سورية الحدث _ معين حمد العماطوري قبل قليل وأنا أقرأ في صفحة الأستاذ صالح عزام وهو كاتب وأديب ولغوي حصيف، استوقفني عنوانه "انا محور الكون" وأحببت أن يرمح قلمي نحو شمسه الوضاءة لاقتبس من خيوطها باقة تنويرية ارشف من رحيقها خمرة الورد الدمشقية وياسمين العطر الدافئ، لكن فضولي ودون وجل جعلني اتقدم بها للقراء لتكون بين من احب... بقلم صاحبها وعنوانه: " أنا محور الكون " ** بقلم : صالح عزام ." حم ، تنزيلٌ من الرّحمن الرّحيم ، كِتابٌ فُصِّلَت آياتُه قرآناً عربياً لقوم يعلمون " من أنتَ ؟؟ من أنا ؟؟ من هو ؟؟أسئلة تلهث النفس وهي تبحث لها عن إجابة ، تحار ـ تطرق ،تفكّر ، تصمت ، تنطق .. ثمّ يتحرّك اللسان لينطق بإجابة ...وما أن يبوح بأوّل صوت .. حتى تدرك كنه الناطق المسؤول ...إنّها اللغة ، وعاء الفكر ، وصورة المفكّر .. أنا عربي .. أنا سليل الضاد .. أنا تاريخ الآباء والأجداد .. أنا ذخر التاريخ وروح المستقبل ..أنا أملك اللغة إذاً " أنا محور الكون " .. وأنا أعيش في ظلالها وأفكّر بحروفها .. وأنطِق بتراكيبها ..فتكشف اللغة عن محاسنها .. وتكشف أسرارها لكل من يُعمل عقله في لغة الضاد ... ــ تودّ كلّ رياض الأرض لو مُنِحَت أزهارُها قُبلةً من خدّها التـــَرِبــ وترتجي الغِيد لو كانت قلائـدُها نظماً من الشعر أو نثراً من الخُطَب هذه اللغة التي تتمنّى كلّ رياض الأرض لو مُنِحت أزهارها قبلة منها . والتي تودّ الغيد أن تكون عقودها من دررها البيانيّة .. ما هي ؟ إنها التي نزل بها وحي الله ..ــ روحٌ من الله أحيت كلّ نازعةٍ من البيان وآتت كلّ مُطّلبوهي التي جابت ‘أعماق التاريخ ..تحمل الفكر الإنساني بين جنبات ألفاظها وتراكيبها ، فنقلت فلسفة الإغريق والرومان .. وحضارة الفرس .. وعلوم العرب ..هذه اللغة التي جازت الفيافي والقفار والجبال .. فما تعبت .. ولا وهنت .. وتلقّف الغرب أسباب الحضارة ، وأسرارها ، وعلومها عن تلك الغادة الهيفاء التي ما عجزت عن استيعاب علوم ..وفكر ..وفلسفات ..الحضارة الإنسانية منذ نشأتها ..إلى أن رُصِّعَت بدرر آيات الله ، والتي نزل بها وحي الله ، ونطقت بها سور القرآن ، ودعا بها رسول الله في منطِقٍ هاشميّ الوشي ، فطابت به أنفس الأنام .. والأيام ..ــ نورٌ من الله هال القومَ ساطعُه وليس يُحجب نور الله بالحجب ــ تكلّمت سور القرآن مفصحةً فأسكنت صخب الأرواح والقضبهذه اللغة المقدّسة .. إنها لغتي .. لذا هل تعذرني إن قلت : " إنني محور الكون " حين أنطِق بها .. وكيف لا أنحاز إليها وأنا أرى حِراب الغدر ، والجهل ، والكسل تنهش لحمي ، وفكري، وروحي، ووجودي في همجيّة طائشة تريد تحطيم عروش تاريخنا و حضارتنا وأمننا ، ومستقبلنا عبرَ إعمال أسنّة وحِراب ومعاول الهدم في جسد الأمّة .. في حروف اللغة ..فتسيل دماؤها الطاهرة، الزاهية، الفصيحة على أعقاب أقدام الجاهلين الحاقدين الجاحدين الكسالى ..كيف تريدون منّي أن أهجرها إلى العاميّة ـ التي تزعمون أنها الأقوى تعبيرا ـ وأنهم مثقّفون يتقنون اللغات الأجنبيّة ويرطنون ( باليّس والنّو ) عنواناً هزيلا لثقافتهم المُدّعاة .. أقول لأولئك الذين لا يميّزون بين الدّرّ والسَغَب :أنتركُ العربيَّ السّمح منطِقُه ألى دخيلٍ من الألفاظ مُغتَربوفي المعاجم كنزٌ لا نفادَ لهُ لِمـن يميّز بين الدّرّ والسَّغَب
التاريخ - 2018-05-15 9:48 PM المشاهدات 1767
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا