شبكة سورية الحدث


عقلنة الدعم: من دعم ليرة لبنان إلى استنزاف ليرتنا..!

عقلنة الدعم: من دعم ليرة لبنان إلى استنزاف ليرتنا..! بقلم : دريد درغام كما فعل كثر، كتبت في زاوية سابقة أحذّر من سياسة السعر المنخفض للمازوت التي كانت تدعم دول االجوار وعلى رأسها لبنان وتركيا. ويعتبر القرار الأخير برفع السعر حكيم لا يختلف عليه اثنان (بغض النظر عن مشكلة التوزيع والعدالة). ولكن المبالغة في رفع السعر إشكالية وتعبر عن سياسة سيئة مكافئة لسوء السياسة السابقة وذلك للأسباب التالية: • سابقا كان رخص المازوت في سورية حافزا لبعض السوريين كي يبيعوا المازوت الذي حصلوا عليه مدعوما في الخارج بسعر أعلى عبر قنوات التهريب وقبض القيمة بالدولار (وإعادة تصريفه مقابل ليرات يعاد من خلالها الشراء وهكذا). • حاليا وبسبب تثبيت سعر مازوت (125 ليرة سورية لليتر) بمستوى أعلى من سعر لبنان (ما يعادل 110 ليرة سورية حاليا) وبسبب قلة الكميات لدينا سيسعى السوريون لشراء المازوت "المتاح" و"الأرخص" من لبنان وبما أن الليرة السورية تتقهقر وغير مستقرة فإن اللبنانيين سيفضلون التعامل بالدولار وبالتالي سيسعى السوريون لزيادة الطلب على الدولار لشراء المازوت الرخيص من لبنان وبيعه في سورية بسعر أعلى ليعيدوا شراء دولار يشترون به المازوت من لبنان وهكذا. إننا بهذه السياسة (التي قد تشهدها مناطق عدة تنتشر بها الدولرة بما فيها لبنان وتركيا وغيرها) نزيد الضغط على الليرة السورية. ستكون إغراءات التهريب من لبنان أكبر كون سعر السوق السوداء لدينا أكبر بكثير (أكثر من 200 ليرة لليتر). وإذا كان الاقتصاد اللبناني لم يتأثر كثيرا بالتهريب سابقا (كونه بالأساس اقتصاد مدولر ولديه من أسباب الدعم الخارجي ما يكفيه)، فإن اقتصادنا وليرتنا لا بد وأن يعانيا كثيرا بظل هذه السياسات. أما بالنسبة للبنزين فنجد أن السعر ما زال مغريا لممارسة رياضة التهريب السابقة من سورية (130) إلى الخارج (في لبنان 163 ليرة) وخاصة لمالكي المحطات التي انتشرت أكثر من اي وقت مضى رغم قلة كميات الوقود. سيغريهم فارق السعر بالسياسة السابقة لتهريبه وبيعه للمناطق الحدودية. بما أن الشعار المرفوع هو استقرار سعر الليرة و"عقلنة" الدعم، فلا بد من تحقيق التوازن بين دعم سعر الليرة ودعم المواد الأساسية وإلا سنبقى في دوامة إطفاء الحرائق الاقتصادية التي لا يمكن إخمادها بالطرق الحالية للتفكير. لذا نأمل التبصر بالقرارات الاقتصادية والمالية والاجتماعية.
التاريخ - 2015-01-27 3:33 AM المشاهدات 731

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا