الناقد الأديب صابر حجازي: تحولت التعليقات النقدية إلى نفاق و«دَين»حاوره أ. د. أنور الموسىحاوره أ.د. أنور الموسىالأستاذ الإعلامي الناقد المصري صابر حجازي.. لم تمنعه ظروفه الصحية من متابعة رسالته الكتابية الغنية والهادفة.. فهو الذي يطالعك بين الفينة والأخرى بمقابلات هادفة مع كتاب وأدباء ومبدعين… من كل أقطار الوطن العربي، محققا نجاحا بارزا في إظهار المبدعين المذكورين إلى النور، ومعرفا بالمبدعين المشهورين..هو دائم النشاط وأديب ملتزم… يتقبل النقد الهادف، وينتقد النفاق والمجاملات الأدبية في وسائل التواصل الاجتماعي… فمن هو هذا الإعلامي الأديب؟ ومن أثر في تجربته؟ وما آثاره…؟ وما موقفه من الحالة الأدبية العربية؟ وكيف أثر مرضه في نتاجه…؟أسئلة جمة أجاب عنها الأستاذ الأديب الناقد الإعلامي صابر حجازي.. بصبر ممزوج بالتزام واضح، وثقافة غنية…1-كيف يعرف الناقد والإعلامي الأستاذ صابر حجازي نفسه؟في البدء أجمل تحية إلى الصديق البروفيسور والإعلامي الأديب اللبناني د. أنور عبد الحميد الموسىعلى هذة الاستضافة… وعن السؤال أقول إني نفس تمتلئ بالحياة، وهي تفتح ذراعيها بكل ما فيها من نبض ودفق بكل تفاصيلها الصغيرة والكبيرة المرئية واللا مرئية.. بصورها التي تنعكس على مرآة الماء فنحبها أو نتجمل أمامها لنرانا أجمل.. والترنيمة يمكن ان تباغتني في أي حالة، وحينئذ لا يمكن إلا أن أنصاع لها…– أنشر إنتاجي منذ عام 1983 في العديد من الجرائد والمجلاّت والمواقع العربيّة-اصدرت:1- نبضات قلبين…. مجموعة شعرية 19832- قصائد الرحيل السبعة… مجموعة شعرية 19843- ولكني مازلت أحبك… مجموعة شعرية 1986، ط1 الكترونية 20164- قصص ممنوعة… مجموعة قصصية 19875- الزمن ووجة العاشق القديم… مجموعة شعرية 1988، ط1 إلكترونية 20176- مدخل إلى الإبداع الشعرى… مقالات نقدية 19947- الحب في زمن الفراق… مجموعة شعرية2017ط1 الكترونية…إلى من أحب… مجموعة شعرية 2018 -8ط1 إلكترونية– رئيس تحرير موقع فنار الإبداع-“من ضمن “الموسوعة الكبرى للشعراء العرب”، الصادرة مؤخرًا 2016،– الجائزة الأولى في المسابقة الأدبية ، الاتّحاد العالميّ للشّعراء والمبدعين العرب،،2014ترجمت بعض قصائده الي الإنجليزية والفرنسية –2-ما بواعث غزارة مقابلاتك ومواضيعك النقدية والأدبية؟لا أدري من أين حضرتك استقيت معلومة غزارة مقابلاتي ومواضيعي النقدية والأدبية هذة! فبالنسبة إلي، المقابلات – أظنك تقصد سلسلة صابر حجازي يحاور- فلك أن تعلم أني بدأتها في العام 2012 مع كاتبة من تونس، والآن نحن في أغسطس 2018، ووصل عدد المقابلات إلى (73 ) مقابلة مع أدباء من مختلف بلدان الوطن العربي، على مدار 6 سنوات… فهل في هذا غزارة!وبالقياس أيضا إلى مواضيعي النقدية والأدبية، فأنا بدأت النشر في العام 1983، ونحن الآن في العام 2018 والمحصلة 8 كتب… فهل هذة غزارة؟3- أحيانا الظروف الصحية تجعل الإنسان يتراجع في الإنتاج.. ولكن مع الأستاذ صابر الأمر مختلف.. ما السبب؟حضرتك تقصد مرضي أنا – وفعلا أنا مريض بتليف في الكبد ومرض السكري ومرض التهاب في الأعصاب الطرفية، وغيرها، وهي أمراض ليس منها شفاء …وهي تجعل أي إنسان يتراجع في الإنتاج، فما بالك بالكاتب؟! من المؤكد تجعله يتوقف، وهذا حدث معي، وليس في الأمر اختلاف على الإطلاق.4-كيف تنظر إلى الإنتاج الأدبي والشعري خاصة في الساحة العربية ؟هناك أفراد ممزقون ومشتتون. هناك فيالق يكتبون على الشاكلة نفسها. وهناك أسماء تنسخ بعضها البعض، وغالبيتهم ليست لها ثقافة شعرية عميقة، والإعلام يساعد على هذه المهزلة. ولكن رغم كل هذا، هناك مبدعون حقيقيون يبعثون الأمل ..ربما لأنهم لم يسقطوا في حبائل هذه الفيالق….ولأنهم أقرب في ارتباطهم بهموم الناس وهواجسهم. أقول إن الأزمة سببها بعيد عن الإبداع…بل مبعثها هجوم إيديولوجي على القصيدة التي ارتبطت بالإنسان وهمومه وقضاياه…. معتبرة أن كل من يخوض في القضايا المصيرية قد أكل عليه الدهر وشرب، وأنه على شاكلة شاعر القبيلة، وأنا شخصيا لا أستطيع أن أستسيغ شاعرا باردا برودة الجليد..لا يلتفت لآلام المضطهدين في الأرض. لكي تعود الأمور إلى نصابها لا بد من أن يرجع الشعراء والمبدعون إلى صوابهم، إلى منبع الإبداع الحقيقي.5-ما دور وسائل التواصل الاجتماعي في ميدان الإبداع والشعر؟مميزات النشر الإلكتروني:- • حرية التعبير • تسويق أفكارك • الوصول لأكبر عدد من الناس • تبادل الآراء • القدرة على إدارة الحوار وتقبل النقد من الآخرين • الموضوعات المنشورة عبر التواصل الاجتماعي يتم ترتيبها ترتيبا أرشيفيا يسهل معه الوصول إليها • المعلومات يمكن تغيير شكلها أو القالب الخاص بها بكل سهولة وإضافة مؤثرات صوتية أو شكلية أو لونية • يستطيع الكاتب أن يقدم تفاصيل كثيرة وأن يكتب بأريحية ويعرف بسهولة من يتابعه ومن يقرأ له • الحصول على الكلمة والوقت الكافي بعكس الحوارات الحية التي لا تستطيع أن تقدم فيها رأيك كاملا • صفحتك هي كتابك • وهي تعطيك إحصائيات الدخول الى موضوعاتك من كل بلدان العالم… وأعدادهم… وأكثر الموضوعات التي تمت زيارتها وأعداد الزائرين لك..عيوب الكتابة الإلكترونية:- • ضعف المصادر المعتمدة • الترجمة السيئة لبعض الموضوعات ويمكن الدخول في مغالطات تاريخية وعلمية بسهولة • عدم التقيد بالأخلاقيات • الأسماء الوهمية في بعض المواقع الثقافية • تضخيم الذات المبالغ فيه ومراتب علمية غير حقيقية • تكوين الشلل ذات الميول الرافضة لما يبدعه الآخرون • الوهم بالأفضلية لدى البعض • اغتيال الدور الريادي لأدباء ثبت تفوقهم • السرقات الأدبية • جلد النص وصاحبه أو الردود المجاملة والتضخيم في النص المنشور ومؤلفه من أجل الحصول على معاملة مماثلة…6-يلاحظ كثرة الإنتاج الأدبي في الفايسبوك.. ما تقييمك؟كثرة الانتاج الأدبي في الفيسبوك تؤدي الي ان نسبة المتابعة للأعمال الجادة ضعيفة • كثرة الأخطاء الإملائية • الميول الغرائزية خاصة تجاه النوع بغض النظر عن جودة الموضوعات، فتجد كثرة الإعجابات والتعليقات على المرأة أو الفتيات...أكثر بكثير من الشباب الذكور كما هو الحال بمتابعة المشاهير • المجاملة على حساب جودة المنشور خاصة من الأصدقاء المقربين • مجموعة من الأصدقاء في الغالب أنت تعرفهم • رغم اتساع الطبقات التي تكتب على الفيسبوك وتويتر إلا أنها في معظمها عند القادرين على الحديث علن أنفسهم وأفكارهم • صعوبة وجود أرشيف مرتب تسلسليا يسهل الرجوع إليه • ضعف المصادر المعتمدة وعدم التأكد من صحة المصادر المكتوبة أو الصورة التي يتم التلاعب بها عبر برامج الفوتوشوب وغيره، أو تركيب أجزاء من الكلام كما في ملفات الصوت والفيديو…7-هل يتقبل الأستاذ صابر النقد؟ ومن من…؟لا يوجد عمل أدبي كامل ، فالكاتب ينفق عمره خلف نص إبداعي لا يكتبه ، ينشد الكمال ولكنه لا يجده، لذلك كان النقد ضرورة لا غنى عنها للمبدع – خصوصا من القارئ العادي.9-من أثر فيك من المجتمع والأدباء؟أمي هي أكثر الأشخاص الذين أثروا في…وتأثرت بالكتاب صلاح عبد الصبور – امل دنقل – وعبد الوهاب البياتي – ونجيب سرور – وبوسف إدريس…10-ما جديدك؟ان شاء الله الأعمال الشعرية في مجلد واحد. وديوان عامية مصرية…11-ما موقفك من النفاق الأدبي في وسائل التواصل الاجتماعي؟هذا الأمر مشخص لدى الكثير ممن يستخدمون المواقع الأدبية في نشر نتاجاتهم الأدبية، قبل مدة ليست بالقصيرة ذكر لي أحد الأصدقاء إن هناك من يمارس أسلوبا رخيصا من اجل أن يرفع عدد القراءات لموضوعه، لا بل هناك الاسوأ من ذلك، من يعلّق ويمجد موضوعه من خلال نشر تعليقات بأسماء مستعارة، رغم إن عدد التعليقات على موضوع ما ليست بالضرورة تؤهل النص بأن يكون جديرا وفاعلا، إضافة إلى إن سلوكا أغرب شد انتباهي وهو إن الكثير يعتبر تعليقه على موضوعة فلان على انه دين ولا بد من إيفاء ذلك الدين، وكأن الأمر تجارة من نوع آخر، وأحيانا يتصل فلان بفلان يعاتبه على عدم التعليق على موضوعه ،كل هذه السلوكيات لا يمكن أن تطلق على مرتكبيها صفة المثقف، لا بل الأفضل أن نطلق عليهم صفة (فيروسات الثقافة) وهم الأخطر على خارطة الإبداع، كونهم أداة تدمير للبنى الإبداعية، وكانت هناك دعوات إلى رفع التعليقات على الموضوعات المنشورة في المواقع الأدبية، لكنها لم تلق ترحيبا، رغم إنها فسحة جميلة يساء استخدامها من قبل الطارئين..12-ما رأيك بالمتتديات والملتقيات العربية؟تساعد علي التواصل و نشر المعرفة والمعلومات مع الناس؛ وعلى اكتساب المعرفة أيضاً، حيث يقوم المؤلفون في شتى المجالات بتأليف الكتب لينقلوا ما يمتلكون من علمٍ ومعرفة للآخرين، كما يناقش الأصدقاء أفكارهم مع بعض، بالإضافة إلى أن ذلك يحدث على مستوى الشركات أيضاً، مثل تبادل المعلومات والخبرات بين الشركات، وقد سهل الإنترنت والتكنولوجيا الحديثة تبادل المعرفة بين الأشخاص بشكل كبير.13-ما رسالتك؟انا كاتب أنشد الخير والعدل والجمال.. متمنيا أن تسود في مجتمعي ولكن الكتابة الادبية لا يمكن أن تقوم بثورة أو تغيير سياسي. أحمق من يظن ذلك . ولكن الإبداع عموما يغير من سلوكياتنا ومن أذواقنا ومن رؤانا للعالم، وتلقينا للأشياء التي تحيط بنا. وهذا جد مهم وكل مشروع سياسي يغيب عنه الإبداع هو مشروع فاشل . وأقول إن الكوارث التي نمر بها تحتاج إلى أكثر من مبدع.. وإلى من يقول كلمته. إن الكلمة الصادقة الواعدة موجودة، ولكنها مغيبة عن الناس، و الإعلام أغلبه غارق في مصالح الرأسمالية أو في مصالحه السياسية الضيقة.14-ما طموحك وكلمتك الأخيرة؟طموحي أن أكون ذكرى طيبة في قلوب الناس، وكلمتي الأخيرة في لقائي معك… هي أني استودع الله الذى لا تضيع ودائعة… ديني ونفسى وأمانتي وخواتيم عملي وبيتي وأهلي وأحبتب ومالى وجميع ما أنعم الله به علي.متابعةقسم الحدث الثقافي - علي خليل الحسين
التاريخ - 2018-07-29 8:06 PM المشاهدات 1010
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا