الإحتفال بعيد رأس السورية 6768 .. أكيتو بريختو هي سورية قلب العالم ونبض الوجود .. سورية سوريانا التي تعاقبت عليها أقدم الحضارات والتي حاول الكثيرون محي تاريخها العريق ومنهم بعض الساسة الجدد الذين تعاقبوا عليها تبدو السنة السورية التي تدخل عامها الـ6767 بعيدة عن دائرة الضوء، رغم أنها تتصل مباشرةً بنشوء الحضارة واكتشاف أول قصيدة وأول محراث وأول شجرة زيتون وأول حبة قمح!.هي سورية التاريخ الذي سيبقى شاهدا على عظمتها فهي منذ الأزل وستبقى , واليوم نحتفل بأقدم تقويم في التاريخ , تقويم السنة السورية واليوم هو العيد 6768 لعيد رأس السنة السورية أكيتو بريختو .يرتبط التقويم السوري بعشتار الأم الأولى منجبة الحياة، نجمة الصباح والمساء في آن معاً، الربة التي تصفها النصوص القديمة بأنها "في فمها يكمن سرُّ الحياة، ويشيع من ابتسامتها الأمن والطمأنينة في النفوس." عشتار التي ظل الناس يتصورونها لآلاف السنين وهي "تجوب الحقول بخفَّة ورشاقة، فتتفجَّر الينابيع خلفها بالماء والعطاء , عشتار التي تلقب في الأسطورة بـ " أم الزلف". وهي نفسها أم الزلف التي مازال الناس يغنون لها في أرياف سورية الطبيعية : "عالعين يم الزلف زلفة ياموليا " فكلمة "زلف" تعني بالسريانية أشياء كثيرها أولها : "الثوب الموشى، الزينة ، الجمال.. أما كلمة "موليا" فتعني: "الخصب, الوفرة, الامتلاء, الاشباع وهذه المعاني كلها تتصل بعشتار الأم والأرض والطبيعة.يحتفون في الريف بأعياد الربيع في آذار والأول من نيسان من دون أن يعرفوا العلاقة بين تموز وعشتار وأسطورة النزول إلى العالم السفلي لإنقاذ الإله تموز، وتنجح في ذلك ليعم الخير وعندما يقوم تموز من الموت ترتدي عشتار في هذه المناسبة ثوباً موشى "زلف" يزدان بكل أنواع الزهر والثمر...الخ كما تتجدد الخصوبة في الطبيعة.كانت احتفالات رأس السنة السورية تبدأ في الحادي والعشرين من آذار .الأيام الأربعة الأولى منها تخصص لتقديم المسرحيات ورواية الأساطير. بعدها تبدأ الاحتفالات الدينية لتبلغ ذروتها في عيد رأس السنة السوري في الأول من نيسان، ثم تستمر حتى العاشر منه.ولم يتخذ السوريون القدامى الأول من نيسان أول أيام سنتهم عن عبث بل لأنه البداية الحقيقية للحياة فبعد موسم البرد والمطر يأتي الربيع وتتفتح الأزهار وتكون أكثر نضارة في نيسان كما يخرج الناس إلى الحقول للتمتع بدفء الربيع , وكانت الاحتفالات بقدوم الربيع تبدأ في يوم الاعتدال الربيعي وتستمر حتى يوم أول نيسان يوم رأس السنة السورية وكان يسمى عند الآشوريين عيد ( أكيتو ) ويرتبط الاحتفال به بنهاية موسم الأمطار وبدء الخصب ونمو الزرع والثمار .وكانت تتخلل الاحتفالات طقوس دينية وشعائر وتقدم خلالها قرابين ومواكب احتفالية كبيرة وإقامة ألعاب رياضية ورقصات ويتقمص المشاركون فيها شخصيات بأقنعة تنكرية وتبلغ ذروة الاحتفالات بين الأول والحادي عشر من الشهر وفي منتصف هذه المدة كانت تقام الأفراح وتعقد طقوس احتفالات عقد زواج جماعي .وما يزال الآشوريون والسريان يؤرخون بهذا التقويم ويتقدم التقويم السوري بذلك على التقويم الهاشمي والقبطي والفرعوني .أخيرا نتمنى كسوريين عدم تهميش هذا العيد ونتمنى من الدوائر الرسمية ووزارة الثقافة إحياء الإحتفالات بهذه المناسبة ونأمل من دائرة تطوير المناهج الدراسية في سورية تطوير مناهجنا بما تملوا عليه الحاجة لمعرفة تاريخنا الحقيقي وأن يدرس تاريخنا السوري الحقيقي في كل المراحل الدراسية .كل عام وسوريتنا بألف خير .المراجع : - تاريخ سورية الحضاري القديم للدكتور احمد داوود- الدكتور نزيه بدور رئيس جمعية العاديات الآثارية
التاريخ - 2018-04-01 11:04 AM المشاهدات 1429
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا