شبكة سورية الحدث


الأسد جزء من الحل أم هو الحل الوحيد

أثار التصريح الناري الذي أطلقه المندوب الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا وقال فيه إن الرئيس السوري بشار الأسد "جزء من الحل"، زوبعة من ردود الفعل والتحليلات، فقد ذهب البعض إلى حد القول إنه بمثابة إعتراف دولي بانتصار الأسد في حرب بات من المعروف أنها عالمية، خصوصا وأن دي مستورا لايمكن أن ينطق عن هواه، وإنما بوحي من دول قامت بتنصيبه مندوبا لنوايها، بحسناتها وسيئاتها!! ولكن كيف للولايات المتحدة وفرنسا أن ترفضان تصريح الرجل وتعلنان سويا أن الأسد لا يمكن أن يكون جزء من الحل؟؟؟؟ هل هو إنشقاق جديد في الصف الواحد؟ أم هي مجرد مناورة سياسية لحفظ ماء الوجه؟ إذ لا يمكن لهاتين الدولتين تحديدا القبول _على الملأ_ بما قاله دي مستورا، ولا بد لهما من إعلان الرفض، ولو أنّ وراء الأكمة ما وراءها. يبدو أن التطورات الأخيرة السياسية والميدانية، وأيضا جرائم التنظيمات المتطرفة الهستيري وعلى رأسها "داعش"، وضعت حكّام الغرب أمام مفترق طرق، فإمّا التعاون مع الحكومة السورية بقيادة الرئيس الأسد، وإمّا التخبّط سياسيا وميدانيا في التعامل مع الإرهاب الذي ظن الغرب خاطئا أنه قابل للإستثمار. وتأتي زيارة الوفد الفرنسي مؤخرا إلى سوريا برئاسة عضو مجلس الشيوخ جان بيير فيال، تأكيدا لمن بقي في قلبه بعضٌ من شك، بأنّ فرنسا بدأت تعيد حساباتها جيدا، ولو كانت تصريحاتها تُناقض أفعالها، وهذا أمر معتاد ومستمر في السياسات الغربية، فهم يقولون مالا يفعلون، ويفعلون مالا يقولون. فعلى الرغم من أنّ عضو مجلس الشيوخ الفرنسي كان على رئس وفد ضمّ المفتش العام في وزارة الدفاع الفرنسية والأمين العام للبعثة الحكومية للاتحاد من أجل المتوسط، وأيضا المستشار الأمني في السفارة الفرنسية في بيروت.  إلاّ أن وزارة الخارجية الفرنسية اختارت أن تقول "هذه مبادرة شخصية من جانب النواب، ولم يجر تنسيق الزيارة مع وزارة الخارجية"،وهذا كذب في وضح النهار، فتراتبية الأحداث والتصريحات الغربية تشير إلى أن "مصلحة الغرب تكمن في التعاون مع سوريا لإرساء الأمن والاستقرار في المنطقة والحدّ من الإرهاب الذي لم يعد خطرا على شعوب الشرق الاوسط فقط بل على أوروبا أيضا". وهذا اقتباس من تصريحات الوفد الفرنسي، الذي وإن لم يكن رفيع المستوى إلا أنّ مهمته سيترتب عليها عدد من المتغيرات بالمواقف السياسية في المستقبل القريب،حيث أنّ الحديث الدائم عن "الأمن والإستقرار"، لا بد أن يتزامن مع تعاون استخباراتي بين الدول المعنية بخطر بالإرهاب، وعلى رأسها سوريا.   وهذا ما أكدته التسريبات التي رشحت عن لقاء الوفد الفرنسي بالرئيس الأسد، إذ كان على قائمة الطلبات الفرنسية، تعاون استخباراتي فرنسي – سوري، ليصار إلى معرفة الإرهابيين الفرنسيين الذين يقاتلون في سوريا قبل عودتهم إلى فرنسا في حال بقوا على قيد الحياة. وكان رد القيادة السورية، بحسب التسريبات أيضا، أن هذا التعاون لن يكون مجديا على الأرض إذا لم يترافق مع تعاون سياسي - واضح الملامح ومُعلن- ، يتبعه فتح السفارات مجددا بين البلدين الصديقين سابقا. إضافة إلى دعوة صريحة من الرئيس الأسد إلى من يهمه الأمر في فرنسا والدول الغربية إلى "عقلنة السياسات الحكومية" لما فيه فائدة الشعوب، بمعنى أنه يكفيكم جنون وهذيان حتى الآن. إذا هي المفاوضات على إعادة التعاون وبمستويات مختلفة مع سوريا قد بدأت بزعامة فرنسا، الدولة الأشرس في الإتحاد الأوربي، بعد أن أيقن الجميع أن سوريا لم ولن تكون يوما حلقة في سلسلة برنامج الدمار المحدود بالشرق الأوسط فقط، كما خطط ورسم أعتى السياسين والعسكريين الغربيين، وإنما هي الحل الوحيد قبل الكارثة.
التاريخ - 2015-03-02 8:22 AM المشاهدات 656

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا