شبكة سورية الحدث


هل نحن نربي ام المدرسة .. بقلم خديجة بدور

لا ننكر بان الاسرة هي المؤثر الاول في صبغ سلوك الطفل صبغة اجتماعية , وانها كمجتمع صغيرعبارة عن وحدة حية ديناميكية لها وظيفة تهدف نمو الطفل نموا كاملا .وخلال هذا التفاعل الاجتماعي داخل الاسرة . يتعلم الطفل كيف يعيش ويسلك كما يدرك ماله من حقوق وما عليه من واجبات .ثم تاتي المدرسة التي هي الاسرة الثانية ، فتعمل على استمرار نمو الطفل نحو الافضل .لكن علينا أن نطرح سؤالا ، من الذي يربي الاسرة ام المدرسة ؟ نقول : أن التربية هي الاسرة والمدرسة .وان كان كلا من الطرفين يحاول أن يلقي ثقل التربي على الاخر . هذا من حيث الالفاظ ، اما من حيث الفعل ـ فالمعلم يقول لنفسه : في متناولي وسائل قليلة . اما في متناول الاسرة الكثير ـ الكثير كما أن الاسرة تستخدم وسائل متعددة واقوى .فبعض المعلمين يعتبر أن الاسرة عامل تربوي اكثر قوة وانها تستطيع أن تفعل اكثر منهم . هناك بالطبع اسر سيئة واخرى طيبة . ولكن هل ؟ تضمن أن الاسرة تستطيع بالتربية كما يجب ولا يمكننا أن نقول أن الاسرة تستطيع أن تربي كما تريد .لذلك يجب أن تنظم التربية العائلية بحيث تكون المدرسة المشرفة على تربية الاطفال وجميع المنظمات التابعة لها متعاونة معها وعليها دراسة الحياة الاسرية ودراسة المسببات السيئة لشخصية الطفل . وذلك باستدعاء الآباء والامهات والقول لهم : ( افعلوا اللازم الضروري ) لابنائكم ونحن معكم بالمساعدة . ايضا هناك نقطة هامة وضرورية . وهي مشاركة الطفل في حياة الاسرة ليس بصفة شكلية لكنبما يتناسب مع حياته وحياة اسرته في وقت مبكر منذ سن الخامسة . فيجب أن يعلم من اين تاتي أي امكانيات الاسرة مذا يشتري ولماذا يمكن شراء هذا ولايمكن شراء ذلك والى اخره ..وهناك مسالة هامة ومن اصعب المسائل وهي مسالة السعادة ، فالكثير من الاهل يقولون : اننا نعطي كل شيء للطفل ونضحي بكل شيء من اجله على حساب سعادتنا نفسها . أن هذا ابشع الهدايا التي يمكن أن يقدمها الابوان لطفلهما . فانت ايتها الاسرة أن اردت أن تسممي طفلك فدعيه يشرب في جرعة كبيرة سعادتك الخاصة وسوف يتسمم . اذا يجب أن نطرح المسالة بهذا الشكل لا تضحيه ولا لاي سبب وعلى العكس فليتنازل الطفل لابويه .والكثير من الفتيات تخاطب امهاتهن : انك عشت حياتك اما انا فلم ارى شيئا ولم اعش بعد .ولهذا فكل شيء لي . تفكيرها يقول لها أن حياتي كاها لاتزال امامي اما انت فلم يبق لك الا القليل .كل هذا يقودنا على أن نربي في اطفالنا الاهتمام بالابوين . كما نربي فيهم الرعنة البسيطة والطبيعية في رفض السعادة الشخصية ما لم تتوفر سعادة الاب والام .ولا شك أن تربية هؤلاء الاطفال اصعب بكثير من تربية المتشردين في الشوارع ، لان المشردين أن وجدت جماعة تعليمية وتربوية تضمهم كانوا اسهل في التربية والقيادة ، من الطفل الذي عنده اب وام ، وخاصة الاسر الغنية . ونحن في سورية مع بداية التحديث وضعنا المرشدين النفسيين والاجتماعيين في جميع المدارس ، فما عليهم الا الاتصال الوثيق بالاسرة التي لا تستطيع أن تربي اطفالها بالطريقة الصحيحة . كما أن الاسرة التي افسدت طفلها في معظم الاحوال فتغير التربية لها امر بالغ الصعوبة وربما افسدت الامر اكثر مما هو فاسد . لكن هل نترك التاثير السيء المضر على الطفل ؟ اننا في النهاية ملزمون بالمساعدة وذلك من خلال الطفل نفسه مع المرشدين الاجتماعيين والنفسيين وكل المنظمات التابعة للتربية لنخلق طفل سوي قادر على الحياة الطبيعية . وبالتالي حصولنا على اطفال سعداء . نحن نعلم وجود الكثير من العيوب والنواقص في الانسان ايضا وجود الحسنات ، لكن علينا العمل سوية على ازالة هذه العيوب او التخفيف منها قدر امستطاع .واذا انحرف طفلنا عن جادة الصواب فعلى كل مربي او طبيب او مدرس شرطي ومحامي قاضي ومشرف العون والاخذ بيده ليعود الى الصواب وانتهاج النهج المثالي . صحيح اننا لانستطيع دائما أن نحقق ذلك ولكن ربما نستطيع أن نقترب من حالة الطفل النموذجيه لكل اسرة بالمشاركة والتعاون والرعاية بشكل مكثف . في البيت او المدرسة او المراكز الثقافية ...والتركيز والاهتمام بالمعطيات الفكرية والقيم البناءة . لان معطيات القيم المادية بدات تكتسح المجتمع .خديجة بدور
التاريخ - 2018-01-28 10:39 PM المشاهدات 970

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا


الأكثر قراءةً
تصويت
هل تنجح الحكومة في تخفيض الأسعار ؟
  • نعم
  • لا
  • عليها تثبيت الدولار
  • لا أعلم