انتقادات قاسية تعرض لها نجم وسط ريال مدريد الأوروغواياني الشاب "فيدريكو فالفيردي" بسبب التدخل العنيف ضد مهاجم أتلتيكو مدريد ألفارو موراتا في الدقيقة 115 من عمر ديربي العاصمة الإسبانية مدريد مساء الأحد.
قبل انتقاد فالفيردي ربما وجب على البعض التفكير جيداً حول ماذا كان أي لاعب غيره سوف يفعل الأمر ذاته، كما أن هناك سؤالاً آخر وهو هل تعرض موراتا للإصابة وغاب عن الملاعب لفترة طويلة بسبب هذا التدخل؟.
المؤكد أن أي لاعب "ذكي" سوف يقوم بتصرف فالفيردي ذاته لكونه حدث في وقت قاتل كاد أن يؤدي لخسارة ريال مدريد لقب كأس السوبر الإسباني وهو أمر أشبه بالخطأ الذي يرتكب في كرة السلة في الثواني الأخيرة من أجل إيقاف الوقت.
الإجابة عن السؤال الثاني، موراتا أكمل اللقاء بشكل جيد ولم يحتج حتى لدخول طبيب أتلتيكو مدريد من أجل علاجه وهو ما يؤكد أن تدخل فالفيردي كان الغرض منه ليس الإيذاء بل حرمان اللاعب من التصويب على مرمى تيبو كورتوا.
التدخل ضد موراتا وتغطية الدفاع في الدقيقة 115 يؤكد لياقة اللاعب البدنية الهائلة والروح الكبيرة التي يمتلكها بجانب ذكاء اللاعب الذي أهدى بهذا التدخل فريقه لقب كأس السوبر الإسباني.
لاعب أشبه بالكمال
نجم الوسط الأوروغواياني كان على أبواب الانتقال لصفوف نادي نابولي في الصيف الماضي لكن زيدان رفض رحيله وتسبب فشل انتقال بول بوغبا لصفوف ريال مدريد ببقاء اللاعب ليصبح الآن جوهرة النادي الملكي.
اللاعب الشاب هو أقرب للكمال في وسط ريال مدريد، هو ناقل الكرة في الوسط في فريق زيدان، ومن يساعد كاسيميرو على الواجبات الدفاعية ومودريتش في الأدوار الهجومية، تحول من لاعب يطالب بنقل الكرة في منتصف الميدان إلى لاعب لا يتوقف عن كسر هجمات المنافس ويضغط بشكل مستمر على الخصم، لعب ارتكازاً مسانداً وارتكازاً صريحاً ووسطاً دفاعياً وجناحاً أيمن، نال ثقة زيدان لكونه يقدم كل ما لديه ويفعل كل شيء.
كان أمر طبيعي أن يقرر زيدان استهلاك اللاعب حرفياً في كل لقاء بسبب ما يمتلكه من مجهود كبير، أثبت جدارته بشكل سريع وكامل ليصبح عنصراً أساسياً ومهماً لا غنى عنه في تشكيلة ريال مدريد كما استحق تماماً الفوز بجائزة رجل نهائي كأس السوبر الإسباني.
فالفيردي هو محرك الوسط في ريال مدريد، اللاعب الذي يقدمه المساندة الهجومية للثنائي لوكا مودريتش وتوني كروس كما يساند كاسيميرو في الأدواء الدفاعية ولا يتوقف عن الركض.
تكرار مسلسل سواريز في 2010
ما فعله فيدريكو فالفيردي نفذه من قبل ابن بلدته لويس سواريز أمام المنتخب الغاني في كأس العالم في جنوب أفريقيا 2010 عندما لمس الكرة باليد ومنح المنتخب الأفريقي ركلة جزاء لم تحول لهدف في الشباك مما تسبب في تفوق السيليستي وتأهله على حساب المنتخب الغاني.
كرة القدم لا تمنح الفوز فقط للأكثر مهارة أو لياقة بدنية ولكن للأكثر دهاء وذكاء وهي ميزة امتلكها سواريز منذ 10 سنوات وابن بلدته فالفيردي في عام 2020.
جماهير ريال مدريد كانت سوف تنتقد فالفيردي في حال قام بهذا التدخل في الدقائق الأولى من اللقاء لكون حينها سوف تفتقد لخدماته لفترة طويلة لكن فقدان اللاعب في آخر 4 دقائق من الشوط الإضافة الثاني لم تؤثر بشكل كبير على النادي الأبيض العاصمي.
فالفيردي كذلك لم يكن ليرتكب هذا التصرف إذا جاء في بداية الشوط الأول لكنه في لحظات قليلة ورغم صغر سنه نجح في اختيار القرار المناسب والصحيح والذي يستحق أن يتحصل من خلاله على مكافأة من قبل مدربه الفرنسي زين الدين زيدان بينما دخل من خلال هذا التصرف قلوب عشاق النادي الأبيض العاصمي من أوسع الأبواب.
الجميع يصفق من أجل فعل قبيح
فيدريكو فالفيردي نجم وسط ريال مدريد دفع الجميع للتصفيق الحار له رغم ما فعله من رد فعل قبيح تجاه موراتا.
دييغو سيميوني مدرب أتلتيكو مدريد قال عن تلك اللقطة: " "تلك الواقعة كانت أهم لحظة في المباراة، لقد أخبرت فالفيردي أن أي شخص كان سيفعل ما فعله أيضاً".
وأضاف الأرجنتيني: "أعتقد أن حصول فالفيردي على جائزة رجل المباراة أمر منطقي على مستوى العالم لأن فالفيردي حسم المباراة لصالح ريال مدريد بتصرفه هذا تجاه موراتا".
من جانبه قال زين الدين زيدان: " فالفيردي حصل على جائزة رجل المباراة وأنا سعيد به لأنه قام بعمل رائع".
وأكمل مدرب ريال مدريد: "أنا متأكد من أنه يريد مشاركة هذه الجائزة مع زملائه في الفريق، فالفيردي مستقبل وحاضر ريال مدريد".
وصرح فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد: " لا يمكننا أبداً معرفة ما كان سيحدث، لكنه أوقف فرصة واضحة لتسجيل هدف من خلال موراتا".
وتابع حديثه: "ما حدث سمح لنا بالحفاظ على التعادل واللجوء إلى الركلات الترجيحية".
وواصل: "فالفيردي واحد من أفضل اللاعبين هذا الموسم".
كما قال سيرخيو راموس قائد ريال مدريد: " أعتقد أن أي لاعب في فريقنا كان سيفعل ذلك في هذا الموقف، كان هذا التحرك مفتاح المباراة ويجب أن يوقفه".
المؤكد أن تدخل فالفيردي الذكي أسهم بشكل كبير في منح الفريق الأبيض لقب كأس السوبر الإسباني الـ11 في تاريخ النادي وحرم أتلتيكو مدريد من تحقيق اللقب الثالث في تاريخه.
ريال مدريد أصبح النادي الأول في أوروبا الذي حقق لقب في العقد الأخير وفي عام 2020 الحالي.
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا