سورية الحدث _ معين حمد العماطوري بعد انتشار الفضائيات ومعرفة الأحداث وتطوير التركيب البنيوي للشخصية الداخل بها مجموعة عوامل مكتسبة من فرض عادة جديدة لا تنسجم أصلا مع التراكم الزمني، بل على الأقوى لفرضها، ولو كانت مخالفة وبعيدة عن المنطق والعقل ولا اجماع او توافق عليها، وهذا يدفعنا الى طرح أسئلة متعددة..منها:* إذا كان تركيب الشخصية الإنسانية وفق المعايير الأخلاقية قائمة على الصدق، وصدق قيمة، لماذا اليوم الصادق بات عريانا ومنعزلاً؟ ....ولو مارس حياته سيكون تحت الضغط والاستبداد والاحتكار لأفكاره ومنع تطبيقها؟..* الخوف في المجاهرة بطرح القناعات، والنطق بها بصوت الخافت بين أروقة ضيقة، هي سمة تطور العصر المتطور؟* العمل وقيمته مفهوم واسع في تحديد مساره، والتقييم من خلال صدق العمل؟أم ان يكون العمل صادقاً؟وفي الحاليين هو نفاق بعينه، لان صدق بالعمل يجب ان يكون حالة طبيعية في التركيب الإنساني، أما العمل الصادق فهو نتيجة...ولكن في الحالتين يتم اعتماد تقييم اللحظة بما يتوافق مع المصلحة وهي سمة من سمات العصر الواقعي المعيش (النفاق بشقيه الاجتماعي والسياسي)..الدخول في الحاجة والاحتياج بين نفاق العصر وعصر النفاق، يعود إلى النظام الاقتصادي، لو كانت وسائل الإنتاج وتكاليفه تتناسب مع منسوب دخل الفرد، لأصبح التصدي لظاهرة الفساد على سبيل المثال مهمة مجتمع ولا يحتاج لقوى إدارية لمكافحته، لكن المفاهيم الأيدلوجية المتنوع وعدم الاستقرار في التوافق ضمن المضامين والمنطلقات، جعلت الثابت يصبح مقدساً، والثابت في منظور الحركة والفعل زائل مع تطور الزمن....إذاً المتغير نحو فرضية تحطيم هيكل الثابت يعود بتحقيق التنمية الفكرية والسياسية والثقافية والاجتماعية والشخصية، وتحتاج إلى تدمير مفهوم النفاق القائم على تقبل رأي الآخر بجميع جوانبه من مبدأ تجاوز اللحظة الراهنة، بل تقبل الآخر من صفته الإنسانية، ولا يعني الاندماج به وبمساره بل احترام رأيه.. ثانياً الاعتراف بحركة الزمن القائمة على تطوير أساليب العلم، بمعنى الحقيقة من وراء البرنيه غير ما بعدها، والتغير ليس بالضرورة ان يتم التوافق عليه، بل هو جامع لأفكار تراكمية مبنية على نظريات علمية متطورة او خبرة اجتماعية مواكبة...ما يحدث اليوم من عمل وسلوك قائم على ثلاثة ركائز:- التماهي مع الفعل الواقعي من منظور المصلحة الذاتية، بعيداً عن القيم والأخلاق، او ما يسمى النفاق الاجتماعي وهو اليوم واضح المعالم.- الاعتراف بالآخر باللحظة الراهنة، رغم مخالفة الآخر للقناعة والمبدأ، وهي سمة العصر في ممارسة هذا النوع من النفاق المتضمن الكراهية، والقائم على تكوين اتفاق لقضاء الحوائج.- التشارك في الاستمرار لتحقيق غايات ذاتية ذات البعد الذاتي والشخصي، المتكأ على الرصيد الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والخدمي، وهو ضمن دائرة عصر النفاق المتشرذم.هذه العناصر وغيرها لو أردنا إسقاط الواقع المعيش لوجدنا ان اصحاب المبادئ الفكرية والسياسية يمارسون النفاق الاجتماعي والعهر السياسي لتحقيق مكتسبات، كذلك اصحاب الارث الاجتماعي والتاريخي يعملون على تكريس الماضي بصبغة الحاضر بغلاف العلم والمعرفة وربما كان الأخطر، أيضاً عدم قبول الآخر وفرض معادلات ذاتية تجعل عنصر القوة هو الواقع ولو كان الأقل صدقا وواقعاً، وبالتالي يصبح الثابت المتخلف هو الافضل مع سيرورة الفعل المتغير القائم على النفاق والتذبذب بالرأي، الموسوم بصبغة المتغير الحديث...فهو على حد القول الماثورة /أن الكحل اهون من العمى/..نستنتج هل حقاً بات النفاق سمة العصر أم هو عصر النفاق..ودلالة الواقع هي البرهان.
التاريخ - 2018-03-24 9:59 PM المشاهدات 1385
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا