بعد اختبارهم تجارب الحرب المريرة بات السوريون متسلحين بأدوات ورؤى جديدة جعلتهم جاهزين لمواجهة المستجدات عبر مزجهم ثقافة الحياة والتطوع مع التقانة ولا سيما مع تعزيز الإجراءات الاحترازية والوقائية للتصدي لفيروس كورونا لتكون مبادرة “المعلم الافتراضي” إحدى التجارب التعليمية الأهلية لمساعدة الطلاب على متابعة دروسهم.
المبادرة التي أطلقها ابن حلب الشهباء مهندس المعلوماتية وليد شايب انضم إليها لغاية اليوم ما يقارب 376 متطوعا و40 معلما من سورية ولبنان ومصر وهي عبارة عن منصة أكاديمية للتعليم عن بعد.
وتهدف المبادرة وفق ما أوضح شايب في تصريح لـ سانا إلى مساعدة المدرسين والطلاب على إكمال الفصل الدراسي الحالي من بيوتهم مجانا في ظل الظروف الحالية.
وبين شايب أنه عمل على بناء المنصة من خلال استخدام برمجية “مودلي” المفتوحة المصدر والتي تستخدمها الجامعات حول العالم لتنظيم عملية التعليم عن بعد كما تستخدمها في سورية الجامعة الافتراضية.
وعن التفاصيل التقنية في المنصة ذكر شايب أنه بإمكان أي مدرس في سورية الانضمام إليها عن طريق إدخال عنوان البريد الالكتروني وكلمة السر إلى رابط المنصة لإنشاء حساب عليها وملء الاستمارة المخصصة لذلك وبعدها يصبح قادراً على انشاء مقرر دراسي أو أكثر واضافة طلابه والمحاضرات التي يريدها.
ويصل الى الطلاب المسجلين في المبادرة بحسب شايب إشعار بأن المحاضرات أصبحت على المنصة حيث يدخل الطلاب ويشاهدون الفيديو أو النص كما يمكنهم أيضا أن يتفاعلوا بكتابة التعليقات وتوجيه أسئلة للمعلم الذي بإمكانه أن يعرف عدد الطلاب الموجدين فيها وطلب وظيفة منهم تمكنه من وضع علامة عليها أو رفض الوظيفة وإعادتها للطالب.
ولفت شايب إلى أن المبادرة تتيح للمعلم إنشاء مذاكرات تحتوي أسئلة يجيب عليها الطلاب ويحصلون من خلالها على درجات إضافة إلى إنشاء منتدى لطرح مواضيع وتعليقات وأسئلة وغيرها وعمل استطلاعات وتقويم لأنشطة الطلاب ومواعيد الوظائف ومتابعة الواجبات.
وأشار إلى أن المتطوعين في المنصة يتلقون الآن التدريب التقني ليكونوا خلية النحل العالية الكفاءة والجاهزة لسد أي حالة نقص والقدرة على الاستجابة السريعة والمناسبة للعمل مؤكدا أنهم الداعم البشري للمنصة والتي تشكل مساحة لهم لتبادل الأسئلة والأفكار.
وحول معوقات العمل أوضح شايب أن المنصة تأسست بشكل سريع كونها استجابة طارئة للمستجدات ونقطة الضعف هنا تتمثل في ضعف البنية التحتية للتعليم عن بعد وقلة خبرات المعلمين في هذا المجال حيث أن هؤلاء وجدوا أنفسهم أمام تجربة جديدة في منتصف الفصل الدراسي الثاني معتبرا أن هذه الثغرة قابلة للحل السريع متوقعا أن يصل عدد الطلاب إلى 2000 مع امكانية ازدياد اعداد المعلمين والمتطوعين خلال الايام المقبلة.
يذكر أن المهندس وليد شايب مجاز في تطوير مواقع الويب وعلوم الحاسوب من الجامعة الأمريكية ببيروت عمل في العديد من المبادرات المشابهة واحداها ضمت ما يقارب 1400 تقني سوري تبادلوا فيها فرص العمل والمعلومات كما أطلق مبادرة في حلب بعنوان “نادي الكتاب”.
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا