استندت محكمة كندية إلى كلمات تعودت شريحة من الآباء السوريين التفوه بهم لدى حديثهم مع أبنائهم.. استخدمتها كدليل إدانة ضد والدين سوريين لاجئين في إحدى المقاطعات الكندية، موصلة رسالة واضحة إلى الأبوين مفادها أن ما هو معتاد وطبيعي في سوريا، يمكن أن يكون جرما خطيرا في كندا.وبحسب تقارير نشرتها أكثر من وسيلة إعلام كندية، وتولت “زمان الوصل ترجمة أهم ما فيها، فقد بدأت القصة من ألفاظ وجهها السوري “أ.أ” و”ف” إلى ابنتهما ذات الـ25 عاما (ب)، تتوعدها بالتسميم والذبح إن هي استمرت بالتواصل مع شاب كندي، وصفته الصحيفة الكندية بلفظة “بوي فريند”.وحسب ما ورد في التقرير، فقد أبدى الأب استياءه من فوز ابنته بجهاز لوحي “تابلت” في إحدى المسابقات، وكان هذا ربيع 2016 عقب وصول العائلة إلى كندا من الأردن، بصفة لاجئين، حيث واجهت البنت “التهديد الأول” من والدها الذي توعد بأن “يسممها” وحذرها من التواصل مع الرجال الغرباء.وفي صيف العام الماضي، وقع “التهديد الثاني” عندما علم والدا الشابة بتواصلها مع أحد الكنديين، حيث صدرت من الأب البالغ 58 عاما عبارات تحذيرية من قبيل “بدي أذبحك”، وهو ما عده القضاء الكندي تهديدا متعمدا بالقتل.وتلا ذلك “تهديد” ثالث تلقته الشابة من والدها، وهنا كان دور الشاب الكندي الذي تتواصل معه أساسيا في تحريضها لرفع شكوى ضد والديها، أدت إلى حبسهما 72 يوما، قبل أن يطلق سراحهما بموجب صفقة.ورغم أن الشابة “ب” حاولت خلال فترة احتجاز والديها أن تتراجع عن شكواها، واعترفت مرارا “كان هذا كله خطأي”، فإن الشرطة الكندية لم تأخذ بذلك التراجع مطلقا، ومضت في احتجاز الوالدين قبل تسليمهما للنيابة.ووفقا لـ”ديفيد لوتز” المحامي الذي تولى المرافعة عن الأب، فقد مثلت القضية “صراعا حرجا للغاية بين الثقافات”، وأوصلت رسالة واضحة إلى السوريين في كندا، تقول لهم: حتى التهديدات الفارغة تؤخذ على محمل الجد من قبل الشرطة والمحاكم.وأفاد “لوتز” أن الاطلاع على أحوال الأسرة السورية ومعرفة خلفية السوريين عامة، يؤكد أن التهديدات التي أطلقها الوالدان تجاه ابنتهما الشابة، إنما هي كلام مجازي، يستخدمه الآباء السوريون كنوع من الضغط على الأبناء ليفعلوا أو يتركوا شيئا ما، لكن الشرطة والقضاء الكنديين لا يعتدان بهذا، بل يعدان كل كلمة صادرة بمثابة تهديد فعلي وحقيقي.وقد عرضت النيابة العامة في “نيوبرنزويك” (شرق كندا) على الوالدين “صفقة” من شأنها تجنيبهما تداعيات القضية، على أن يعترفا صراحة أنهما هددا ابنتهما “ب” مقابل السماح بإطلاق سراحهما وعدم مواجهة قرار بترحيلهما نهائيا من كندا.وفي النهاية قبل الوالدان بـ”الصفقة” المعروضة، وخرجا من الاحتجاز الذي استمر نحو شهر ونصف، حيث احتضن الولدان ابنتهما خارج المحكمة، كما صافح والدها الشاب الكندي الذي حرض “ب” على رفع الشكوى.وبموجب هذه الصفقة فإن الوالدين سيخضعان للمراقبة لمدة عام،عوضا عن عقوبة حبس كانت ستصل إلى سنتين، تتبعها إمكانية ترحيلهما من كندا نهائيا، لو لم يقبلا طرحته نيابة “نيوبرنزويك”.وخلص محامي الدفاع “لوتز” بأن كلام الأب الموجه إلى ابنته كان “غير مهذب ومشرفا على التهور”، وقد تلقى الأبوان درسا مفاده أن هذه اللغة المقبولة في سوريا غير مقبولة في كندا، وقد باتت الجالية السورية في “نيوبرنزويك” برمتها تدرك هذا الأمر.
التاريخ - 2018-05-19 4:05 PM المشاهدات 942
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا