الجميع ينتظر المعركة التي تشهد تعقيداً جيوسياسياً غير مسبوق نظراً لتداخل الحدود وطبيعة الجغرافيا الموازية للأراضي المحتلة في فلسطين والجولان المحتل.من هنا تدخلت روسيا بكل ثقلها الدبلوماسي لإيجاد حل يرضى الجميع وتفوز به سورية سياسياً وعسكرياً.لكن كل هذه المحاولات يبدو حتى اللحظة انها لم تأتي باي نتيجة نظراً لعناد المسلحين ورغبتهم الجمة في استمرار القتال واباحة الدم السوري وقطع الطريق على أي مشروع مصالحة وذلك تنفيذاً للمشروع الإرهابي في المنطقة وخدمة لكيان الاحتلال الصهيوني.من هنا اعتقد البعض أن روسيا تريد مقايضة خاسرة او بمعنى أخر مساومة على الجنوب مقابل انسحاب الحلفاء من المنطقة المتاخمة للحدود المحتلة، إلا أن ما صرحت به قاعدة حميميم العسكرية اسقط كل تلك التحليلات وذلك عقب إعلان “القاعدة” تحضير روسيا قواتها الجو فضائية للمشاركة في معركة درعا بزخم وقوة كبرى حتى القضاء على جميع مسلحي “النصرة”، و ذلك تنفيذاً لوعد روسيا القاطع بتدمير تنظيم “القاعدة” في سورية بنهاية العام 2018 كما تعهدت منذ تقريب الستة أشهر لمن يذكر تصريحات الرئيس فلاديمير بوتين جيداً.وبهذا يكتمل نصاب الحشد السوري الروسي وأصبحت مسالة وقت لا أكثر ولا أقل وذلك لجملة تكتيكات عسكرية تتسم بالسرية التامة وهذا هو الأسلوب السوري الروسي المعهود، ضربات سريعة قاصمة لا يرفع راس للعدو بعدها .في سياق متصل قال موقع بريكول راسيا المختص بالتحليل العسكري, أنه حصل على معلومات تفيد بتحضير القوات الجو فضائية الروسية قنابل الكاب 1500 و صواريخ غيغان لونا فائقة القدرة التدميرية ضد التحصينات والدشم مما سيعيد الى الذاكرة مشاهد كسر خطوط دفاع المسلحين في ريف اللاذقية حيث لم ينس الفارين من المعركة رائحة بارود القنبلة التي شكلت هلعا في صفوفوهم يوم خسروا مقاتليهم تحت الأرض حيث دقنتهم الكاب تحت الأرض.اذاً هي مرحلة الحسم في الجنوب على غرار مشاهد التحرير في الغوطة الشرقية إلا أن معركة الجنوب ترتقي إلى ملحمة كاملة لان الكاسب في درعا هو المفاوض المنتصر في النهاية حيث لااهمية لاي مساحة جغرافية أخرى عدا إدلب التي سوف نشهد بها معركة طحن العظام والتي لن تكون بعيدة بعد نهاية معركة الجنوب اذا لم تف تركيا بعودها لروسيا.
التاريخ - 2018-06-12 2:30 PM المشاهدات 810
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا