بعد أن شاع الحديث عن حالات الهدر والفساد التي تتخلل عمليات إنتاج وتوزيع مادة الخبز، أصبح هذا الحديث مؤخراً يرد على لسان رئيس مجلس الوزراء وائل الحلقي الذي أكد خلال الاجتماع الأخير للحكومة «أهمية ترشيد الإنفاق لجميع القطاعات والحد من الهدر وصولاً لتحقيق الوفرة وإغلاق منافذ الفساد والهدر في إنتاج مادة الخبز من قبل الأفران».
مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك بدمشق عدي شبلي كشف أن معظم حالات الفساد والهدر التي تتخلل عمليات إنتاج الخبز وتوزيعه ترتبط حسب مؤشرات الضبوط التموينية بحالات تهريب الدقيق التمويني، وخاصة التهريب المحلي من المخابز والأفران التي لها مخصصات من الدقيق التمويني إلى الأفران الخاصة مثل أفران السمون والصفيحة وغيرها التي تحتاج إلى الدقيق في إنتاجها، إضافة إلى التلاعب بالوزن وتحويل كميات من الخبز إلى خبز علفي.
وبيّن أنه تم تنظيم 32 ضبطاً متعلقاً بالدقيق التمويني خلال شهري كانون الثاني وشباط الماضيين، وتمت مصادرة نحو 143 كيساً من الدقيق المهرب واسترجاع 163 كيساً زائداً عن الحاجة في الأفران.
كما كشف شبلي أن هناك خطة وضعت مؤخراً لتخفيض كميات الدقيق المخصصة للأفران لضبط حالات الهدر والتخفيف منها، مع الاستمرار بمراقبة حالة كفاية هذه الكميات وحالة الازدحام أمام الأفران، وأن نسبة هذا التخفيض بحدود 5% من شأنه أن يحقق وفراً يومياً بنحو 30 طناً في مدينة دمشق، مبيناً أن حاجة الشخص يومياً تتراوح بين 350-450 غراماً وحاجة دمشق تصل يومياً ما بين 500-600 طن، وأن رفع سعر مادة الخبز مؤخراً أسهم في ترشيد الاستهلاك، علماً أن كل واحد كغ من الدقيق ينتج نحو 1.12 كغ من الخبز بجودة جيدة.
ولكن يبدو أن مديري المخابز لهم رأي آخر، إذ نفى مدير المخابز الآلية عثمان حامد وجود مثل هذه المظاهر للهدر والفساد في عمل المخابز الآلية.
مبيناً في تصريح أن العاملين في هذه المخابز جلّهم من الموظفين وليس لهم مصلحة في عمليات التلاعب أثناء عمليات تحضير وتصنيع الخبز، وإن وجدت بعض هذه المظاهر فهي محدودة ولا تتجاوز النسب المسموح بها والتي تتراوح بين 3 و5 بالألف.
من جانبه اعتبر رئيس لجنة المخابز الاحتياطية زياد هزاع أن نسبة الهدر والفساد في عملية إنتاج وتوزيع مادة الخبز عادة ما تكون في المخابز الخاصة في حين تنحسر هذه الظاهرة وتضيق في المخابز الحكومية.
موضحاً في تصريح أن لجنة المخابز الاحتياطية تعمل على جملة من الإجراءات بتوجيهات من وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك لضبط عمليات الهدر إلى أقصى حد ممكن وبالتالي تحقيق الوفورات من الدقيق والخميرة ومادة المازوت، مبيناً أنه تم العمل منذ شهر تشرين الثاني من العام الماضي على تخفيض استهلاك الوقود (مادة المازوت)، وتحقيق وفر يقارب 4 آلاف ليتر من المازوت يومياً ومن ثم التخفيف من العجز التمويني، إضافة إلى إعادة دراسة الطاقات الإنتاجية وتطابقها مع الحاجة الفعلية والتنسيق مع جميع مديريات التجارة الداخلية في المحافظات لضمان وصول المادة إلى جميع المواطنين ومن ثم تحقيق التوازن بين الطلب الحقيقي وحجم الإنتاج.
كما بيّن هزاع أنه يتم العمل أيضاً على تحسين جودة الإنتاج ورفع مستوى مادة الخبز بما يسهم من التخفيف من الهدر المنزلي عبر استهلاك كامل الكميات، إضافة إلى التشدد في منح الموافقات للمعتمدين في توزيع مادة الخبز إضافة إلى اشتراط وجود سجل تجاري ومكان لبيع المواد الغذائية لدى طالب الموافقة.
الحدث - الوطن
التاريخ - 2015-03-10 12:27 AM المشاهدات 964
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا