سورية الحدث
عزوز: للالتزام بأصول العمل النقابي وأخلاقياته
القادري: إعداد قواعد بيانات في مختلف المجالات وتنظيم برامج تدريبية لكل مفاصل العمل النقابي
عُقد في مبنى الاتحاد العام لنقابات العمال اليوم اجتماع حضره الرفيق شعبان عزوز عضو القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي رئيس مكتبي العمال والفلاحين، والرفيق جمال القادري رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال، وأعضاء المكتب التنفيذي في الاتحاد العام، ورؤساء وأعضاء المكاتب التنفيذية في اتحادات عمال المحافظات.
الرفيق عزوز نقل للحضور تحية الرفاق في قيادة الحزب وقيادة الجبهة الوطنية التقدمية، وقدم الشكر لرئيس الاتحاد العام وأعضاء المكتب التنفيذي على الجهود التي بذلوها خلال الدورة السادسة والعشرين، وهنأ رؤساء وأعضاء المكاتب التنفيذية في اتحادات عمال المحافظات على نيلهم ثقة العمال وثقة قيادتهم النقابية، متمنياً لهم النجاح وداعياً إياهم إلى الالتزام بأصول العمل النقابي وأخلاقياته، بما ينعكس إيجاباً على تنفيذ المهام الملقاة على عاتقهم في تمثيل العمال والحفاظ على حقوقهم ونقل مشاكلهم والعمل لحلها وتذليل كل الصعاب.
وقال الرفيق عزوز إن سورية اليوم على أبواب النصر النهائي على الإرهاب وداعميه، ومهمة إعادة الإعمار والبناء تتطلب منا في الحركة النقابية تقديم كل الإمكانيات، لافتاً إلى أن المهمة النقابية مزدوجة، حيث تأتي المهمة الوطنية في المقدمة ومن ثم القضايا المطلبية ومصلحة الطبقة العاملة.
ودعا عزوز إلى إقامة دورات تدريبية في كل الاختصاصات والمجالات، بما يواكب المرحلتين الحالية والمقبلة ويعزز معرفة ومدارك النقابيين على كل المستويات، ليكونوا قادرين على تأدية مهامهم على أكمل وجه.
ولفت عضو القيادة المركزية للحزب إلى أن الطبقة العاملة قدمت آلاف الشهداء والجرحى دفاعاً عن المصانع والمعامل ومواقع الإنتاج وساهمت في تصليب صمود الوطن والمواطن من خلال إنتاج وتأمين كل المتطلبات المعيشية والخدمات الأساسية.
وأشار عزوز إلى الظروف الاستثنائية التي تمر بها سورية جراء العدوان عليها والحصار الاقتصادي الجائر وجرائم الإرهابيين وما خلفوه من دمار وخراب، ومحاولات النيل من سيادتنا، مؤكدا أن المطلوب منا جميعاً تعزيز الصمود ومضاعفة الجهود لتصليب صمود الوطن وإعادة الإعمار كي تعود سورية أقوى مما كانت.
من جهته الرفيق القادري خاطب رؤساء وأعضاء المكاتب التنفيذية في اتحادات عمال المحافظات بالقول: إن العمل النقابي القيادي هو عمل مؤسساتي جماعي وجداني تطوعي هدفه خدمة الغير والاستعداد للتضحية والبذل في سبيل تحقيق مصلحة العمال والدفاع عن حقوقهم ومكاسبهم، مشيراً إلى أن الفردية لا تنفع إطلاقاً في العمل النقابي، وحل أي مشكلة يجب أن يكون بالتشاور والتنسيق داخل المؤسسات النقابية على مختلف المستويات ومن خلال الالتزام بأصول العمل المؤسساتي الذي تم تكريسه خلال الدورة السادسة والعشرين.
وفيما يتعلق بالبنية التنظيمية، أوضح رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال أنه على القادة النقابيين التسلح بمعرفة كل القرارات والبيانات والقوانين والمعلومات المتعلقة بصلب عملهم اليومي، وأن يستفيدوا من الخبرات المتراكمة والتجارب الناجحة السابقة، إضافة إلى تكوين معرفة ذاتية تعينهم في أعمالهم ومهامهم، والاطلاع على كل ما يخص عمل الاتحاد.
وشدد القادري على أن اللجان النقابية هي مفصل أساسي في العمل النقابي، وصلة الوصل ما بين العامل والقيادات النقابية، ومن الضروري أن تكون الصلة مع العامل وثيقة جداً فهو الهدف والبوصلة التي نعمل وفقاً لها، مؤكداً على أهمية التواصل مع اللجان النقابية في التجمعات ومنشآت العمل ومعرفة جميع هموم ومشاكل العمل والعمال.
ولفت رئيس الاتحاد العام إلى أن المنظمة النقابية التي تعنى بشؤون العمال وهمومهم ومطالبهم وتعمل على تحقيق مصالحهم، هي منظمة شعبية تعنى بالرقابة على الأداء وإصلاح الخلل في المؤسسات، ومحاربة الفساد والفاسدين بالتنسيق والتعاون مع كل الجهات المعنية، داعيا إلى توثيق حالات الخلل وإعلام القيادة النقابية التي بدورها سترفعها للجهات المختصة، وأن نكون مساهمين حقيقيين في إعادة الإعمار ومسيرة الإصلاح.
وقال القادري إن الأداة الأكثر فاعلية هي الحوار، الحوار مع العمال وأرباب العمل والإدارات، ولكي يكون الحوار منتجاً ومثمراً من الضروري أن نمتلك أدواته، وأولى تلك الأدوات هي حق الاختلاف، كما أن الحوار يجب أن يستند إلى قاعدة معرفية لدى القائد النقابي، لأن العمل النقابي عمل جاد وملتزم وبقدر ما نكون جديين ونملك المعرفة والدراية بتفاصيل الأمور وشفافين بحوارنا نحصّل المكاسب لعمالنا، لافتاً إلى أنه سيتم تنظيم وإعداد برامج تدريبية لكل مفاصل العمل النقابي بهدف تطوير الذات والإمكانيات والتسلح بمعرفة الأنظمة والقوانين المتعلقة بطبيعة العمل النقابي والاطلاع عليها بشكل مفصل، لأن التسلح بالعلم والمعرفة والأنظمة والقوانين مسألة في غاية الأهمية.
وشدد رئيس الاتحاد العام على أهمية الشفافية في العمل النقابي والمكاشفة والمصارحة على كل المستويات. وقال: يجب أن يكون مبدأ الشفافية مبدأ سائد لدينا، فعملنا نضالي وبقدر ما نكون مقنعين ومحاورين أكفاء بقدر ما نحصل على ما نريد من أصحاب القرار، ولكي ينجح العمل النضالي ويحافظ على الترابط المطلوب، يجب أن تكون الشفافية هي المبدأ الأساسي به.
وفيما يتعلق بمجالس الإدارات، أكد القادري انه سيتم اختيار أصحاب الجدارة والكفاءة ومن يمتلك العلم والمعرفة ليكونوا ممثلين للعمال فيها. وقال: يجب أن يكون معيار الاختيار هو الجدارة والقدرة والخبرة بالترشيح لتمثيل العمال في تلك المجالس، وذلك لكي يكون حضورنا مشرفاً ومشاركتنا مفيدة لعمالنا، ويجب على ممثل العمال التواصل مع اللجنة النقابية لمعرفة مالديها من مشاكل على الصعيدين العمالي والإنتاجي لطرح المواضيع على الإدارات والحصول في الوقت نفسه على الإجابة وإيصالها للعمال، مؤكداً أهمية التنسيق والتعاون مع الإدارات بما يخدم مصلحة العامل ويحفظ حقوقه ويحقق المصلحة العامة.
وحول العلاقة ما بين الإدارة والنقابات، اعتبر القادري أن العلاقة يجب أن تكون إيجابية ولصالح العمل والعمال وبقدر ما تكون طروحاتنا مع الإدارة للصالح العام بقدر ما يحظى ممثلو العمال بالاحترام.
وقال: نعيش اليوم عصر الأتمتة والاقتصاد الرقمي، ولا بديل عن تقوية معرفتنا بالحاسوب والأتمتة واعتمادها كأسلوب في العمل، وإنشاء شبكة معلومات وبيانات دقيقة في كل اتحاد وفي كل المجالات، لأنها أساسية في التخطيط، وهذا الأمر من أولى اهتماماتنا وأعمالنا لكي يكون لدينا إحصائيات دقيقة وحاضرة في أي وقت.
وفي موضوع القطاع الخاص، دعا القادري إلى بذل كل الجهود وتعزيز الاهتمام بعمال هذا القطاع والعمل على تنسيبهم إلى المظلة النقابية للحفاظ على حقوقهم، وذلك من خلال الحوار العقلاني مع أرباب العمال، وتسويق الخدمات التي يقدمها الاتحاد وصناديقه النقابية.
وقال: كل أموال المنظمة هي حصيلة اشتراكات العمال وبالتالي يجب تقديم كل الخدمات الممكنة للأخوة العمال خاصة في هذه الظروف القاسية، ويجب أن تكون خدماتنا واسعة وتلبي حاجة أي عامل يطرق باب أي نقابة، لأننا موجودون لخدمة جميع العمال ولنكون آذاناً مصغية لهم ولجميع متطلباتهم ومشاكلهم وقضاياهم.
ودعا القادري القادة النقابيين أن تكون مكاتبهم مفتوحة أمام العمال والاستماع إلى همومهم ومشاكلهم والعمل على حلها وتذليلها، والانخراط في العمل المجتمعي والتواصل مع الفعاليات المختلفة والمشاركة في كل الأنشطة وتقديم المبادرات لإقامة أنشطة اجتماعية تخدم أبناء الطبقة العاملة، إضافة إلى ابتكار أنشطة جديدة، مؤكداُ دعم قيادة التنظيم النقابي لأي فعالية أو نشاط ضمن اللوائح المعمول بها وتخدم العامل وأسرته.
وفيما يتعلق بالإعلام النقابي، أكد القادري أنه على الجميع المشاركة والمساهمة في الترويج للإعلام النقابي بين أبناء الطبقة العاملة، وإبداء الرأي الصائب والراجح في كل ما يتم نشره عبر جريدة كفاح العمال الاشتراكي وصفحة صوت عمالي على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، داعياً إلى الاهتمام بجميع أدوات الإعلام النقابي لكي نصل لأكبر شريحة من العمال.
وتوجه رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال بالشكر إلى الرفيق هلال الهلال الأمين العام المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي وللرفاق في القيادة المركزية للحزب على الجهود التي بذلوها لإنجاح العملية الانتخابية والمساهمة في اختيار الأكفأ والأجدر للوصول إلى المواقع القيادية النقابية، وإلى رؤساء وأعضاء قيادات فروع الحزب في المحافظات الذين لم يألوا جهداً في دعم العملية الانتخابية للوصول إلى النتائج المرجوة.
وختم الرفيق القادري حديثه بتوجيه الشكر والولاء إلى قائد مسيرتنا المظفرة نحو النصر الرفيق الأمين العام للحزب السيد الرئيس بشار الأسد الذي نجدد لسيادته عهد المحبة والولاء ونرفع له أسمى آيات الفخر والاعتزاز للقيادة الحكيمة التي قادت سورية في مواجهة هذه الحرب العدوانية من محطة إلى محطة لتوصلها إلى شاطئ الأمان... وتحية التقدير والإجلال لأرواح شهدائنا الأبرار من مدنيين وعسكريين ومن أبناء الطبقة العاملة، الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن ولكي تبقى رايته خفاقة عالية،وإلى أبطال الجيش العربي السوري الذين يسطرون كل يوم أروع ملاحم البطولة والفداء، وإلى أبناء الشعب السوري الصامد، مؤكداً أن الطبقة العاملة ستبقى على العهد تبني بيد وتسهم في الدفاع عن الوطن وحمايته بيد أخرى.
وتركزت المداخلات على أهمية انعكاس إيرادات الصناديق النقابية التي نجمت عن الزيادة الأخيرة في الرواتب على الأخوة العمال من خلال تعديل أنظمة تلك الصناديق، وإقامة دورات تخصصية للأطر القيادية للدورة النقابية السابعة والعشرين، وتوثيق عقود العاملين في القطاع الخاص عن طريق النقابات، وإطلاق المبادرات التي تحفز عمال القطاع الخاص للانتساب إلى النقابات.
وعلى هامش الاجتماع التقى الرفيق القادري الرفاق رؤساء اتحادات عمال المحافظات، حيث أكد على ضرورة العمل الجماعي بعقلية الفريق الواحد والتحلي بروح المسؤولية والجدية والإرادة والتصميم على تحقيق الإنجازات، والاستفادة من جميع الطاقات الموجودة لتحقيق أهداف المنظمة.
ودعا القادري رؤساء الاتحادات لترتيب البيت الداخلي وتحصينه وتذليل الصعوبات التي تعترض العمل وبذل أقصى الجهود لخدمة العمال.
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا