أدى عدم وجود أقسام لأمراض القلب في مشافي شهبا وصلخد وسالة واقتصارها على المشفى الوطني في السويداء إلى تشكل ضغط كبير على القسم ضمن المشفى خاصة مع ازدياد الإصابات القلبية على ساحة المحافظة، الذي يبدو واضحاً في أعداد المرضى الكبير في سجلات الداخلين لمرضى قسم القلبية ضمن المشفى الوطني حيث رصدت «الوطن» نسبة الإشغال الكبير للقسم بوجود ثلاثة مرضى ضمن ممشى القسم تعمل رئاسته على تأمين أسرة إضافية لهم في قسم الداخلية.
وأشار رئيس الشعبة القلبية في المشفى أيمن عمرو إلى ازدياد حالات الأزمات القلبية على ساحة المحافظة مما يجعل نسبة الإشغال ضمن القسم تتجاوز 160% حيث تبلغ أعداد الغرف ضمن القسم 6 غرف طبية و8 غرف عناية مشددة بواقع 46 سريراً مؤكداً أن أعداد المرضى الداخلين يومياً يصل وسطياً إلى 40 مريضاً منهم من يحتاج مراقبة 24 ساعة ومنهم من يحتاج إقامة لعدة أيام علماً بأنه لا يتوفر بالقسم جهاز لإجراء عمليات جراحية سواء القسطرة القلبية أم الشبكية أو حتى القلب المفتوح، لأنها تحتاج مشفى تخصصياً لتلك الحالات وكادراً طبياً إضافياً.
ولفت عمرو إلى أن أعداد المرضى الذين دخلوا القسم خلال العام الماضي قد وصل إلى 5720 مريضاً توفي منهم 72 مريضاً جراء الصدمات القلبية أو توقف القلب أو الاختناقات أو الضغط التي تؤدي إلى الاحتشاءات حيث تم إجراء نحو 15 ألف تخطيط قلب و517 اختبار جهد للفترة ذاتها مع استثناء أول ثلاثة أشهر في القسم من عمليات اختبار الجهد نظراً لتعطل الجهاز في تلك الفترة.
وأوضح أن الاضطرابات القلبية وحالات الاحتشاء والجلطات تعود أسبابها الرئيسية إلى توتر نمط الحياة ونوعية الأغذية والضغوطات المعيشية التي تؤدي إلى اضطراب ضغط الدم وارتفاعه مسببة احتشاء أو جلطة إضافة إلى طبيعة العمل والانفعالات، وأشار رئيس القسم أن اللافت في مرضى القلب تغير الخط البياني لأعمار المرضى الذي زاد من نسبة المرضى للأعمار الصغيرة من فئة الشباب حيث سجلت نسبة الاحتشاءات والجلطات القلبية نسبة عالية بين فئات الشباب التي كانت سابقا في معظمها تصيب كبار السن.
بدوره دكتور القلبية في القسم هشام حسون أكد أن أسباب ازدياد أعداد مرضى القلب حسب الحالات اليومية الداخلة إلى القسم تعود إلى ارتفاع الضغط الشرياني الحاد وما يترتب عليه من اختلاطات وفي المرتبة الثانية تأتي لاحتشاءات العضلة القلبية ونقص التروية القلبية الحاد وهي الحالات الأكثر شيوعا في القسم، التي تعود أسبابها في الدرجة الأولى للتدخين وعمر المريض إضافة إلى الضغط الشرياني واضطرابات السكر في الجسم وتناول الملح وفرط شحوم الدم.
وأكد أن العوامل النفسية تلعب دوراً محورياً في الإصابة في حال ترافقت مع عوامل أخرى أخطرها وأكثرها انتشاراً ارتفاع ضغط الدم ونمط التغذية.
ولفت حسون إلى أن الضغط الكبير على القسم يعود لتخديمه المحافظة بالكامل لأن المشافي الأخرى على ساحة المحافظة لم يتم تفعيل قسم القلبية ضمنها نظرا للنقص الكبير في مختصي القلب من الأطباء وتركيز عمل الموجود منهم في المحافظة ضمن المشفى الوطني باعتباره مشفى مركزياً.
والجدير بالذكر أنه وخلال جولة «الوطن» على مرضى قسم القلب تبين فقدان كثير من الأدوية القلبية، الذي جرى تبريره بأن توريد الأدوية لمديرية صحة السويداء يتم مركزيا وحسب المتوفر منه في وزارة الصحة.
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا