شكراً المطران عريضة .. بقلم العميد الركن رجب ديب

ومن أين جاءت تسمية العريضة المنطقة الواقعة على الحدود السورية اللبنانية….. قرأت كتاباً وقع بين يدي مصادفة بعنوان الماضي المجهول لكاتب كتب مذكراته اسمه : متى أسعد .ويحق لكل إنسان كتابة مذكراته بطريقته.. أكتب منه قطعة بطريقتي مع المحافظة على المضمون الرئيس…. قضت اتفاقية سايكس - بيكو الاستعمارية الانكليزية الفرنسية وماتلاها من وعد بلفور المتصهين والمشؤوم - قضت- بتقسيم منطقة الشرق العربي إلى عدة دويلات على أسس عرقية إثنية طائفية… وفي غمرة تنفيذها كان وادي النضارى( النصارى ) تابعاً لمنطقة عكار دينياً ،وبالتالي كان من المقرر أن يكون الوادي تابعاً لدولة لبنان الكبير الذي كان قرار إنشائه رسمياً في31 8 1920م ، وفصله عن الأم سورية الطبيعية.. .في ذلك الوقت وقف البطريرك عريضة على الحدود السورية اللبنانية وجال بنظره قرى الوادي ومَشَّطَها وسأل ماهذا ؟؟؟… أجابه الحضور ومرافقوه : قرى وادي النصارى ، فضحك وأردف يسأل : وهل هم موارنة؟؟؟ قالوا لا…. !!. إنهم روم أرثوذكس ، فلم يرق له الجواب وتَبَرَّم !!.. وقال : اتركوا هذا الوادي وشأنه لسورية الحالية ، لأننا إذا ضممناهم إلى لبنان ،يصبح عدد الروم الأرثوذكس أكثر من عدد الموارنة ،وضرب عكازه عصاه في المكان الذي يقف فيه قائلاً : هنا حدود لبنان !!!. وسمي هذا الموقع باسمه ولايزال حتى اليوم يُعرف باسم العريضة بعريضتيه : السورية واللبنانية….. شكراً لكم المطران أو البطريرك عريضة ، لقد كنتَ طائفياً وطائفوياً وسايكوسياً وبيكوياً بامتياز ،لكن أبقيتَ لنا وادياً جميلاً طيباً كريماً وطنياً عروبياً ويضج بالحيوية والإبداع ، قدم شعبه بسخاء إلى السماء الدماء والشهداء قرابيناً من أجل هذا الوطن ،الوطن الأم سورية ليبقى الوطن شامخ الرأس موفور الكرامة…. والطائفية سرطان يأكل اللحم نيئاً..و سلْ ( أي اسأل) الجبل من أين عُلُوِّه : يجبك من الوادي….. دمتم أصدقائي العميد الركن رجب ديب