/انتِ قطتي وأنا الوطن/
آهٍ يا مُعذبتي ، استمعت إلى تلك الأغنية مراراً وتكراراً...
دائماً ما استمعت لها عندما احسست بشوقي لكِ وها أنا الأن استمعُ لها في حينِ أكادُ أُنهي رسمَكِ ... أجل رسمَكِ فقد رسمتك على لوحةٍ خشبية و الآن أضع تفاصيلك الجميلة على هذه اللوحة :
الشّامة فوق شفتيك على الخد الأيسر ، والنّدبة الصّغيرة بين شعر حاجبكِ الأيمن الّتي حكيتي لي قصّتها مُسبقاً ، ورموشك الّتي أرسمها كلّ رمشٍ على حِدى
أجل فأنا أحفظُ تفاصيلكِ عن ظهر قَلبْ ، لكنَّ أكثر مايشغلُ بالي الآن هو :
أين سأضعُها ، أتُراني أضَعُها على الجدار العُلوي لقلبي أو أُعَلِّقُها على جِفني ... أم أنّني أضَعُها على كتفي حيث دفنتي رأسَكِ آخر مرّةٍ التقينا بها ، أم أغرِزُها بين جوارحي ...
يالكِ من فتاة...
هل تعلمينَ أنّي أعرفُك أكثر من نفسكِ ، نعم فأنا عرفتُ أنّي لن أراكي بعد ذلك اللقاءِ الأخير ، كم كنتُ أودُّ لو أنكِ بجانبي وأنا أُتِّمُّ هذي اللوحة ليس لأنظُرَ إليكِ وأنا أرسمْها ، فأنا كما قلت أحفظكِ عن ظهرِ قلب فلا حاجةَ للغش ...
بل لكي أرسمَ اللوحة بخصلاتِ شعركِ البُني المجعد الّتي كانت تسحَرُني ، وعيناكِ اللتان شكّلتا مع شعركِ تناغماً لونياً رائعاً
وددتُ لو زيّنتُ لوحتي بالبريق الّذي يسطعُ من تلك العينين عندما ترَين قطة لطيفة
اسمعي ! أنا أراهن أنّك أشدّ لطافةً منها...
تُرا ماذا ينفعني التّمني والحسرة فأنتِ لن تعودين والقطة لم تَعُد لطيفة في وطننا البائس .
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا