«الإدارة الذاتية» أكدت استعدادها للحوار في دمشق
في وقت كشف ما يسمى «مجلس سورية الديمقراطية – مسد» عن وجود مساعٍ عربية وغربية لإعادة هيكلة «المعارضة»، والعمل على عقد مؤتمر لها في القاهرة، تحدثت ما تسمى «الإدارة الذاتية» الكردية عن استعدادها للحوار في دمشق لحل الأزمة.
وقال الرئيس المشترك لـ«مسد»، رياض درار، وفق صحيفة «الشرق الأوسط» المملوكة للنظام السعودي: «هي المرة الأولى التي يتم فيها استقبالنا من وزارات خارجية دول فاعلة بالمنطقة، وكان استقبالاً دبلوماسياً بدعوة من حكومات هذه الدول» التي كان بينها الأردن ومصر.
وحول المساعي من أجل إعادة هيكلة المعارضة، قال: «المعارضة المرتبطة بأجندات تركيا ستبقى لحماية مصالح دولة معادية للشعب السوري، خلال لقاءاتنا طرحت حكومات هذه الدول جدية في ضرورة إعادة هيكلة المعارضة»، لافتاً إلى أن «مسد» سيعمل مع كل جهة تعمل على إيجاد حل للأزمة السورية «لكن بعيداً عن تركيا ومشروعها لأنها تستخدم أداة في التنافس الروسي الأميركي على الأرض السورية».
وأشار درار إلى أن كثيراً من الدول العربية والأوروبية التي عقدوا معها تلك اللقاءات «اكتشفت مدى ارتهان المعارضة بمصالح دول إقليمية، وعدم جديتها بالبحث عن حلول جذرية للأزمة، الأمر الذي دفع هذه الحكومات لإعادة حساباتها، وهي تعمل على سحب دعمها لتلك الأطراف بشكل تدريجي، سياسياً وعسكرياً».
وأضاف درار: «تمحورت لقاءاتنا حول تمثيل مكونات المنطقة، من كرد وعرب وآشوريين ومسيحيين وتركمان وشركس، في المسارات المستقبلية لحل الأزمة السورية».
بدوره، الرئيس المشترك لما يسمى «المجلس التنفيذي للإدارة الذاتية» عبد حامد المهباش، أشار وفق وكالة «هاوار» الكردية إلى أن الأزمة السورية قائمة منذ عشر سنوات، ونتج عنها الكثير من الدمار سواءً على صعيد المؤسسات أم المعامل والبنى التحتية، نتيجة ما سماه «عسكرة الثورة».
جدير ذكره أن الاحتلال الأميركي التي ترتمي الميليشيات الكردية في أحضانه، كان دمر معظم مناطق شمال شرق البلاد وعلى وجه الخصوص مدينة الرقة التي بلغت نسبة الدمار فيها 90 بالمئة بذريعة محاربة تنظيم داعش الإرهابي، وبالذريعة نفسها دمر جميع الجسور على نهر الفرات.
وفي محاولة لقلب الحقائق زعم المهباش أن مسؤولية تأزم الأزمة السورية تتحملها ما سمّاها «الأطراف المتعنتة»، التي «كانت تعطي الأذن الصماء لما كانت تطلبه الإدارة الذاتية».
وأكد المهباش مجدداً أنهم مستعدون لمد أيديهم للدولة السورية للحوار مرةً أخرى، وقال: «نعود مرةً أخرى ونمدُ أيدينا للحكومة المركزية في سورية، وندعوها مرةً أخرى للحوار والتفاوض بين السوريين لحل الأزمة السورية».
وجرت منتصف عام 2018 محادثات في دمشق بين ممثلين عن الحكومة ووفد من «مسد» بشأن تطبيع الأوضاع في منطقة شرق الفرات وعودة سيطرة الدولة إلى تلك المنطقة التي تسيطر على جزء كبير منها «قوات سورية الديمقراطية – قسد» التي تعتبر الجناح المسلح لـ«مسد»، إلا أن الأخير أفشل المحادثات بسبب خضوعه لإملاءات وتعليمات الاحتلال الأميركي.
وبعد العدوان التركي الذي بدأ في تشرين الأول الماضي على منطقة شرق الفرات وتخلي الاحتلال الأميركي عن «قسد»، سارعت الأخيرة إلى اللجوء للدولة السورية التي مدت لها يد النجدة أكثر من مرة ودخلت قوات الجيش العربي السورية إلى العديد من مناطق شمال شرق سورية لصد العدوان التركي، وراح «مسد» يطلق التصريحات برغبته في استئناف المفاوضات مع دمشق.
من جانب آخر، قال عضو اللجنة الدستورية عن وفد المعارضة، قاسم الخطيب، وفق وكالة «سبوتنيك»، معلقاً على المحادثات التي أجراها في موسكو المبعوث الأممي الخاص إلى سورية، غير بيدرسون: «بتصورنا هو عمل إيجابي لا بد منه، ونحن نعلم أن 90 بالمئة من مفاتيح الحل هي في موسكو».
وبالنسبة للوضع في محافظة إدلب، قال الخطيب: «طبعا نحن مع محاربة جميع الفصائل الإرهابية في إدلب، وإخراج كل الإرهابيين وعلى رأسها «جبهة النصرة»، واليوم هناك حالة من الهستيريا في إدلب ونتمنى أن تلتزم جميع الأطراف بوقف إطلاق النار».
ويوم الجمعة الماضي بحث وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف مع بيدرسون، قضايا التسوية السورية.
كما أجرى بيدرسن، أثناء زيارته إلى موسكو، محادثات مع وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو.
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا