شبكة سورية الحدث


عزلة مفروضة بقلم الكاتبة مرح وائل محفوض

عزلة مفروضة بقلم الكاتبة مرح وائل محفوض

ترددتُ كثيراً قبل أن أكتب لك ولكنّك حيث أنت تنظرُ إلى هذا الموقع الأزرق أكثر مما تنظرُ إليّ ..
لذلك لا أجد يدي إلا وقد بدأت بالكتابة إليك مجدداً .. يرافقني شعورٌ من نوعٍ جديد في ظلّ ما نعيشه من عزلةٍ مفروضة ..
أتدري أيها الغريب !..
مخطئ من يظنّ بأن العزلة هي ذاتها في تعدد وجوهها .. فهذه المفروضة عليّ لا تشبه تلك التي اخترتها لنفسي ... وليس أتعس من شخصٍ يائس إلا آخر محصورٌ بأمله ... ذلك الأمل الذي لا ننفكّ ننحكم به رغم جبروت الحياة ...
لطالما كنتَ أملي أيها الغريب .. ولطالما كنتُ حريصةً على قتلي بك ..
لدرجة أن انعكاسي على المرآة لا أراه يشبهني .. فقد كنتُ أرى نفسي بعينيك ...
 تارةً أراني موجةً تتردد جيئةً وذهاباً ولا أنتسبُ للبحر .. وتارةً يعبرني الآخرون بخفّة رغم أني لا أقارب الجسور .. وكثيراً ما أشعر بأنّ قدري الوقوف مترقبةً كشرفة .. ولكنّي لا انتظر شيئاً ... مكسورةٌ بغيابك كضوءٍ كانت خطيئته عناق النافذة ...
والشوق داخلي بركانٌ مستعرٌ لا ينخمد إلا لينفجر لاحقاً بحدّة أكبر ...
.
في الإنسان من الغرابة ما يدعو للدهشة .. فهو إذ قدماه تخذلانه في الهروب أوجدَ الشرود ...
ولأنّ يديه لا تصل حيث يودّ اختصر الأمر بالوداع ..
 ولأن نداءاته لا تكفي لعودة الحبيب ابتكر الأغنية ... أغنية لها يدين باردتين تلمسان الجرح مباشرةً ...
.
أما بعد ...
بالله شاركني يباس روحي.. فـ الدمع خمرٌ ضاع رمقه
.
مرح وائل محفوض

التاريخ - 2020-04-10 1:55 PM المشاهدات 936

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا