شبكة سورية الحدث


عالـم الرجـل والمـرأة .. بقلم خديجة بدور

منذ فجر التاريخ، والرجل يسعى إلى المرأة ويهرب منها.فهو تارة يتودد إليها ويطري محاسنها ويشيد بجمالها ويخوض غمار الحروب من اجلها ويعرض نفسه للموت لكي يفوز بها.وتارة يبتعد عنها وينفر منها، متهماً إياها بالتقلب والتردد والغرور والأنانية.هذه المرأة التي اختلف الباحثون في وضعها وحار العلماء في تحليل شخصيتها ومعرفة حقيقة ميولها ومزاجها، وكأنها مخلوق غريب لا يمت إلى مخلوقات هذا الكوكب بصلة.هذه المرأة التي تغزل الشعراء في وصف محاسنها وأسرف الفنانون في عرض مفاتنها في كل مكان يمكن ان تقع عليه عين الرجل.لقد استطاعت أن تستغل كل هذه التناقضات في وصف الرجل لها، وتصوره لشخصيتها وحكمه عليها، في ان تصل إلى ما وصلت إليه اليوم من نجاح حققته في شتى مجالات الحياة.والرجل يضعف دائماً أمام المرأة التي تستطيع أن تقاوم جبروته بدموعها حتى لو كانت مصارعة محترفة .... فالدموع عند المرأة هي أقوى سلاح يهز كيات الرجل ويخضعه.فالعالم لم يعد عالم الرجل وحده، لقد أصبح العالم الجديد عالم الرجل والمرأة معاً، فأشرقت الشمس في سماء جديدة وفوق ارض جديدة.لكن بعض النساء فشلن لأنهن وقفن يحتمين بالقانون ويعلن تحديهن للرجل وكأنهن يقفن فوق حلبة للمصارعة المنافس فيها هو الرجل.ذلك الذي أقسمت أن تنتقم منه بعد الذي أصابها على يديه وأصاب كل بنات جنسها منذ أن كانت هناك حياة على هذه الأرض.نعم أن فن المرأة في أن تكون امرأة ليس في تقليدها للرجل وليس في منافستها له، وإنما في استقلالها بشخصيتها في تعاونها في حياتها مع الرجل في تفهمها لطبيعة النفس البشرية وهناك الكثير من النساء الناجحات.كانت كاترين العظمى، إمبراطور وكانت زوجة وأماً لكن أعظم صفة تحلت بها هذه المرأة هي أنها لم تنس أبداً أنها امرأة وبهذه الصفة استطاعت أن تخضع اعتى الجبابرة من ساسة العالم في عصرها.وقد سألوا إمبراطورة روسيا يوماً: ما هو أهم ادوار حياتك؟قالت: دوري كربة لهذا البيت الذي أعيش فيه مع زوجي وأبنائي فحياة الأسرة هي أهم جانب من جوانب حياتي أما الجانب الآخر فهو عملي وهو يأتي دائماً في المرتبة الثانية ولم أحاول يوماً أن أقدم عمل الدولة على عملي في البيت، فبيتي هو المكان الوحيد الذي أجد فيه نفسي مع زوجي وأطفالي.وإذا كان هذا هو رأي المرأة في القرن السابع عشر والثامن عشر قبل أن تخرج المرأة من الأسوار التي حبسها الرجل وراءها.ترى ماذا يكون رأي المرأة الحديثة اليوم بعد أن تعلمت واحتلت ارقي مراتب الحياة.خديجـة بــدور
التاريخ - 2018-01-22 1:14 PM المشاهدات 2229

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا