لماذا نعشق التكنولوجيا القديمة؟
بحسب صناع التكنولوجيا الحريصين على بيع بضاعتهم فإن الأحدث هو الأفضل بالتأكيد ولكن هذا ليس شرطاً إذ لا تزال أنواع من التكنولوجيا القديمة تحظى بحب كبير لدى العديد من الناس.
يقول الكاتب رودري مارسدن في مقاله المنشور في صحيفة ذا ناشيونال الإماراتية إنه وبالرغم من أن أجهزة الستيريو عالية الدقة القديمة قد لا تتمتع بتقنية البلوتوث أو المدخلات البصرية، لكن طراز السبعينات من تلك الأجهزة كالتي أنتجتها شركة مارانتز Marantz، لا يزال يحظى بالتبجيل لشدة نقاء صوته، وقد تبدو كاميرات الأفلام والصور الفوتوغرافية بالية في هذا العصر الرقمي، ومع ذلك، يُقال إن شركة فوجي فيلم تبيع الملايين من هذه الكاميرات وطابعات الصور كل عام.
ويكمل رودري أن هذه الأجهزة صُممت لتستمر، ويصعب علينا جداً التخلي عنها، ويعجز من جاء بعدها عن منحنا الشعور نفسه.
ويضيف رودري بأن هذه التكنولوجيا التي تعيدنا إلى الماضي تمكنت من إثبات شعبيتها بصورة فاقت التوقعات، فمثلاً كاميرا 8Fragment، وهي كاميرا فيديو جديدة تحاكي كاميرا كوداك 8Kodak's Super، أطلقت أصلاً عام 1965، هي كاميرة غير أنيقة، ومحدودة الوظائف، لكنها تلاقي رواجاً كبيراً على منصة كيك ستارتر.
تصميم قديم بتكنولوجيا حديثة تستجر الحنين
يرى الكاتب أن بعض الشركات تسعى الآن للاستفادة من هذا الحنين، حيث أصبحت شركة كروزلي Crosley للصوتيات في كنتاكي أول بائع في العالم لأقراص الفينيل الدوارة عبر منحها سعراً معقولاً ومظهراً قديماً.
واحتفلت شركة سوني بذكرى ابتكار جهاز ووكمان Walkman الثوري من خلال إطلاق مشغل صوت حديث مصمم على غرار سابقه عام 1979.
كما من المقرر أن تكشف شركة أتاري Atari النقاب عن وحدة التحكم في الألعاب VCS الخاصة بها في الشهر المقبل، وهي شبيهة بسلفها 2600Atari الذي أطلق عام 1982. كما أعيد إطلاق قبضة التحكم توربوغرافيكس TurboGrafx-16 من شركة NEC، وضمت 57 اسماً من أسماء الألعاب القديمة التي تعود لأوائل التسعينات ضمن غلافها القديم أيضاً. إذ من الواضح أن التصميم جزء من الإغراء أيضاً.
تطبيق ميكروسوفت 10 تيرمنال Microsoft 10 Terminal الجديد هو تطبيق فيديو ذو طراز قديم يعمل على محاكاة شاشات CRT القديمة، وقد أعيد إصداره فقط لإسعاد المستخدم، واستجرار الحنين الذي يقربنا من هذه التكنولوجيا.
تصاميم خالدة
إن بعض التصاميم تبقى خالدة، فقد أطلقت شركة شانلينغ الصينية العام الماضي مشغل موسيقى محمول، 1Q، يشبه ثلاجة سميدج من طراز الخمسينات. كما كشفت شركة جي بي إل النقاب عن مكبر صوت جديد، 82L، يبدو مطابقاً تقريباً لطراز 100L، ذي الواجهة البرتقالية الذي يعود إلى أوائل السبعينات. ويستغل بعض الفنانين هذا التناقض الرائع بين القديم والجديد كنقطة انطلاق لأعمالهم الفنية.
وتعيد شركة التصميم السويدية لوف هولتين Love Hulten الشهيرة، تشكيل لوحات الألعاب القديمة إلى قطع معدة بشكل فني جميل يثير الحنين إلى الماضي، وقد حققت له أعماله آلاف الدولارات وتلاقي صور أعماله رواجاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
في هذه الأثناء، يبدع المصمم الفرنسي جوليان ريفوير بتخيل أشكال جديدة مثل آلة حاسبة خشبية منحنية، ومشغل Winamp قابل للطي.
لا يمكن أبداً وصف هذه الإصدارات الجديدة من التكنولوجيا القديمة بأنها أنيقة أو بسيطة أو مريحة، فهي جريئة وضخمة وغير ضرورية على الإطلاق في بعض الحالات، وتستطيع الهواتف الذكية أن توفر ما تقوم به بشكل جيد، لكن الدماغ البشري غالباً ما يجد البهجة فيما هو غير متوقع، وسيظل الجديد الذي يتنكر للقديم ـ أو العكس ـ دائماً ذا جاذبية غامضة.
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا