معلنة انتهاء فصل جديد من فصول الحرب على سورية، ودخول السوريين مرحلة جديدة بعودة عاصمتهم الاقتصادية آمنة بالكامل، حطت أمس الطائرة المدنية الأولى القادمة من دمشق في مطار حلب الدولي، وذلك بعد ثماني سنوات من توقف المطار عن العمل.
الطائرة التي حملت على متنها وزيري النقل والسياحة، وعدداً من المديرين في الوزارتين، وحشداً ضخماً من ممثلي وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية، استقبلها أهل حلب بفرح وأمل عارم.
وزير النقل علي حمود، وفور الوصول إلى قاعة الشرف في مطار حلب الدولي قال في تصريحات لـ«الوطن»: هذا الانتصار كان سببه إصرار شعب سورية على التحدي وعلى الصمود وعلى الانتصار، فحلب انتصرت بشعبها وبالجيش السوري وتضحياته»، وتابع: «هذه الأرض الطاهرة التي رويت بدماء الشهداء تستحق منا العمل ليل نهار لكي نقدم كل ما يجب تقديمه لأهلنا في حلب وفي باقي المحافظات السورية».
وأشار وزير النقل، إلى أنه كان لمؤسسات الطيران في سورية من خلال عملها في القطاع الجوي الجهد الأكبر، موضحاً أن مؤسسة الطيران المدني والسورية للطيران قامتا بإنجاز كل ما هو مطلوب لتشغيل مطار حلب الدولي خلال فترة التحرير، حيث عمل موظفو هذه المؤسسات ليل نهار ليكونوا جاهزين للانطلاق فور إعلان الأمان في هذا المطار.
وبين حمود، أن مؤسسة الطيران المدني بدأت فوراً، التواصل مع المحطات الخارجية لتأمين الموافقات اللازمة للهبوط في المطارات الدولية المختلفة، وستكون الرحلة الأولى إلى مطار القاهرة الدولي خلال الشهر القادم.
بدوره وزير الإعلام، عماد سارة، قال في تصريح لـ«الوطن»: إن «هذا انتصار يحق لنا أن نفخر به، وهو يحمل الكثير من الرسائل والمعاني، اقتصادية وسياسية واجتماعية، ولكن الأهم من ذلك ما ستشاهدونه في حلب، من بسمة على وجوه أهالينا الذين يعيشون السعادة المطلقة والافتخار بجيشهم وبقيادتهم وبانتمائهم لهذه الأرض».
وأشار سارة إلى أنه لدينا قاعدة في الجيش العربي السوري تقول بتحرير كامل الأرض ليس فقط حلب، وقال: «هناك ما بعد حلب، هناك إدلب وإن شاء الله المنطقة الشرقية بالكامل».
وقبيل الهبوط في مطار حلب الدولي، قال وزير السياحة رامي مارتيني في تصريح لـ«الوطن»: إن «حلب ليست فقط مدينة بأهمية سياسية وجغرافية واجتماعية بل لها أهمية اقتصادية، وعودة الحياة الاقتصادية لها لا تكتمل إلا بعودة الطريق الدولي وعودة المطار الدولي»، وأضاف: «الإعجاز الذي حققه بواسل الجيش العربي السوري، يبدأ بعده العمل الخدمي والاقتصادي وعملية إعادة البناء التي تتطلب فتح الشرايين الحيوية لحلب وهي الطريق الدولي والمطار الدولي، الأمر الذي سيساهم بالإضافة إلى عودة الأمن والأمان في عودة المغتربين».
وحول كيف يمكن أن تنعكس عودة مطار حلب الدولي إلى العمل على السياحة إلى حلب وقلعتها، قال المارتيني: حلب عاصمة السياحة الثقافية في سورية، وستعود إلى خارطة السياحة العالمية كمقصد للسياحة الثقافية وسياحة التسوق والخدمات وسياحة رجال الأعمال وكل أنماط السياحة».
من جانبه قال محافظ حلب حسين دياب لـ«الوطن»: «منذ اللحظات الأولى لتحرير الأحياء الغربية لمدينة حلب، بدأ الجيش الخدمي مباشرة بالعمل لإعادة كافة الخدمات لكافة الدوائر الحكومية ولطريق حلب دمشق»، وأضاف: «خلال الأيام القليل القادمة سيتم إعلان فتح الطريق».
المدير العام للطيران المدني، باسم منصور، قال في تصريح مماثل لـ«الوطن»: إن مطار حلب تعرض لاعتداءات من قبل العصابات الإرهابية المسلحة منذ العام 2012 أدت إلى خروج الكثير من تجهيزاته الملاحية ومبانيه عن العمل وبسبب الخطر على الملاحة الجوية تم إيقاف حركة الملاحة منذ العام 2012 وبفضل تضحيات الجيش عاد المطار إلى العمل».
وأوضح أن تأمين التجهيزات على المهابط تم بكوادر وطنية، حيث قام العاملون بجهود محلية بإصلاح المعدات والتجهيزات الملاحية.
وفي تصريح لـ«الوطن» من أرض مطار حلب الدولي، اعتبر عضو مجلس الشعب آلان بكر: إن «هذا النصر ليس عسكرياً وسياسياً فقط، بل هو سياحي واقتصادي واجتماعي، وسيسمح بعودة المغتربين من أبناء حلب الذين اضطرهم الإرهاب لأن يغادروا حلب ولتعود عجلة الصناعة وتعود عجلة الإنتاج من جديد ونعيد جميعنا أبناء حلب ألقها إليها ونترجم هذا النصر بالاقتصاد وفي كل مناحي الحياة».
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا