شبكة سورية الحدث


لعن الله كل مَنْ يتاجر بالطائفية

مما لا شك فيه أن الطائفية تعتبر في عرف المجتمعات البشرية النار المستعرةالتي لا تأتي على أي مجتمع إلا جعلت عاليه سافله ، ومن دون سابقة إنذار ، حتىأصبحت التجارة الرائجة ذات المردود الكبير بيد كل مَنْ تسول له نفسه التلاعببأرواح و نفوس العباد من جهة ، و خيرات و مقدرات البلاد من جهة أخرى ، فكانتوما تزال وكأنها السيف المسلط على رقاب العزل و الأبرياء وهذا ما نراه جلياًفي شريحة الطبقة السياسية التي تعتاش على زرع بذور الطائفية بين الناس لتدببينهم روح التفرقة و التشرذم ، و تنتشر الكراهية و الحقد و البغضاء  بين افرادالمجتمع الواحد ، فتدخل الأمة في حلقات دائرة مفرغة لا طائل منها عندها وهذاما تعمل عليه القيادات السياسية خاصة في العراق البلد الذي بات يأن من ويلاتالطائفية وما رافقتها من دمار و خراب و تفكك في المجتمع العراقي و سيلاً منالدماء الجارية على أرضه ، تلك الأرض التي نالت منزلة عظيمة عند السماء جعلتهامهبط الرسل و الأنبياء عليها ، اليوم باتت تشكل مسرحاً للفكر المتطرف و مرتعاًللإرهاب و الارهابين و ملاذاً للساسة الفاسدين بمختلف انحداراتهم الخارجية والدينية المزيفة ، فما يحدث في شمال العراق وما تتعرض له العوائل الآمنة منتهجير قسري و تشريد و تطريد في الصحاري القفار و خاصة في طوزخورماتو لهو عينالطائفية نفسها وعلى يد المليشيات الإرهابية وما تمارسه من عمليات تصفية جسديةو تعذيب بشتى الأساليب القذرة و التغيب في غياهب سجونها السيئة  الصيت ،طائفية دموية إجرامية مقيتة بمعنى الكلمة رفضتها كل القوانين السماوية والأعراف الإنسانية ، و لا ننسى المعارك الحربية الشرسة الدائرة بين أبناءالبلد الواحد ، الدين الواحد ، القومية الواحدة ، بين قوات البيشمركة من جانب، و القوات الأمنية الموالية لحكومة بغداد صنيعة المؤامرات الغربية والإقليمية التي ما برحت أن تكن العداء و الحقد الدفين للعراق و العراقيين فيأن واحد ، خاصة دول الجوار الإقليمية رغم وجود الروابط المشتركة من لغة و دينو تقاليد اجتماعية و عروبة الدم التي تربطها بالعراق ومنذ غابر الأزمان ، فقدتخلت عن كل تلك الروابط الأخوية فبدأت تعمل في الخفاء كخفافيش الظلام علىإدخال البلاد في دهاليز الطائفية و ظلمات الإرهاب التكفيري الدخيل على قيم ومبادئ ديننا الحنيف ، نعم الطائفية مذبحة الشعوب ، و البضاعة النتنة في بورصاتالسياسيين الفاسدة ، بضاعة جلبت الويلات على عراقنا الجريح المظلوم ، بضاعةنبذتها كل الأعراف الإنسانية و عدتها في خانة السلبيات في كل عصر و أوان .بقلم // الكاتب و المحلل السياسي و الناشط المدني سعيد العراقي
التاريخ - 2017-12-22 8:20 PM المشاهدات 735

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا


الأكثر قراءةً
تصويت
هل تنجح الحكومة في تخفيض الأسعار ؟
  • نعم
  • لا
  • عليها تثبيت الدولار
  • لا أعلم