شبكة سورية الحدث


واقف لوحدي أرتجف بقلم الكاتبة فرح شاهين

واقف لوحدي أرتجف بقلم الكاتبة فرح شاهين

واقفٌ لوحدي أرتجف
الدّماء تغطّي الأرضية..كما يديّ
حدّقتُ في انعكاسي في المرآة.
هل أنا حقًّا إنسان؟ لم أعدْ أعرف ما أنا عليه. 
سمعتُ صفاراتِ سياراتِ الشرطة فأعادتني إلى الواقع المريع؛ لقد قتلتُه، بيدين مرتجفتين وقلبٍ بارد.
خرجتُ إلى الشارع غيرَ واعٍ بخطواتي، هل أنا أركضُ أم أمشي؟ هل يلاحظني أحدٌ حتى؟ أشعرُ أني شبحٌ غير مرئيّ.
لقد أصبحتُ وحشًا.
تسارعتْ خطواتِي وبدأتُ أجري بين الأزقّة خاشيًا أن يراني أحد، كما لو أنّ الجميع يشكّ فيَّ، كما لو أنّ جريمتي موسومةٌ على وجهي. 
لكنّي فعلتُ كلّ ذلكَ لأجلكِ، أتدرين؟
لا يحدوني أيّ إحساسٍ بالذّنب.
لطالما أذاكِ..لطالما ذُرِفَت بسببه دموعُكِ.
كنتُ أراها في عينيكِ كلّ مرةٍ تتحدّثين عنه؛
تتمنين لو يختفي، لو يموت.
آسفٌ أنّ الذي أحببتِه صارَ مجرمًا
لكنّي قد قتلته لأجلك، أفلا تعودين؟

أنا واقفٌ أمام بابِ بيتك الآن.
أحتاجُ مكانًا لألتجىءَ إليه
هل ستقبلينَ إيوائي؟
حينَ ترين وجهي في نشرةِ الأخبار، هل ستعتبرينني بطلًا وتحمينني؟
هل ستمسكين يديّ من جديد، تلك اليدان اللتان قتلتُ بهما، ليطمئنّ قلبي أنكِ بجانبي؟
الصفّارات تقتربُ أكثر فأكثر.
ظهرتْ أضواء السيارات من بين الأشجار والأبنية.
انتظرتُكِ لتكوني أماني، لكنّكِ لم تفتحي البابَ قطّ.
لقد عرفتِ بجريمتي، صرختُ لكِ عبر النافذة: لقد كانَ أنا ! 
لكنّك لم تفهمي ما قصدتْ.
أنا أركضُ في حلكةِ الليل، غيرَ مدركٍ لِما أمامي.
الدموع تخنقُني وتغشي بصري.
لو أنّكِ أعطيتني فرصةً أخرى فقط، فرصةً أخيرة،
لَأثبتُّ لكِ أنني صرتُ إنسانًا أفضل.
أنني تعلّمت درسًا قاسيًا.
لم أكن لأكذبَ عليكِ هذه المرّة.
قلتُ لكِ: " كان أنا "
لو أنكِ فهمتِ ما قصدتُ.
لقد قتلتُه؛ الوحشُ الذي كنتُ عليه.
الذي لطالما جرحكِ، لطالما قتلَ ضحكاتِك.
عتاباتُكِ تتردّدُ في رأسي منذُ يومِ رحيلك.
أنا الآن ما أردتِ أن أكونه.
قتلتُ نفسي القديمة لأجلك،
أفلا تعودين؟

| فرح شاهين |

التاريخ - 2020-03-25 4:56 PM المشاهدات 590

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا


كلمات مفتاحية: الوحش عليك المرة