شبكة سورية الحدث


فبراير بقلم الكاتبة إسراء السلقيني

A..04:00
فبراير

هَواءٌ يضُمُّنا على صَخرةٍ عاليةٍ وسَطَ المدينةِ، جَلستُ بقربِك ،غَمَرتُ  رأسي على 
كَتِفِكَ بِهدوءٍ أكثرَ مِمّا حَولنَا.
والآن كيفَ لي شرحُ هذا الحبِّ لكَ بعدَ سنةٍ ونصفْ!! قَد شبَّ طِفلُ جارتي.. ومَلاذي طِفلي الصّغير لم يكتفِ مِن أسئلةِ الحبّْ؟!..

_حَسناً سأعِدكَ فقط بأنَّ قَلبي ملجأ لكَ في كلِّ صباحٍ ومساءْ ،و دموعي عليك تَروي وجْنَتي لِتُثْمِرَ بُذورَ قُبْلاتِكَ.

كاذِبٌ؟!.. مَنْ أخبَرَنا بأنّ الحبّ ضحكاتٍ متعاليةٍ، فالدَموعُ المَالحةُ لها نكهةٌ تَجذبنا مِنْ جَديد، بَعدَ الخصامْ

_سأهتمُّ برجولتِكِ الشرقيّة ،أفكارَكَ الغَربيّة الرّاقية، عِطرِكَ الفَرنسيّ ،تَفاصيلُ ثِيابَكَ وأمزِجَها بألوانُكَ المفضّلةِ،طُولَكَ التّركي ،ترتيبُ شعرِكََ،مازلتُ أراكَ وحدَكَ بهذهِ التّسريحةِ وحدهم الخولبية.. أنتَ مزيجُ لِجمالِ الكرةِ الأرضيّةِ العالِقة فِي فضَائي

_أعشَقُ شتّى حالاتِك عِندما تقومُ بتخفيفِ لحيتِكِ لتُثيرَ غَضَبي! وتعِدُني كَطِفلتَكَ الصغيرةِ بأنّها سَتنمو مِن جديد لأزرعَ عَلى بعضٍ بياضَها الياسمين  

_حتى كلماتُكَ الغاضِبة تُضَمِّدُ جِراحي فَلا جراح مِنكَ هِيَ لحظاتُ استبدالِ السّيروم بِعروقِ يديكَ، كاذبٌ مَن أخبَرَنا  أنْ لا نحزَن ونحنُ بِمنازِلِ الحُبِّ ؟!.. لكنَّهُ الحزن البَسيط كالمَرهم يمتزجُ بيَديكَ

_أراني طفلتَك،حبيبتَك،وملاذَك.. وتَراني ما رأيت

_أظنّ بأنّنا بلغنا قمَّةَ الحبِّ عِندما رأيت أشباهيَ الأربعينْ، ورأيتُ أشباهِكَ.. 

قليلاً مِنَ الضحك الآن.. 
 لا شيء مُهِم فالملامحُ تتلاشى معَ الزّمن لتندمِجَ بطفلةٍ صَغيرةٍ تَحبو بمِحرابِ عينيكَ وتسقُطَ بغمّازةِ دقني. 

قليلاً مِن الضّحك.. لتفاهاتِ الاعترافِ لأسئلةِ الحبِّ، كم أحِبُّكَ وكَمْ وكَمْ.. 

والكثير مِنَ العناقِ في كلِّ وَقتْ..

التاريخ - 2020-03-25 1:04 AM المشاهدات 599

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا