شبكة سورية الحدث


لم يكن ثمة وجه بقلم الكاتبة سارة ناظم الحلبي

لم يكن ثمة وجه بقلم الكاتبة سارة ناظم الحلبي

لم يكن ثمة وجه فحسب! 
كان اسطوانة مستديرة تبث موسيقاها 
ذات الطراز القديم ..
كان وجه لم يحسن الزمان كيّه إنما 
تبعثرت فيه الانثاءات وجالت به بقع الذكريات المستديمة..
كان كمنديل مبلل بدموع اللاجئين ..طعن به الترحال والفقدان ..طعن به الإنسان والزمان..
لم يكن ثمة وجه فحسب 
إنما كان كالوشاح الشطرنجي الملازم عنق كل فلسطيني ..
وعينيه إحدى حجاراته!
ودموعه لم تكن سوى وسيلة لإذابة أيُّ مكان يروقها لتجلس به..
لم يكن وجه واحد إنما كان وجوهنا نحن..
ولم يكن سوى وجه دمشق الخاوي الممتلئ ذاك الوجه التي تحتسي بشوارعه 
شراب"الكمون والليمون" وتتناول متكأ على إحدى جدرانه "حباة الفول ذات الجلد المنزلق" 
ولتنزلق أنت الآخر في رائحة الخبز والياسمين عند الفجر ..
لم يكن ثمة وجه فحسب 
إنما كانت أرقام العمر ترتطم بعاتقه تزيد وجهه عجزا أكثر ..
والخصلات البيضاء تترعرع في مسقط رأسه..
مع تلك النظرة المستغيثة على هيئة إنسان يلوح لهذا الزمان ذو الرائحة الكريهة ..
يلوح مودعا نفسه 
ومودعا مشقة الطريق التي زالت ريثما 
عاد هو إلى وجهه..
فلم يكن ثمة وجه فحسب  ..إنما كان إنسان يتطرء ليصبح وجه...

التاريخ - 2020-04-07 12:47 PM المشاهدات 2382

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا


كلمات مفتاحية: وجه إنسان الطريق