جددت صحيفة الغارديان البريطانية التأكيد على أن مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي جون بولتون يعمل على تأجيج التوترات بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران.وأشارت الصحيفة في مقال بعنوان “هل جون بولتون أخطر رجل في العالم” إلى أن بولتون يريد من الولايات المتحدة خوض حرب مع إيران لأنه كان يقول ذلك منذ ما يقارب العقدين وكل ما فعلته إدارة ترامب تجاه إيران ولا سيما منذ تولي بولتون منصبه عام 2018 بما في ذلك الموقف العسكري الأمريكي المقلق في الشرق الأوسط خلال الأسبوعين الماضيين يشير إلى ذلك.وكانت الصحيفة ذاتها أكدت في مقال للكاتب جوليان بورغر نشرته في وقت سابق اليوم أن بولتون يعمل على تأجيج التوترات مع كوريا الديمقراطية وإيران وفنزويلا تماشياً مع عقود من اتخاذ الموقف الأكثر تشدداً بشأن أي قضية.وبينت الصحيفة أنه بعد شهر واحد فقط من تولي بولتون منصبه أعطى ترامب الدفعة الأخيرة التي يحتاجها للانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني الذي كان في ذلك الوقت ولا يزال يكتسب نجاحا إلا أنه أكبر عقبة أمام مسعى بولتون لحرب تغيير “النظام”.ورأت الصحيفة أنه منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي زعمت إدارة ترامب أنه من خلال حملة “أقصى قدر من الضغط” ضد إيران يمكنها تحقيق “صفقة أفضل” تجعل إيران تنحني أمام أي رغبة أمريكية ولكن هذه كانت دائما حجة سيئة النية تهدف إلى إخفاء الهدف الفعلي وهو “تغيير النظام” وتوفير غطاء للخطوات الإضافية وهي العقوبات الساحقة والخطاب العدائي والمناورات العسكرية التي جعلت الولايات المتحدة الآن أقرب إلى “الحرب مع إيران أكثر مما كانت عليه منذ النصف الأخير من إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش أو ربما على الإطلاق”.ولفتت الصحيفة إلى أن إدعاءات بولتون بشأن “عدد من المؤشرات والتحذيرات المقلقة والمتصاعدة من إيران “الهادفة إلى تبرير الوجود العسكري الأمريكي المعزز في الشرق الأوسط فندتها مصادر متعددة شاهدت المعلومات الاستخباراتية نفسها ووصفت المزاعم حول التهديد الإيراني بأنها غير واقعية بمن فيهم جنرال بريطاني يعمل في المنطقة قال أنه “لم ير أي دليل على وجود تهديد إيراني متزايد”.واعتبرت الصحيفة أن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن بولتون يعرف ما يفعله فهو بيروقراطي محنك ولديه مهارات للضغط بقوة من أجل وجهات نظره وتاريخ طويل في استخدام هذه المهارات لتقويض الدبلوماسية الأمريكية والعمل على قتل اتفاقات الحد من الأسلحة حيث لعب دوراً رئيساً في انهيار الاتفاق الذي أبرم في عهد الرئيس بيل كلينتون والذي جمد برنامج بيونغ يانغ النووي للبلوتونيوم والآن بصفته مسؤولا كبيرا في إدارة ترامب دفع الولايات المتحدة للانسحاب من معاهدة الأسلحة النووية الحاسمة مع روسيا.إلى جانب ذلك أشارت الصحيفة إلى حجم الدور الذي لعبه بولتون في إسقاط مفاوضات ترامب مع رئيس كوريا الديمقراطية كيم جونغ أون في هانوي العام الماضي إلا أنه دعا علانية إلى ما يسمى “نموذج ليبيا” مع الكوريين الديمقراطيين بمعنى مهاجمة كوريا الديمقراطية عسكريا.واختتمت الصحيفة بالقول إن “بولتون يسير بخطى سريعة ويبدو أنه يدرك أن وقت ترامب في منصبه قد يكون محدودا” متسائلة حول إمكانية ترامب في تجنب المزيد من الصراع العسكري في نهاية المطاف أو الرضوخ لرجل مهترئ بوضعه في زاوية دون أي مخرج سوى الحرب مع إيران.من جهة أخرى قالت صحيفة ذي نيويوركر الأمريكية: إن العديد من منتقدي ترامب وحتى بعض أنصاره حذروا من أن إدارته في طريقها إلى نزاع غير مبرر مع إيران موضحة أن أصابع الاتهام كلها تشير إلى بولتون الذي كان منذ فترة طويلة مناصرا لتغيير “النظام” في إيران.وقالت الصحيفة في مقال اليوم بعنوان “ألعاب الحرب.. ترامب بولتون والمسيرة المزعومة لمحاربة إيران”: أن ترامب خلال معظم فترة رئاسته كان منفتحا على بعض قراراته الأكثر إثارة للجدل والتي تضمنت إسقاط بعض مستشاريه كما أن الرئيس الذي أطلق على نفسه “رجل التعريفة” لم يفاجئنا بشن حرب تجارية وفرض رسوم جمركية ولم يفاجئنا بمطالبة وزارة العدل وحلفائه في الكونغرس بالتحقيق مع المحققين ذوي الصلة بتحقيق مولر.وكانت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية كشفت في الرابع عشر من كانون الثاني الماضي أن مسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” قلقون من مواقف وتصرفات بولتون العدائية إزاء إيران.وتواصل الإدارة الأمريكية نهجها العدائي ضد طهران بعد إعلان ترامب في أيار الماضي انسحاب بلاده من الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة “خمسة زائد واحد” وإعادة العمل بالعقوبات في تحد لإرادة المجتمع الدولي وانتهاك للقرارات الدولية بهذا الشأن.
التاريخ - 2019-05-18 8:31 PM المشاهدات 546
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا