سجل الجيش العربي السوري ملحمة جديدة أمس، بإحرازه تقدماً في حلب مع بدء عمليته العسكرية، وواصل زحفه في ريف إدلب الجنوبي الشرقي باتجاه معرة النعمان، التي أصبحت قاب قوسين أو أدنى من السقوط في قبضته.
وأكد مصدر ميداني في حلب، أن الجيش السوري أحكم سيطرته أمس على تلة المحروقات ورحبة خان طومان في ريف حلب الجنوبي، إثر اشتباكات ضارية مع إرهابيي «جبهة النصرة» والتنظيمات الإرهابية المرتبطة بها، وكبدهم خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد بعد أن أرغمهم على التراجع، على الرغم من التعزيزات التي استقدموها إلى جبهات القتال.
وذكر المصدر أن الجيش السوري، اشتبك مع الإرهابيين في محوري خلصة والحميرة بريف حلب الجنوبي، ودك بمدفعيته وصواريخه تجمعاتهم وأوكارهم، على حين أغار سلاح الجو السوري على معاقلهم وخطوط إمدادهم في الشيخ سليمان وايكاردا والزربة وريف المهندسين الأولى، وصولاً إلى ريف حلب الغربي في خان العسل والمنصورة ومغارة الأرتيق، وحقق إصابات مؤكدة في مستودعات أسلحتهم وذخائرهم وصفوفهم.
وأوضح المصدر أن الجيش السوري، مهّد في الليلة ما قبل الماضية بصنوف الأسلحة المختلفة، على طول جبهات القتال في القطاع الغربي من المدينة، ابتداء من مستديرة الليرمون والصالات الصناعية وجمعية الزهراء، وصولاً إلى منطقة الراشدين ٤، ومروراً بمحاور إكثار البذار في حي الزهراء وتلة شويحنة ومنطقة البحوث العلمية، ما أدى إلى تدمير البنية التحتية للإرهابيين وقتل أعداد غفيرة منهم.
ولفت إلى أن الجيش جسّ نبض الإرهابيين في الجبهة الغربية للمدينة، وكسر خطوط الدفاع الأولى في الراشدين ٤، وغابة الأسد وجمعية الصحفيين، على تخوم خان العسل، عند المدخل الغربي لحلب، وأحرز تقدماً في المنطقة، دفعت الإرهابيين للالتجاء إلى خطوطهم الخلفية، التي كانت أيضاً هدفاً لضربات الجيش السوري القوية والمركزة.
ومساء أمس فجرّ الجيش السوري عربة مفخخة حاولت التقدم إلى نقاط ارتكازه في محور إكثار البذار بمحيط حي الزهراء، ما أدى لمقتل أكثر من ٥ انغماسيين كانوا بداخلها قبل أن يخوض اشتباكات عنيفة في المحور ذاته، وفي محور جامع الرسول الأعظم المجاور، حيث نصب كميناً قتل وجرح خلاله أكثر من عشرة إرهابيين.
بموازاة ذلك أكد مصدر ميداني لـ«الوطن» في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، أن الجيش السوري، حرر قرية الدانا شمال مدينة معرة النعمان، وقطع بذلك الطريق الدولي بين معرة النعمان وسراقب الذي يمثل أهمية استراتيجية.
المصدر الميداني أكد أن الجيش السوري تمكن أيضاً من السيطرة على قرية بابيلا في المنطقة ذاتها.
تقدم الجيش وتحريره هذه القرى، يثبت أقدامه على بعد مئات الأمتار من معرة النعمان، ويرصد مقاطع من الطريق الدولي الذي يصل حماة بحلب، والذي تشكل سيطرة الجيش السوري عليه هدفاً مشروعاً، وفق اتفاق «سوتشي» الروسي التركي منتصف أيلول 2018.
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا