شبكة سورية الحدث


التهديدات الأمريكية إعلامية ...وإحباط ذاتي لذاتها

السويداء- معين حمد العماطوري حملت التهديدات الأمريكية على الدولة السورية أبعاداً متعددة، أولها أنها أيقنت الفشل في مخططاتها الاستراتيجية، بعد أن حقق التحالف الروسي السوري الايراني انتصاراً في الغوطة الشرقية وهذا الانتصار اربكها ولم تصدق ما جرى، وهي التي كانت تعتبر ان الغوطة هي الفزاعة للنظام السوري تستخدمها في كل خطوة استفزازية لاستنزاف القوى العسكرية والتفاوض السياسي لجميع الاطراف، وتحمل ما تشاء من التهم كالكيمائي وغيره، واضعة الغوطة الشرقية الحامل الارتكازي لها في تحقيق ابعادها الجيو السياسية، خاصة وان السعودية الممولة لكل ذلك، وحينما فشلت وتحقق النصر للحلف المقاوم الايراني الروسي السوري حزب الله في الغوطة، جعلها تعمل على تلفيق التهم باستخدام السلاح الكيماوي وغيرها وذلك بالتعاون مع حلفائها الذين باتوا دائرة صغيرة في إدارتها...ثم جاء البعد الثاني بعد القمة الثلاثية الذي استطاع بها الروس والايرانيين استقطاب الجانب التركي للتحالف ولو ببعض الاجزاء من الفعل والمصداقية، زرع لدى امريكا أيضاً تخوفاً على حليفها الاستراتيجي الكيان الصهيوني الاسرائيلي..فأرسلت به لتقديم رسائل وضرب مطار التيفور بغية تحقيق مآرب جديدة ولكن الروس بالسياسة الهادئة والغصب التكنولوجي التي تتمتع بها التقانة الروسية اسقطت من ثماني صواريخ خمس منها واثنان انفجارا والثالث حقق هدفه، فكان ضربة خفيفة بالمقياس العسكري ورسالة لإيران..وهذا ايضاً لم يشف غليل الامريكان ارادوا تغطية دولية لتوجيه ضربة عسكرية من خلال مجلس الامن فكان الفيتو الروسي لها بالمرصاد...وهي التي أصرت على لسان رئيسها ترامب أنها سوف تسحب قواتها من سورية، إذاً هي وقفت امام عجز دولي وامام عجز جماهيري داخلي، وامام فشل في مخططاتها وتنفيذ ما ارادته ضمن خططتها الاستراتيجية، والاهم تسلل القلق المشروع إلى طفلها المدلل في المنطقة وهي اسرائيل، خاصة بعد اسقاط طائرة لها وكبح جماح بعض تحركاتها الاستفزازية وضغطها على الادارة الامريكية لإضعاف إيران...هذا التخبط السياسي العسكري والفشل الاستراتيجي جعلها تنحو نحو الضربة العسكرية لحفظ ماء وجهها امام مؤسساتها من جهة وتنفيذاً للضغوطات الداخلية من مؤسساتها الحكومية المنقادة من اللوبي الصهيوني ثانية...وإلا فإن إدارة ترامب باتت هشة بعد ان استبدل طاقمه السياسي والاداري بغضون اشهر من حكمه...بالمقابل هل ستحقق ضربتها العسكرية أهدافها بالكامل كما تريد؟...هنا الجزم ان من استطاع اختراقها داخلياً في تفتيت الرأي بين معارض للضربة وموالي لها، وتراجع بعض حلفائها خوفاً من توسيع رقعة الحرب عالمياً، وخذلان المعاضة السورية لها في موقفها التي لم تحقق سوى البعد عن الرأي المجتمعي المحلي، مع يقينها ان المعارضة السورية الممولة من السعودية والخليج  غير قادرة على تفعيل الحراك الشعبي الداخلي والتأثير به، بعد اكثر من سبع سنوات فلم تحقق اي مكسب سياسي ولا عسكري سوى تدمير البنى التحتية بفعل الإرهاب والفكر الظلامي المنبوذ دولياً وإنكسار أذرعها في مجالات عدة، دون ان تحقق المكاسب المتوقعة، وسيطرة الروس على الاستثمارات السورية النفطية وغيرها من الموارد، رغم استنزافها لاقتصاد الخليج والسعودية وتمويل كل ما تريده، جعلها ترنو نحو الحرب ...ولهذا نجد السعودية تطالب بالضربة العسكرية خوفاً على نفسها من تحمل مسؤولية الفشل في الغوطة، وانكسار جيش الاسلام الداعمة له، وتفتيت الروابط بينه وبين جبهة النصرة وداعش، الأمر الذي يدفع القوى المقاومة سهولة اختراق هذه العصابات الإرهابية وتفتيتها بنيوياً، من جهة ثانية تريد امريكا وخدمة لإسرائيل استكشاف ميزان القوى العسكري للتحالف الروسي السوري الايراني حزب الله، بعد اعلان تركيا بقمتها الثلاثية انها تريد لسورية وحدة كامل أراضيها...إذاً نستنتج ان الإنزعاج الذي شكله التحالف المقاوم جعل التخبط في اتخاذ الموقف السياسي الصحيح لدى الادارة الامريكية متجهة نحو الضربة العسكرية التي سيكون نتائجها حرباً بين قوى عظمى وهذا بات يشكل قلقاً في البنتاغون الامريكي نفسه... عدا القوى الاستعمارية فرنسا وبريطانيا... على الرغم أن قناعتي باتت الضربة مستحيلة وبعيدة جداً وهي تخوض معركة إعلامية دون فعل... كي تبقى أمريكا الفزاعة ولكنها فرغت من مضمونها خاصة بالموقف الروسي الشجاع والإيراني الهادئ وحزب الله المقاوم والأهم صمود الشعب السوري وابتهاجه بتحرير الغوطة كاملة ورفع العلم السوري فوق دوما، بما يحمل من آثار سلبية نفسية على المشروع الصهيو أمريكي..
التاريخ - 2018-04-13 4:37 PM المشاهدات 711

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا


الأكثر قراءةً
تصويت
هل تنجح الحكومة في تخفيض الأسعار ؟
  • نعم
  • لا
  • عليها تثبيت الدولار
  • لا أعلم