السويداء- معين حمد العماطوري بعد أكثر من اثنتي عشرة حلقة على قناة الميادين ضمن برنامج /الرجل الذي لم يوقع/ اسئلة تطرح في خلد العديد من تابع هذا البرنامج...أول تلك الأسئلة كيف كانت سورية قبل حرب تشرين وكيف بعدها؟ثانياً أسلوب التفاوض والوثائق هل تجسد برجل الوطن أم بتاريخ وطن؟ثالثاً القائد المؤسس حافظ الأسد من خلال فكره واساليب حواره وتميز رؤيته وموقفه والهدوء السياسي، وتكوين رؤية الغرب لتموضع سورية الدولي، أفرضتها حرب تشرين ونتائجها ام قوة المفاوضات؟رابعاً قراءة جذب الأطراف السياسية ومحاولة ضعف القوة المركزية من خلال اتفاقية كامب ديفد ...وغيرها من اتفاقيات تحت الطاولة للأنظمة العربية البترودولار، اين العروبة والعربية منها؟ خامساً مجريات الحلقات وتكوين ثقافة الكواليس من الاحداث وقدرة سورية قائد وشعب أليست مثار للدراسة؟سادساً هل ما تركه القائد المؤسس هو نهج، ام رؤية، وهل كان سبباً في تجاوز التحديات الماضية والحاضرة؟ عرضت اليوم قناة الميادين آخر حلقة من حلقات برنامجها الوثائقي /الرجل الذي لم يوقع/، ولأنني تابعت هذا البرنامج بحلقاته التوثيقية التدوينية، ومعاصرتنا لكثير من تلك الأحداث، انعكست لحظات الشجن على داخلي أن رجلاً كالقائد المؤسس حافظ الأسد أرسى دعائم الحوار والتفاوض وفرض على العدو قبل الصديق احترامه، ووضع سورية على الخارطة الدولية، نماء وعطاء وسياسة ونمو وصناعة، والأهم أنه لم يوقع على أبسط جزئيات الحقوق، ولو أراد لسجل التاريخ أنه وقع كما شهدت إحدى الحلقات بإحدى الإغراءات التي قدمت له، بوضع صورته على كبرى الصحف والقنوات الإعلامية العالمية والعربية والأجنبية، لكن جوابه أن حاجبه سيقتله على هكذا توقيع لأنه تنازل عن جزء من حقه المشروع، ولكنه ظل وفياً لشعبه ووطنه وفكره وقناعته ولم يوقع... لا أستطيع إخفاء أن البرنامج أضاف لنا معلومات هامة في التاريخ السياسي لسورية، حينما أثبت أن العمل الذي قدمه القائد المؤسس حفظ فيه الشخصية السورية والدم السوري والكرامة السورية والنهج السوري والتاريخ السوري، وأجزم أن ما عرض من معلومات وحوارات يجعل العالم بأسره وأن لم يعترف بحقنا لكنه أيقن ذاك العالم ونحن نعيش أيام تشرين التحرير كيف كانت معركة النصر العسكري والمفاوضات مع أعتى شخصيات السياسية دهاءً أمثال /كيسنجر، ثعلب السياسة الأمريكية/، وكانت الريادة السورية مع كبر حجم الضغط الدولي والاجنبي، والتخاذل العربي وسقوط أقنعة الأنظمة العربية أمام الغطرسة الصهيوأمريكية، محاولة الفرض على سورية الالتزام والتوقيع، ولكنه لم يوقع... اثنتي عشر حلقة وثائقية حملت بمضمونها الكثير من الاحداث والوقائع، جعلتنا نقف امام عزة النفس والهوية والكرامة السورية...ولعمري ما يجب أن يكتب عن هذا البرنامج أكثر مما يجب التحدث فيه، مع الإعجاب بأمانة وذاكرة وتوثيق الدكتورة بثينة شعبان تلك القامة الوطنية التي ما زالت الى يومنا ايقونة الانتماء للوطن الام، ولعمري دموعها في آخر حلقات البرنامج جلعتنا ندمع معها على رحيل قائد ظل الرجل التاريخي المقاوم، وما قدمت وأوضحت وبينت شيء يجعنا نعيش بلحظة سعادة بهويتنا السورية وانتمائنا السوري، وعيشنا السوري المشترك...قد يعترض بعض ليقول عشنا فقراً، نعم عشنا فقر ولكن بكرامتنا العربية، وعشنا الحاجة بعزة وإباء وطنية، وكنا سوريين شرفاء لأرضنا ووطننا ولم نزل، ولو عاد القائد المؤسس ورأى الخيانة العربية، وما يحدث بالوطن العربي عامة وسورية خاصة، ليقول ما قاله في خطبه: /الشهادة أو النصر/، إذاً هذا البرنامج ينبيك عن شعب صمد وقاوم وناضل وعن قائد اثبت مصداقية رسالته وفكره وموقفه، وعن جيش عقائدي حمل الرسالة لاستمرار النهج...ورغم ظلمة الزمن والليل الحالك وما احاط بوطننا من مؤامرات داخلية وخارجية ظل الدكتور بشار الاسد رئيس الجمهورية العربية السورية محافظاً على نهج والده وسيرته وموقفه، وحمل قلمه الذي لم يشوه به حبره الا بالحق والانسانية، ولعمري نعتز بأنفسنا أننا كنا في زمن الرجل الذي لم يوقع. أخيراً ما تركه هذا البرنامج من انطباع في خلدي اكثر مما رأيته في عيني وسمعته في أذني، ولهذا اعتبره أنه من المفيد ان يعلم الجيل انه في وطن لم يساوم...ومع قائد لم يوقع....لأن رهانه كان على الاجيال ...رحل القائد الخالد ولم يوقع ..وبقي قلمه بحبره ...بين أيدي من حفظ عهده ونهجه ..ولم يوقع هو آخر ...بوركت يا وطن ...ان ضم ثراك ذاك الرجل الذي لم يوقع ....
التاريخ - 2018-10-18 6:19 PM المشاهدات 855
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا