سورية الحدث خالد العبود -العقل الجمعيّ الاقتصاديّ الذي يحاول قراءة الواقع الاقتصاديّ السوريّ، في معظمه، نؤكّد على "معظمه"، هو عقل اقتصاديّ تقليديّ جدّاً، وهو لم يختلف عن العقل الجمعيّ العسكريّ الذي حاول قراءة الواقع العسكريّ الميدانيّ، في مطلع العدوان على سوريّة، كذلك بالنسبة للعقل الجمعيّ السياسيّ، والذي بدوره لم يستطع أن يجيب على استشراف ما كان يحصل سياسيّاً!!!..-لماذا؟.. لماذا حصل معنا ذلك؟.. لأنّنا كنّا كمتابعين ومحلّلين ومهتمين نظراء خصومنا وأعدائنا في تطبيق القواعد المعرفيّة الطبيعيّة التقليديّة التي نحفظها عن ظهر قلب، على كلّ المستويات، في حين أنّ الواقع لم يكن كذلك، إذ أنّ تطبيق معادلاتٍ معرفيّة تقليديّة، سياسيّة اقتصاديّة عسكريّة، في سياق غير تقليديّ، لن تكون نتائجها صحيحة قولاً واحداً!!!..-كلّنا علينا أن نتذكّر كيف أنّ عقلنا الجمعيّ الميدانيّ العسكريّ، في السنوات الأولى للعدوان، لم يستطع أن يقرأ السيطرة للمجموعات المسلحة على مساحات واسعة من جغرافيا الوطن، إلا من خلال أنّها سيطرة تقليدية صرفة، وتعامل معها باعتبارها معياراً حقيقيّاً لناتج مشهد المواجهة الكليّة، في حين أنّ المسألة في جوهرها لم تكن كذلك!!!..-إنّ العقل الاقتصاديّ الجمعيّ، لمعظم الذين يقدّمون قراءات الواقع الاقتصاديّ السوريّ، يتناول هذا الواقع من خلال قواعد اقتصاديّة تقليدية، أو أنّه يحاول أن يتعامل مع الواقع باعتباره واقعاً محكوماً بتحدّياتٍ تقليديّة، علماً أنّ من يدير المعركة الاقتصاديّة لا ينطلق من هذه القواعد البتّة، وإنّما يتجاوزها إلى قواعد تحاكي واقعاً غير مستقرٍ، كما أنّه لا يتعامل مع هذا الواقع باعتباره يخضع لعدوانٍ تقليديٍّ أيضاً!!..-صدّقوني.. إنّ سرّ العقل الجمعيّ الذي أدار المعركة، سياسياً وأمنيّاً واقتصاديّاً وعسكريّاً، أنّه لم يكن عقلاً تقليديّاً، ولم يستعمل أدواتٍ ومعارفَ تقليديّة في مواجهة هذا العدوان، ولو أنّه كان كذلك، أي لو أنّه كان عقلاً جمعيّاً تقليديّاً، محكوماً بقواعد عامة معروفة تماماً، لما صمد هذا الوطن أكثر من شهرين على أكثر تقدير!!!..
التاريخ - 2019-08-30 7:36 PM المشاهدات 1230
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا