إن المجتمع المنحاز السائد على الكل في السياسة الأمريكية حالياً هم الصهاينة، وليس سواهم، وفي الولايات المتحدة الموقف المناصر لـ"إسرائيل" هو وجهة النظر السائدة في وسائل الإعلام وفي الأوساط الأكاديمية، وفي الأحزاب السياسية من دون أي اعتبار للثمن والظلم والعنف الذي تسببه. والتأييد الأمريكي للصهاينة كانت عواقبه وخيمة جداً على الولايات المتحدة، ومع ذلك لايزال التأييد القوي مستمراً من دون سؤال كيف حدث ذلك؟ "إسرائيل" والصهيونية الدولية يسيطران على الأحزاب السياسية وأجهزة الإعلام في أوروبا أيضاً، وقد وضح ذلك في حادثة مقتل يورغ هايدر. فبغرابة سمح هايدر زعيم حزب الحرية النمساوي الذي يفترض أنه معادٍ للصهيونية سمح لبيتر سيشروفسكي وهو يهودي أن يعمل سكرتيراً عاماً لحزبه المناوئ للصهيونية. وفي 2005 ذكرت صحيفة "التايمز" أن سيشروفسكي كان جاسوساً للموساد "الإسرائيلي" لمدة خمسة أعوام. بعد ثلاثة أعوام، وبعد أن فاز حزب هايدر في الانتخابات البرلمانية، لقي هايدر مصرعه في حادث سيارة مثير للشبهات، وقال سيشروفسكي "أردت أن أخدم "إسرائيل" ولم أرتكب أي خطأ". فإذا كانت الموساد دأبت على اختراق تحركات وحركات "الطرف الثالث" في بلدان صغيرة مثل النمسا، فللمرء أن يتصور مدى قدرتهم على اختراق الحزبين السياسيين في الولايات المتحدة وقدرتهم على التحكم في السياسات هناك، لا سيما إذا استحضرنا ما لدى جماعة الضغط "الإسرائيلي" من قوى وقدرات في أمريكا. ومدى ما تتمتع به الاستخبارات "الإسرائيلية" من نفوذ، ومدى قدرتها على التحكم بسياسات بريطانيا وأمريكا وأحزابهما السياسية، وللنظر إلى أوضح الصلات والارتباطات في هذا السياق.نورد علاقة الصهيوني مايكل ابراهام ليفي بتوني بلير رئيس وزراء بريطانيا السابق عُرف مايكل أبراهام ليفي بلقب "اللورد ليفي" عندما كان من أبرز جامعي الأموال لحساب حزب العمال الذي يرأسه توني بلير في الفترة من 1994 إلى 2007 حتى جرى استبداله بمايكل ويليامز الذي عينه جوردن براون. وخدم ليفي الذي نال وصف "صديق توني بلير لعهد طويل" مبعوثاً خاصاً لبلير أوفده إلى الشرق الأوسط وأوكل إليه مهام في الفترة من 1998 وحتى 2007. وأما دانييل، ابن ليفي، فهو مواطن "إسرائيلي" (هاجر عام 1991) وتبوأ مناصب عليا في الحكومة "الإسرائيلية" منذ سنة 1995 ،وفي حين كان والده يدير أعمال توني بلير وأمواله، كان الابن الشاب ليفي عضواً في الفريق "الإسرائيلي" المفاوض لإبرام اتفاقية "أوسلو-2" خلال صيف 1995 في عهد رئيس وزراء "إسرائيل" آنذاك إسحاق رابين، كما كان عضواً أيضاً في الوفد "الإسرائيلي" إلى القمة الفلسطينية في طابا في يناير/كانون الثاني من عام 2001. كما عمل ليفي الصغير أيضاً مستشاراً رفيع المستوى في الشؤون السياسية لوزير العدل "الإسرائيلي" السابق يوسي بيلين في الفترة من مارس/آذار سنة 2000 وحتى مارس/آذار 2001 وخدم ليفي تحت إمرة ايهود باراك إبان رئاسته للوزارة فكان مستشاره الخاص ورئيس قسم شؤون القدس. ومن الجلي أن حلقة الارتباط المتمثلة في دانييل ليفي ووالده مايكل ليفي كانت هي الصلة والوسيلة التي منحت الاستخبارات "الإسرائيلية" السيطرة والهيمنة على رئيس الحكومة البريطانية توني بلير.