"ﻳﺎﻃﻴّﺎﺭﺓ ﻃﻴﺮﻱ ﻃﻴﺮﻱ ﻳﺎ ﻭﺭﻕ ﻭﺧﻴﻄﺎﻥ ﺑﺪّﻱ ﺍﺭﺟﻊ ﺑﻨﺖ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ ﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ ﻭﻳﻨﺴﺎﻧﻲ ﺍﻟﺰّﻣﺎﻥ "
ﻛﻠّﻤﺎ ﺃﺳﻤﻊُ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﻄﻊ ﺃﻋﻮﺩُ ﺑﺬﺍﻛﺮﺗﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﺭﺍﺀ، ﻟﻠﻮﻗﺖِ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﻨﺖُ ﻓﻴﻪِ ﺃﻣﺎﺭﺱُ ﻃﻘﻮﺱَ ﺍﻟﻠﻌﺐِ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻠﻌﺐَ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓُ ﺑﻲ...
ﺃﺗﺬّﻛﺮُ ﻧﻔﺴﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﻠّﻔﺘﻬﺎ ﻭﺭﺍﺋﻲ ﺳﻌﻴﺎً ﻟﻨﻀﺞٍ ﺯﺍﺋﻒ_ ﻛﻢ ﻛﻨﺖُ ﺣﻤﻘﺎﺀ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﻨﺖُ ﺃﺗﻤﻨّﻰ ﺃﻥ ﺗﻤﻀﻲ ﺍﻷﻳّﺎﻡ ﺳﺮﻳﻌﺎً ﻷﻛﺒﺮ _
ﻛﻠّﻤﺎ ﺃﺳﻤﻊُ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﻄﻊ ﻳﻨﺘﺎﺑﻨﻲ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﻟﻠﺒﻴﻮﺕِ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖْ ﺗﻌﺎﻧﻘﻬﺎ ﺃﺷﺠﺎﺭ ﺍﻟﻴﺎﺳﻤﻴﻦ ﺑﺤﻨﺎﻥٍ ﻣﻔﺮﻁٍ..
ﻟﺼﻮﺕِ ﻓﻴﺮﻭﺯ ﺍﻟﻤﻨﺒﻌﺚ ﻣﻦ ﺭﺍﺩﻳﻮ ﺍﻟﺤﻲّ ﻭﻛﺄﻧّﻪ ﻣﺒﻌﻮﺙ ﺳﻼﻡ..
ﻟﺮﺍﺋﺤﺔِ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ ﻭﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔِ ﺃﻣّﻲ ﺍﻟﺤﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗُﺮﺗَﺸﻒُ ﻣﻦ ﻗِﺒﻞِ ﺃﺑﻲ ﻗﺒﻞَ ﻗﻬﻮﺗﻪ..
ﻷﺻﺪﻗﺎﺀِ ﻃﻔﻮﻟﺔٍ ﻟﻢ ﻳﺠﻤﻌﻨﻲ ﺑﻬﻢ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﻠﻌﺐ ﻭﺍﻟﻀّﺤﻜﺎﺕ ﻭﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺪﻣﺎﺕ..
ﻟﺸﺠﺮِ ﺍﻟﺘّﻴﻦ ﻭﺍﻟﻠﻮﺯِ ﻭﻷﺣﺮﻓﻨﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺣُﻔﺮﺕْ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻵﻥ ﻟﻢ ﺗﻤﺤﻰ..
ﻛﻠّﻤﺎ ﺃﺳﻤﻊُ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﻄﻊ ﺗﻨﺘﺎﺑﻨﻲ ﻗﺸﻌﺮﻳﺮﺓ ﺃﺗﺬﻛّﺮ ﻏﺴّﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﺟﺎﺭﻧﺎ ﺣﺐّ ﻃﻔﻮﻟﺘﻲ ﻭﺃﺗﺬﻛّﺮُ ﺍﻟﺨﺎﺗﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﻨﻌﻪُ ﻟﻲ ﻣﻦ ﺃﻭﺭﺍﻕِ ﺍﻟﺸّﺠﺮ ﺑﺪﻝ ﺩﺑﻠﺔٍ ﻻﻧﻤﻠﻚ ﺛﻤﻨﻬﺎ_ ﻣﺎﺯﺍﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻵﻥ ﻣﻜﺎﻥ ﺧﺎﺗﻤﻪِ ﻳﺘﺮﻙُ ﺃﺛﺮﺍً ﻋﻠﻰ ﺇﺻﺒﻌﻲ ﻛﺄﺛﺮﻩِ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳُﻤﺤﻰ _
ﻛﻠّﻤﺎ ﺃﺳﻤﻊُ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﻄﻊ ﺗﺨﻮﻧﻨﻲ ﺩﻣﻮﻋﻲ ﺃﺑﻜﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﻭﺫﻛﺮﻳﺎﺗﻲ ﻭﺃﻛﺮﻩُ ﺣﺎﺿﺮﻱ، ﻓﺎﻟﻄّﺎﺋﺮﺍﺕ ﺍﻟﻮﺭﻗﻴّﺔ ﻣُﺰّﻗﺖْ، ﻭﺑﻴﻮﺕ ﺍﻟﻴﺎﺳﻤﻴﻦِ ﺃﺻﺒﺤﺖْ ﺃﺑﺮﺍﺝ؛ ﻣﺬﻳﺎﻉ ﺣﻴّﻨﺎ ﺻﺎﺭَ ﺃﺑﻜﻢ، ﻭﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ ﻟﻢ ﻳﻌﻮﺩﻭﺍ ﺃﺻﺪﻗﺎﺀ.
ﻣﻘﻄﻊٌ ﺻﻐﻴﺮٌ ﺑﻜﻠﻤﺎﺕٍ ﺑﺴﻴﻄﺔٍ ﻳﻨﻘﻠﻨﻲ ﺑﺎﻟﺰّﻣﻦِ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔِ ﻷﻱّ ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ..
ﻳﻨﻘﻠﻨﻲ ﻟﺰﻣﻦٍ ﻛﻨﺖُ ﻓﻴﻪِ ﺳﻌﻴﺪﺓ ﺳﻌﻴﺪﺓ ﺣﻘّﺎً ﺩﻭﻥ ﻫﻢٍّ ﺃﻭ ﺣﺰﻥٍ ﺃﻭ ﺃﻟﻢ، ﻟﺰﻣﻦٍ ﺩﺍﻓﺊ ﻛﺎﻧﺖْ ﺍﻷﺣﻀﺎﻥ ﻭﺳﻴﻠﺔً ﻟﺒﺚّ ﺍﻟﺪﻑﺀ ﻓﻲ ﺃﻭﺻﺎﻟﻨﺎ.
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﻄﻊ ﺃﻋﻮﺩ ﻟﺤﺎﺿﺮﻱ ﺃﺗﺠﻤّﺪُ ﺑﺮﺩﺍً ﻭﻧﺤﻦُ ﻓﻲ ﺃﻭﺝ ﺍﻟﺼﻴﻒ، ﻓﺪﺍﺧﻠﻲ ﻣﺘﺠﻤﺪ ﺣﻘﺎ ﻻﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻱ ﺷﻤﺲ ﺇﺫﺍﺑﺔ ﺟﻠﻴﺪﻩ ﻭﻗﻠﺒﻲ ﻳﺪﻧﺪﻥ "ﺑﺪّﻱ ﺍﺭﺟﻊ ﺑﻨﺖ ﺻﻐﻴﺮﺓ"
فاطمة جميل الأعسر
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا