إن أخبرنا أحدهم أو تردد على مسامعنا بأن طلاباً في الجامعات الحكومية يعانون معاناة كبيرة من انعدام وسائل التدفئة داخل القاعات وفي العديد من الامتحانات الدراسية الفصلية لدرجة ارتجاف اليد يرافقها رعشة في البدن.. نميل إلى تصديق هذه الرواية وخاصة أن الجامعات تعاني وتعاني أيضاً كما غيرها لدرجة عدم قدرة الكثير منها على تأمين مختلف الاحتياجات وخاصة في ظل الانقطاعات المستمرة للكهرباء وانعكاس الأزمة على صعوبة تأمين المبالغ اللازمة لتأمين مستلزمات التدفئة «إن صح التعبير».
لكن لا يمكن لعاقل أن يصدق حدوث مثل هذا الأمر أو أن يبرر حصوله مطلقاً في أي جامعة من الجامعات الخاصة ممن تتقاضى من الطلاب أقساطاً كبيرة جداً في العام يفرض عليها تأمين جميع المستلزمات الدراسية للطالب، وخاصة أن أي حديث عن أقساط كبيرة يقابله التبرير بأن المسألة تتعلق بـ«العرض والطلب». من دون أن تتدخل الوزارة بالأقساط المتقاضاة من الطلاب.
لم تتوقف الشكاوى الطلابية الواردة لصحيفة «الوطن» على مدار الأيام القليلة الماضية حول امتناع عدد من الجامعات أو التهرب من مسألة تشغيل التدفئة في القاعات وإن تم تشغيلها يكون ذلك دون المستوى المطلوب.
علماً أن الموضوع تزامن مع موجة البرد القارسة والأمطار الغزيرة التي شهدتها محافظات البلاد، الأمر الذي دفع الطلاب للتغيب عن حضور عدد من المحاضرات وخاصة أن إدارة بعض الجامعات الخاصة رفضت الاستجابة لمطالب الطلاب تحت ذرائع متعددة «حسب ما جاء في الشكوى».
في السياق وردتنا شكاوى من طلاب عدد من الجامعات منها الرشيد والجزيرة حول موضوع التدفئة.
ويأتي ذلك بالتزامن أيضاً مع قرار وزارة التعليم العالي والبحث العلمي القاضي بعودة الجامعات الخاصة إلى مقراتها الأصلية، ناهيك عن الأقساط الدراسية الكبيرة والتي وصفت بالفلكية في الفروع والتخصصات تتقاضاها جامعات دون «حسيب أو رقيب» على حد قول الكثير من الطلاب ممن وجدوا في الجامعات الخاصة ملاذاً بعد تعذر الحصول على مقعد في الجامعة الحكومية لتحقيق رغبتهم في تخصص معين أو لأسباب عديدة.
ويؤكد طلاب لـ«الوطن» أنه في الوقت الذي تدفع فيه أقساط كبيرة جداً للتسجيل في الجامعات الخاصة، فإنه لا تقدم الخدمات اللازمة التي توازي المبالغ المدفوعة، والتي من المفترض أن تلحظ في قواعد اعتماد هذه الجامعات وضرورة تقديم مختلف الخدمات اللازمة، علماً أن الأمر متفاوت بين جامعة وأخرى كما هو حال الأقساط الدراسية لكل ساعة درسية في الجامعات.
وبيّن معاون وزير التعليم العالي والبحث العلمي لشؤون الجامعات الخاصة شكري بابا لـ«الوطن» أن التعليم العالي وجهت كتاباً للجامعات الخاصة يؤكد على ضرورة تأمين التدفئة في جميع الجامعات الخاصة لزوم العملية التدريسية، مؤكداً ضرورة إعلام الوزارة بأي تقصير يمكن أن يحدث حول هذا الموضوع من أي جامعة كانت ليصار إلى التدخل على الفور، علماً أن مناطق تواجد عدد من الجامعات تعتبر «باردة».
وأشار بابا إلى تكرار حدوث مثل هذا الأمر في إحدى الجامعات قد يؤثر على قواعد الاعتماد، ما ينعكس على تحفظ الوزارة عن افتتاح أي كليات أو أقسام جديدة داخل هذه الجامعة طالما أن الجامعة الخاصة غير جاهزة لتأمين مثل هذه الخدمات، وطالما أن هناك شكاوى طلابية مستمرة حول هذا الأمر، مبيناً أن قواعد الاعتماد تشدد على ضرورة تهيئة الظروف المناسبة للتدريس.
مضيفاً: إن هذه الخدمات لا تعجز أي من الجامعات عن تأمين مستلزماتها، ولكن قد تتحجج إحدى الجامعات وتبرر هذا الأمر بحدوث انقطاعات للكهرباء أو هناك تكلفة إضافية على صعيد تأمين التدفئة، مبيناً أنه من المؤكد أن يكون هناك حساب مسبق للتكلفة والمستلزمات وتحميلها على الطالب بموجب الأقساط.
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا