شبكة سورية الحدث


العنف الأسري في المجتمع السوري في ظل الأزمه

ثلث النساء السوريات يتعرضن للعنف الاسري بأنواعه و أشكاله من عنف جسدي ،نفسي وجنسي هذه الدراسه التي اجرتها وأعدتها الجمعيه العامه لشؤون الأسرة في سوريا وصندوق الأمم المتحدة للسكان وبطبيعه الحال قد ازدادت هذه النسبة في سنوات الحرب ، يتمثل العنف اللفظي والمعنوي ايضا" حيث إن أشكال العنف الجسدي السائده في مجتمعنا هي الضرب بالحزام والعصا واللكم وشد الشعر التي سينتج عنها كسور ورضوض ونزيف خارجي تؤثر ربما على حياة المرأه الجسديه والنفسيه ، ولعلنا بطبيعه مجتمعنا الشرقي و اختلاف المدينه عن الريف نجد أن العنف في المدن أقل منها في الأرياف تبعا" لظروف المعيشه والاعراف والتقاليد والمستوى التعليمي حيث إن الارياف البدويه يتنشر فيها عنف اكثر من ايا مناطق أخرى، ويتمثل العنف النفسي بأشكاله من صراخ ، توبيخ ،شتم ، اهانه ووصف بقلة العقل والجهل مقارنة بالذكوريه لأن مجتمعنا يغلب عليه الصفة الذكوريه البحتة، ايضا" العنف الجنسي الذي نشاهده كثيرا" في الطرقات والاماكن العامة من تلطيش،ملاحقه،ملامسه، ومحاولة نزع الثياب والتحرش الجنسي. إن العنف الأسري وبالتحديد العنف الممارس ضد المرأة هو من أكثر انتهاكات حقوق الأنسان شيوعا" حيث انها تتعرض للعنف في المجتمعات المتقدمة والناميه على حد سواء مع اختلاف في طريقه الانتهاك والعنف الممارس بأنواعه وحجمه في كل دوله ومجتمع لكن من أبرزها والتي نجدها في مجتمعنا واغلب المجتمعات الناميه هي الاغتصاب والتحرش والزواج القسري والتمييز السلبي بين الرجل والمرأة .الحرب السوريه المستمرة منذ 7 سنوات أدت الى نشوء أزمة اقتصاديه اجتماعية حيث إن أكثر من 50% يعيشون تحت خط الفقر اضافه للنزوح واللجوء داخل سوريا او للدول المجاورة ادت بطبيعه الحال لظهور أنماط جديده من العنف والانتهاكات ضد المرأه والأسرة على حد سواء حيث وإن كانت موجودة قبل الحرب فإنها تأزمت بسبب الظروف القائمة وتتمثل هذه الأنماط الجديدة بتزويج الفتيات في دول اللجوء المجاورة من جنسيات عربيه مقابل مهور عالية جدا" حيث يظطر الأهل للموافقه بسبب الفقر والعوز والبحث عن استقرار مادي للأسرة ، وايضا" حرمان المرأة من التعليم بسبب الحرب والنزوح اضافه الى تزويج فتيات تحت السن القانوني نتج عنه نسبة طلاق كبيرة جدا" أدت الى تفكك أسري وعنف أكبر. يقدر الخبراء بمجال حقوق الانسان والاسرة عدد الجرائم التي ترتكب سنويا" ضد النساء في سوريا بين 200 الى 300 جريمة تقع معظمها في الأرياف بحجة "الشرف" ولعل هذه الجريمة تعد من أكثر الجرائم التي يجب التركيز عليها حيث ان في القانون السوري نص يخفف الحكم على الرجال الذين يقتلون نساء من أسرتهم او أقاربهم او من نفس العائلة وبسبب هذه الجريمة قد تذهب المرأة ضحية لمجرد الشبه بها فقط. لابد لنا من بذل جهود للحد من ظاهرة العنف  ومناهضة العنف الأسري كما ويجب العمل على وضع قانون أسري عصري يقوم على أساس المواطنه وتكريس الجهود لوقف العنف بكل أشكاله بشكل لايعيد مجتمعنا لعصر الجهل والعبوديه للمرأه والفتيات ويجب ايضا" ادانه العنف والامتناع عن التذرع بأيا عرف أو تقليد أو اعتبار ديني وتنظيم حملات إعلامية وبرامج تعليميه وتوعوية عن الاثار الضارة للعنف وانعكاساته على الأسرة والمجتمع بأكمله. محمدالشريف
التاريخ - 2018-02-15 2:51 PM المشاهدات 1908

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا