شبكة سورية الحدث


داعش في التّنف..

مصادرُ مقرّبة من "قسد" رفضت الكشفَ عن هويّتها، قالت إنَّ الخطوةَ الأمريكيّةَ تُعتبرُ واحدةً من إجراءاتِ واشنطن لتأمينِ العنصرِ البشريّ لتشكيلِ "قوّة حرس الحدود" التي ستنتشرُ في مناطق شمال وشمال شرقِ سوريّة بهدفِ تأمينِ المنطقةِ التي تنتشرُ فيها "قسد" شرقَ الفرات من أيّةِ عمليّةٍ عسكريّةٍ قد تُشَنُّ ضدّها سواء من قِبَلِ الدولةِ السوريّة،أكّدت مصادرُ خاصّة أنَّ القوّاتِ الأمريكيّةَ نقلت عدداً كبيراً من مقاتلي تنظيمِ داعش من سجنِ الحسكةِ ومناطقَ أُخرى إلى محيطِ القاعدةِ الأمريكيّة في بلدةِ التّنف، وذلكَ لإعادةِ تدريبِهم لأهدافٍ غير واضحةٍ إلى الآن، علماً أنَّ وكالةَ أنباء آسيا كانت قد نشرت خلالَ الشهرينِ الماضيين تقاريرَ إعلاميّةً عن قيامِ المروحيّاتِ الأمريكيّة بنقلِ مسلّحي التنظيمِ من مناطقِ ريفِ دير الزور الشرقيّ إلى محيطِ مخيّمِ السدّ بريفِ الحسكةِ الجنوبيّ، كما أكّدت مصادرُنا سابقاً هبوطَ المروحيّاتِ الأمريكيّة بشكلٍ متكرِّرٍ في سجنِ الحسكةِ الذي تُسيطرُ عليه "قوّات سوريّة الديمقراطيّة". مصادرُ ميدانيّةٌ سوريّةٌ اعتبرت أنَّ مثلَ هذه الخطوة اﻷمريكيّة تُفسّرُ خروج التنظيمِ من محيطِ قاعدة التّنف لمهاجمةِ الوحداتِ العسكريّة السوريّة في مناطق جنوب شرق محافظةِ ديرِ الزور كـ"رأس الوعر - شارة الوعر - وادي اللويزية - جنوب البوكمال - جنوب الميادين"، علماً أنَّ هذه المنطقةَ المعروفة بمنطقةِ الـ55، من المُفترَضِ أنّها تحتَ سيطرةِ الفصائلِ المدعومةِ من واشنطن في الباديةِ كـ"جيشِ مغاويرِ الثورة".  أو من قِبَلِ الجيشِ التركيّ، علماً أنَّ أكثر من حالةِ اشتباكٍ سُجِّلَت خلالَ الشهرِ الماضي بين "قسد" والجيشِ السوريّ في أكثرِ من نقطةٍ شرقَ الفرات، وبين "قسد" والجيشِ التركيّ في أكثر من نقطةٍ من الحدودِ السوريّة التركيّة، وآخر الاشتباكاتِ بين الطّرفين على الحدودِ كانت قبلَ يومينِ من الآن في كلٍّ من مدينةِ "رأس العين" بريفِ الحسكةِ الغربيّ، وتل أبيض بريفِ الرقةِ الشّماليّ. واعتبرَ مراقبونَ للحركاتِ الإسلاميّة المتشدِّدة أنَّ واشنطن تُحاولُ ضمانَ عدم ارتدادِ الجهاديّينَ إلى دُولِهم اﻷُمّ خاصّةً إلى دُولِ أوروبا الغربيّة، ومن خلالِ إعادةِ تدريبِ هؤلاء المقاتلينَ والعملِ على نزعِ العقيدةِ الجهاديّة من رؤوسِهم من خلالِ تقديمِ الإغراءاتِ الماليّةِ الكبيرة لهم، يمكنُ للدولِ المتحالفةِ مع واشنطن أنْ تضمنَ بقاءها خارجَ خارطةِ العمليّاتِ الجهاديّة، وتضمنَ عدم تشكيلِ عناصر التنظيمِ لنواةِ أيّ تنظيمٍ جهاديٍّ قد يخلفُ داعش في المنطقة، وفي المكاسب، تضمنُ واشنطن تمويلاً أوروبيّاً لمشروعِها العسكريّ في سورية من خلالِ اللّعبِ بورقةِ أمنِ العواصمِ الأوروبيّة. إلّا أنَّ قانونيّينَ سوريّين رأوا في إعادةِ تجنيدِ عناصر داعش ضمنَ قوّةٍ تعملُ لصالحِ الأهدافِ الأمريكيّةِ في سوريّة، يعتبرُ تصريحاً من الإدارةِ الأمريكيّة بالتعاملِ مع تنظيماتٍ مصنّفةٍ على اللّائحةِ السوداء، وهذا يستدعي تحرّكٌ دوليٌّ واسعٌ ضدّ واشنطن، إلّا أنَّ الأخيرةَ تمتلكُ الهوامشَ السياسيّة التي تحصلُ من خلالِها المواقف المؤيّدة لتحرّكاتِها في سوريّة خصوصاً، والمنطقة عموماً، مشيرينَ إلى أنَّ القانونَ الدوليّ يؤكّدُ على ضرورةِ تقديمِ عناصر التنظيمِ للمحاكمةِ سواء من قِبَلِ المحاكِمِ الدوليّة بالنسبةِ للقيادات، ومن قِبَلِ حكوماتِ دُولِهم بالنسبةِ للعناصر، على أنَّ التصرّفَ القانونيّ من قِبَلِ واشنطن في حالِ جدّيّتها في محاربةِ الإرهاب هو القيامُ بتسليمِ كلّ مُقاتلٍ أجنبيٍّ لحكومتِهِ؛ ليصار إلى وضعهِ تحتَ القانونِ المُتّبعِ في بلاده، وهذا ينطبقُ أيضاً على مقاتلي داعش السوريّين. يُشارُ إلى أنَّ واشنطن بَنَتْ قاعدةَ التّنفِ قبلَ نحو عامين من الآن، وخلالَ عمليّةِ الجيشِ السوريّ المعروفةِ باسمِ "الفجر الكبرى" والتي سيطرَ من خلالِها الجيشُ السوريُّ على مساحاتٍ واسعةٍ من الباديةِ السوريّة وصولاً إلى ريفِ ديرِ الزورِ الشرقيّ، فقدت القاعدةُ إستراتيجيّتها العسكريّة وفقاً لِمَا تُؤكّدهُ مصادرُ ميدانيّة سوريّة، إلّا أنَّ واشنطن فضّلت البقاءَ في هذه القاعدةِ بهدفِ الإبقاءِ على أهمِّ وأقصرِ الطرقِ الواصلة بين "دمشق" و"بغداد" مقطوعةً دونَ أنْ يكونَ للتّنفِ أيّة فائدةٍ عسكريّةٍ لواشنطن ضمنَ حربِها المُفترَضةِ على الإرهابِ في سوريّة.محمود عبد اللطيف
التاريخ - 2018-02-22 12:20 PM المشاهدات 748

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا


الأكثر قراءةً
تصويت
هل تنجح الحكومة في تخفيض الأسعار ؟
  • نعم
  • لا
  • عليها تثبيت الدولار
  • لا أعلم