مجهولة الأهداف أو معروفة الغايات... وتعلن عن مسابقة بلا تققيم موضوعي، فهنا المشكلة... ولا سيما أن بعض تلك المجموعات يخطئ مسؤولوه حتى في تسمية المجموعة... فيقحم مثلا علامات وقف غير ملائمة في التسمية فضلا عن أخطاء لغوية وإملائية... والغريب أن تلك المجموعات تدعو الشعراء المرموقين والمبتدئين إلى المشاركة... وتختار لجنة تقييم تتراوح بين الفرد الواحد أو الاثنين... وغالبا ما يكون المقيم من غير الشعراء أو من المبتدئين... علما أنه من المهم اختيار اللجنة من الضليعين باللغة والشعر، لا من المقربين.. الذين بختارون المقربين في المراتب الأولى...! والواقع أن مثل هذه التصرفات تسيء إلى أصحاب المسابقات قبل المتسابقين... الذين قد يهربون من هذه المشاركات والمجموعات حين يكشفون السر...! والحق فإن هذه الهرطقات تشي بالحالة النقدية الرديئة في العالم العربي... وتشي باختلاط الحابل بالنابل، وعدم تمييز الغث من السمين... والأغرب تلك السرعة أحيانا في انتقاء الفائزين... والأغرب أيضا عدم ذكر بواعث فوز نصوص معينة... فصحيح أن بعض المسابقات يتسم بالموضوعية، لكن انتشار الرياء يجعل المراقب والشاعر يتوقفان مليا أمام هذه الظاهرة... وعدم تصديق نتائج الرياء... والغريب أن بعض تلك المسابقات يستغل لإرضاء حسناوات أو متنفذين... وهنا تطرح الأسئلة الآتية:من يوقف هذه الفوضى؟ومتى تفضح تلك الظاهرة؟وحتام تستمر الأكاذيب والخداع؟!بروفسور لبناني