وقبل أن تفوح رائحة العفونة من الاحتلال الأنجلو- أمريكي للعراق وقبل أن تبدأ قبائحه بالتكشف رويداً رويداً كان بلير مولعاً باستحضار ذكرى ما قاله هو كأول زعيم أجنبي يلتقي جورج دبليو بوش. وما أوصى به الرئيس الذي انتخب حديثاً عندما اجتمع الرئيسان في أوائل عام 2001. كان أول شيء أخبر به بلير بوش هو "ينبغي أن ننهي قضية العراق" وذلك وفقاً لتصريحات بلير ذاته. ولن يتسنى لنا فهم كيف أن بلير جرى تجنيده لدعم مثل هذه الخطة الرعناء وتسخيره لمناصرة هذه الخطوة المتهورة وهذه العملية الإجرامية إلا إذا أدركنا ووعينا أن بلير وحزبه العمالي الجديد كانت الشركات "الاسرائيلية" هي التي تموله وتمده بالمساعدات وتتحكم به. وثمة قوى صهيونية أخرى مماثلة كانت تنشط أيضاً وتعمل ليل نهار للهيمنة على بوش. وعندما خرج توني بلير وصديقه الصهيوني "لورد المال" من السلطة في يونيو/حزيران من عام 2007 شغل منصب رئاسة الوزراء وزير ماليتة جوردون براون بتزكية من الملكة اليزابيث الثانية،إلا أنه بالطبع وقبل أن يصبح براون رئيساً للوزراء كان براون قد خدم عشر سنوات وزيراً للمالية، وكان هو الوزير المسؤول عن الشؤون الاقتصادية والمالية في بريطانيا. وبدوره كان رئيس الوزراء براون يخضع لهيمنة اللورد رونالد كوهين، الذي كان قد تلطخت سمعته بعدما تكشفت مثالبه وحاصرته فضائحه. ويوصف كوهين، اليهودي المولود في مصر بأنه "السير رونالد كوهين"، حاصد قطاع الأسهم الخاصة في انجلترا ورفيق الدرب الواعد لرئيس وزراء بريطانيا غوردون براون. وفي أوساط الصحافة البريطانية يُصور كوهين بأنه وزوجته الثالثة المناصر اليهودي الثري الداعم لبراون ولحزب العمال الجديد. وأما زوجة كوهين الثالثة فهي شارون هياريل كوهين المولودة في لوس انجلوس، فعادة ما توصف بأنها منتجة أفلام سينمائية. وكان والدها يوسي هاريل يقود سفينة اليهود اللاجئين التي عرفت في عام 1947 باسم سفينة "الشتات". ويندر أن تجري مناقشة مسألة جنسيتها "الإسرائيلية". وأما ما تحجبه وسائل الإعلام التي يهيمن عليها الصهاينة ولا تقوله لنا عن شارون هاريل- كوهين فهو: إنها "إسرائيلية" أمريكية كان والدها هو أحد القادة المؤسسين لجهاز الموساد "الاسرائيلي" ولجهاز الاستخبارات العسكرية "الإسرائيلية" حتى وفاته في ابريل/نيسان من عام 2008وهذا يعني أن ابنة أحد مؤسسي جهاز الاستخبارات "الإسرائيلية" جزء من الفريق الذي يسيطر على رئيس الوزراء البريطاني الحالي ويتحكم به. وكانت تلكم هي إحدى الطرق التي هيمن بها الموساد على قيادة بريطانيا السياسية منذ حقبة التسعينات في القرن العشرين وجرّ الولايات المتحدة وبريطانيا إلى حربين مشؤومتين كارثيتين كانت تكلفتهما باهظة إلى أبعد الحدود، وكانتا وبالاً على منطقة الشرق الأوسط. وكانت وكالة الموساد قد أبصرت النور في الحقيقة في حقبة الأربعينات من القرن المنصرم باعتبارها وكالة سرية عرفت باسم "هاموساد لو عاليابيت" وهي الوكالة الصهيونية السرية المسؤولة عن جلب اللاجئين اليهود إلى فلسطين التي كان الانجليز يحتلونها آنذاك وذلك لزيادة عدد اليهود في فلسطين إلى الحد الأقصى قبيل إنشاء "الدولة اليهودية،حين نشطت حركة الهجرة بشكل أسطوري في تلك الفترة للمجيء بكل يهود الشتات إلى فلسطين. وفي عام ،1946 جرى إرسال جوزيف هامبرجر بمهمة سرية لتزويد عملاء الموساد في اليونان بالذهب اللازم لرشوة الحكومات الأوروبية لتسهيل عمليات هجرة اليهود إلى فلسطين، وكانت الهجرة غير مشروعة آنذاك. لم تتغير بعض تكتيكات الموساد التي كانت مستخدمة خلال الستين عاماً التي انقضت، فهم مازالوا يشترون الساسة والقادة بالذهب.خديجة بدور
التاريخ - 2018-01-01 11:36 PM المشاهدات 659
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا