شبكة سورية الحدث


(تشغيل الأطفال) واثارها على المجتمع في ظل الأزمة

سورية الحدث  جميعنا نعلم أن مرحلة الطفوله هي مرحلة بناء الأجيال هذه المرحلة التي يتم فيها وضع اسس لمجتمع يجب أن يكون حضاريا" ومتقدما" في كافة مجالات الحياة ومواكبا" للدول المتقدمة،ولعلنا نبدأ بتعريف مهم وواضح للطفوله وهي المرحله التي تبدأ منذ ولاده الانسان حتى مرحلة ماقبل البلوغ،لذلك إن تربيه الطفل في هذه المرحله لها من الاهميه الكبيرة ويجب علينا لفت الانتباه لها حيث إن تربيه الاطفال بشكل صحيح له أثر ايجابي كبير على المجتمع في الحاضر والمستقبل لهذا لابد من الاهتمام بالأطفال واعطائهم الاولويه في جميع حقوقهم من تعليم ولعب وترفيه والعيش بأمان وسلام، كما ويجب منع جميع الظواهر السلبيه التي تحول دون تحقيق هذه الاولويات والحقوق والوصول إليها. لعل من هذه الظواهر السلبيه ظاهرة عمالة الاطفال ( تشغيل الاطفال) هذه الظاهرة التي باتت واضحة" جدا" في مجتمعنا في ظل الازمة القائمة والحرب التي تتعرض لها سورية منذ سبع سنوات وهي في ازدياد وهذا ما ينتج عنه كارثة بحق جيل كامل كان يجب أن يكون حجرا" اساسيا" في بناء الوطن،لكن السؤال المطروح الآن!! ماهي أسباب هذه الظاهرة !? وماهو السبب الذي يجعل طفلا" بعمر البراءه يذهب ليعمل و يتعرض لعنف جسدي ونفسي وغيره!? ولماذا تلجأ اهالي هؤلاء الأطفال لتشغيل اطفالهم وحرمانهم من حقوقهم!? وربما الف سؤال يطرح نفسه الآن حول هذه الظاهرة التي تهدد بناء المجتمع، لعل الأسباب كثيرة والمبررات لدى الأهالي كثيرة وسنطرق لأسباب عموميه وواضحه أهمها تدني المستوى الثقافي التعليمي للأسرة حيث أنها ترى أن العلم والدراسه أمر لافائدة منه وبرأيهم تعليم الطفل مهنة يكسب منها مالا" أمرا" ايجابيا" أكثر، وايضا" نجد من المسببات الفقر وارتفاع مستوياته عند الأسر خاصة في ظل هذه الأزمة حيث إن 50% وربما أكثر من الأسر السوريه تعيش تحت خط الفقر مما يدفع اهل هؤلاء الأطفال لزج أطفالهم في سوق العمل والمهن بغيه كسب المال والعيش، وهنا نلفت انتباها" أن معظم أصحاب المهن يدفعون أجورا"قليله للاطفال هذا بالنسبه لهم أفضل بكثير من دفع أجور العمل للبالغين والأهل بالطبع لامانع لديهم مهما كان الأجر المهم العمل والكسب المادي، ومن الأمور المهمة أيضا" قلة وجود المدارس في بعض المناطق الفقيرة وتعرض الكثير من المدارس  للتدمير بسبب االاشتباكات والقصف والحرب في المناطق التي تواجد فيها الارهاب. هذه الأزمة خلقت عبئا" اقتصاديا"  وحالة فقر شديدة كما ذكرنا وإن ظروف الحرب القاسيه التي اجبرت العديد من الأسر الاعتماد بشكل أساسي على اطفالهم وزجهم في سوق العمل. أطفال سوريا الخاسر الأكبر من هذه الأزمة ومانتج عنها من أثار على الاطفال نعتبره كارثيا" من حرمان للحقوق  والعيش بسلام ولعل الامرالذي يجعل في القلب غصة هو تجنيد الأطفال وتعذبيهم من قبل المجموعات المسلحة وانتهاكات بحق الاطفال من قتل واستغلال وغيرها.ان ظروف المعيشه الصعبه وغلاء العيش وصعوبه تأمين مستلزمات الحياة الاعتياديه جعل الكثير من الاهل تدفع اطفالهم للعمل عند اصحاب المهن كمحلات المحروقات والحدادة والميكانيك وبسطات السجائر وغيرها هذه المهن تحتاج لجهد كبير يفوق جهد الطفل مما يجعله عرضه للعقد النفسيه ويصبح طفلا" عنفوانيا" عدوانيا" مما يؤثر سلبا" على حياتهم المستقبليه، جميع هذه الأثار السلبيه هي آثار  كارثيه على الطفل حيث سيشعر هذا الطفل بالقهر الاجتماعي ويصبح خاليا" من براءه الطفوله وسيصبح ماديا" وبذلك سيخلو من القيم والمبادئ الفضيلة التي تعلمها في مجتمعه وبين أهله وسيلجأ للعادات السيئه التي تضر بصحته كالتدخين والمخدرات. تعد عماله الأطفال أحد أكثر الظواهر خطرا" على المجتمع وانعكاساتها الاقتصاديه والاجتماعيه والتربويه تهدد الاوطان وهي ظاهرة تجتاح المنطقه العربيه بأكملها حيث تشهد صراعات وحروب ومنهابلدنا الذي يعيش حربا" كونيه تتمثل في ارهاب لادين له ولا انسانيه ، هذه الازمات والصراعات تهدد الانسان عموما " والأطفال خصوصا" .وأخيرا" نقول انه ورغم وجود القوانين الدوليه والمنظمات الحقوقيه وجهود الجمعيات والاتفاقيات وغيرها لاتوازي ولاتؤثرفي هذه الظاهرة لانها تؤدي الى انتاج جيل من الاطفال يقبع في مستنقع من الجهل والتخلف والأمراض الجسديه والنفسيه والاجتماعيه والأسريه وبالتالي خسارة جيل كامل من أبناء وطن لطالما كان وطنا" آمنا" حضاريا" وهذه الظاهرة ستحدث شرخا" كبيرا" وفجوة كبيرة يصعب ردمها مما يدمرمستقبل الوطن سكانيا" واجتماعيا" واقتصاديا".محمد الشريف
التاريخ - 2018-03-05 5:16 PM المشاهدات 1481

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا