شبكة سورية الحدث


لماذا ياهڤالُ؟ / شعر ميَّادة مهنَّا سليمان

لماذا ياهڤالُ؟  /  شعر ميَّادة مهنَّا سليمان
لماذا ياهڤالُ؟هل دارَ في خَلَدِكَحين زرتَ قريتكَأنّك للمرّةِ الأخيرةِ تشمُّرائحةَ الزّعترِ البرّيِّ، والغارِ، وإكليلِ الجبلِ، والرّيحانْهل دارَ في خلدِكَأنّك للمرّةِ الأخيرةِ تمتّعُ ناظريكَبشجراتِ الجوزِ، والبلّوطِ، والدّلبِ، والسّنديانْوبأنّ خبزَ أمّكَ الّذي للتّوِّ أفرجَ التّنّورُ عنهُوبأنَّ ابتسامةَ طفلِكَوحضنَ زوجتِكَوسُعالَ والدِكَ مشاهدُ أخيرةٌ ستُرافِقكَحتّى تُوارى الثَّرىوتنعُمَ في جنائنِ الرّحمنْ؟فلماذا؟لماذا يامن ناديتُكَ"هڤال"؟ لماذا يامن جعلتُكَ أخيلماذا تستعذبُ ألمي؟كم مرّةٍ قلتُ لكَ:"سِباتى بخير""إيڤارِتّا بخير" كم مرّةٍ عايدتكَ في نيروزكَ!كيف هانتْ عليكَ أحزانُ أمّيأنا لم أُعادِ الشّمسَ في علَمِكَففيمَ ياأخي تعادي النّجمتَينِ في علَمي؟وفيمَ حوّلتَ ذاك الصّباحْليلًا وويلاتٍ وأنينًا وجِراحْبعدَ أن كانَ الضّياءُ، والعزفُ، والغِناءُمعزوفةَ السّلامِوالزّهوِ والابتسامِ على فميلماذا ياأخيجعلتَ أشجار الحيِّ تمقتُكَجعلتَ خُطا العابرينَ تشتمُكَوجعلتَ الأرضَ تلعنُكَكيفَ لا؟ألم تسقِها فنجانَ قهوةٍ بُنُّهُ من دمي؟تعالَ واجِهْنيتعالَ بارِزْنيلاتَطْعنِّي غدرًاأترومُ وطنًاوتقتلُ أخاكَ في الإنسانيّةْ!لاتسفِكْ دمي ظُلمًاثمّ تغنّي بنشازٍ للحرّيّةفالألحانُ ياهڤالُكلّنا يعلمُأمريكيّةٌ أمريكيّة!أينَ الرّجولةُ كانتْحين استصرخت عفرينُأين البطولةُ كانتْحين نادى الأقصىواستُبيحت غزّةأين الشّهامةُ والعزّةُ والعنفوانُ والغَيرةُ الكرديّة؟ذاك الّذي على حاجزٍ عسكريٍّ كم سَهِر!في الصّباحِ يبسمُ للجميعفي المساءِ يغبطُ الجميعلا سريرَ لا دفءَ في الشّتاءماذنبهُ عفّرتَهُ بدمِهمفجوعةٌ تلك الأمّ في غربتِهأبعدَ طولِ غيابٍيعود جثّةًتنعيهِ ذكرياتُ الطّفولة:كم لعبَ هنا!وذكرياتُ الصّبا:كم غنّى هنالتلك الغادةِ الحسناء!لماذا ياهڤالُلوّعتَ قريتَهيتّمتَ أزهارًا كم كانتْ تنتظربلهفةٍ وفرحةٍ عودتَهمكسورةُ الفؤادِ تلكَ الّتيتزيّنتْ، تكحّلتْ، تعطّرتْلاتصرُخي، لاتلطُميهاقد أتى شامخًايلفّهُ العلَمُهنيئًا لكِ بطهرهِ وقداستِهباطمِئنانِهِ وابتسامتِهْلكن… لا تسألي كيفَ ارتقى؟لا ماكان قَتلُهُ على يدِ الأجنبيِّبل كانَ حتفُهُ على يدِ ابنِ بلدتِهْهڤال: صديق باللغة الكرديّةسباتى وإيڤارتّا بخير: صباح ومساء الخيرميَّادة مهنَّا سليمانشاعرة سوريةمتابعة قسم الحدث الثقافي - علي خليل الحسين
التاريخ - 2018-09-09 9:22 PM المشاهدات 553

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا