شبكة سورية الحدث


ستبقى القدس عاصمة لفلسطين .. بقلم خديجة بدور

أكبر مدن فلسطين التاريخية المحتلة مساحةً وسكانا وأكثرها أهمية دينيًا واقتصاديًا. تُعرف بأسماء أخرى في اللغة العربية مثل: بيت المقدس، القدس الشريف، وأولى القبلتين، وتسميها إسرائيل أورشليم.تُعتبر القدس مدينة مقدسة عند أتباع الديانات السماوية الثلاث: اليهودية، المسيحية، الإسلام. فبالنسبة لليهود، أصبحت المدينة أقدس المواقع بعد أن فتحها النبي والملك داود وجعل منها عاصمة مملكة إسرائيل الموحدة حوالي سنة 1000 ق.م، ثم أقدم ابنه سليمان، على بناء أول هيكل فيها، كما تنص التوراة. وعند المسيحيين، أصبحت المدينة موقعًا مقدسًا، بعد أن صُلب يسوع المسيح على إحدى تلالها المسماة (جلجثة) حوالي سنة 30 للميلاد، وبعد أن عثرت القديسة هيلانة على الصليب الذي عُلّق عليه بداخل المدينة بعد حوالي 300 سنة، وفقًا لما جاء في العهد الجديد. أما عند المسلمين، فالقدس هي ثالث أقدس المدن بعد مكة والمدينة المنورة، وهي أولى القبلتين، حيث كان المسلمون يتوجهون إليها في صلاتهم بعد أن فُرضت عليهم حوالي سنة 610 للميلاد وهي أيضًا تمثل الموقع الذي عرج منه النبي محمد بن عبد الله إلى السماء وكنتيجة لهذه الأهمية الدينية العظمى، تأوي المدينة القديمة عددًا من المعالم الدينية ذات الأهمية الكبرى، مثل: كنيسة القيامة، حائط البراق والمسجد الأقصى - المكون من عدة معالم مقدسة أهمها مسجد قبة الصخرة والمسجد القبلي، على الرغم من أن مساحتها تصل إلى 09 كيلومترات مربعة خلال تاريخها الطويل، تعرضت القدس للتدمير مرتين، وحوصرت 23 مرة، وهوجمت 52 مرة، وتمّ غزوها وفقدانها مجددًا 44 مرة.فإعلان الرئيس الأمريكي واعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، بداية مرحلة جديدة للصراع العربي الإسرائيلي، و من خلال هذا القرار يمهد لما هو أشد خطرًا على العالم العربي.وبصمت بعض الدول العربية والردود التي جاءت بين باهتة وبين صمت غريب، هل هناك موافقة ضمنية من بعضهم ؟! فالقرار الأمريكي حول القدس ما هو إلا بداية مرحلة جديدة للصراع العربي الإسرائيلي المفتوح و إعلان الرئيس الأمريكي واعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، بداية مرحلة جديدة للصراع العربي الإسرائيلي، وبداية لأيام أشد سوداوية، نأمل أن يقف جميع العرب وقفة صارمة ضد هذا القرار الذي جاء لكي يزلزل الكيان الإسلامي والمسيحي، ولا بد أن تعلو أصوات الرفض، وأن يقف جميع العرب صفًا واحدًا من أجل القدس.صدمة أخرى بل زلزال آخر يصيب الأمة العربية على حد سواء ليس فقط في الدفع إلى المزيد من العنف وإنما يشكل خطورة حقيقية في تأزيم عدم الحل العادل للقضية الفلسطينية، أن قرار الرئيس الأمريكي يناقض القرارات الشرعية الدولية وأيضًا يناقض مبادرة السلام التي تقوم على حل الدولتين، بما يضمن إقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 والتي تكون القدس الشرقية عاصمتها.أن الخطورة اليوم لا تكمن فقط في نقل العاصمة، إنما قد تكون تمهيدا لما هو أكثر من ذلك، ويمكن أن نرى الدول الأخرى تحذو حذو هذه الخطوة بعد أن قامت بها الولايات المتحدة، فالقرار يمثل منعطفا تاريخيا خطيرا سوف يترتب عليه تداعيات أكثر خطورة في المستقبل القريب، أثار وخطوات أخرى في ظل التشاحن والتصادم العربي العربي، فالقرار يفرض الوجود الإسرائيلي على العالم ،واعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل ضربة قوية للعروبة. نحن نعلم سياسة أمريكا من البداية واضحة وهي تتبع إسرائيل، والقرار لم يأت بين يوم وليلة وإنما نتيجة تخطيط مسبق لرسم الوجود الإسرائيلي وفرضه على العالم، في حين القضاء على المسجد الأقصى وفرض القيود والسيطرة عليه بالشكل الكامل.إلى أن هذا القرار يتبعه الكثير من الأضرار وقد لا نجد القدس في يوم ما.إن صمت بعض الدول العربية وعدم اتخاذها أي موقف حازم ضد هذا القرار له خطير. وذلك إرضاء لأمريكا وإسرائيل اللتين تقفان وراء أغلب الحروب في البلدان العربية . فالقرار الأمريكي خطر يهدد الأمة العربيةكما أن القضية الفلسطينية هي قضية الأمة، وأن أي تهاون في أي قرار ضد هذه القضية سيشكل خطورة على العرب جميعًا، فالقدس هي عاصمة فلسطين وستبقى رغم أنف أمريكا وغيرها من الدول المتخاذلة.أن القرار الأمريكي بداية لأزمة جديدة ستحل بالعالم، وأنه لا بد من وقفة عربية لإلغاء هذا القرار فورًا.و على كل دولة عربية وصديقة أن تقف مع الحق والسلام.خديجة بدور
التاريخ - 2018-02-20 12:35 AM المشاهدات 1140

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا