تلك الذكرياتُ التي تُبقيهِ عارياً عن الوعي
كانت أشدّ صعوباتِ حياته البسيطه .
ك غيمةِ صيفٍ _عابرَه_أمطرت في غير موعدها
أعدّ فُنجاناً من الشاي
بجانب سجائرة الباردة، أو مايسميها " صديقة الوقت " وأمسك بندقيته الصامتة
مرّت بجانبِه نسمةٌ باردةٌ موحيةٌ بقدومِ الشتاءِ
لكنه لم يكترث، أو لنقل لم يشعر ،
فما وُجِدَ في مخيلتِه كان كفيلاً باشعال النار بجسده لأعوام .
لم تكن ابتسامتهُ معروفَة..فلم يُشهَد لها من قبل ،
لطالما كانت دموع القهر تجتاح ملامحه الساكنه
وقناديل الحيرة تشتعل في عينيه ،
يجمع بين المتناقضات
ويخلق بينها علاقة انسجام غريبة
كان أشبه بموجة غضب هادئة..
بابتهالاتِ مؤمن حزينة..
بزهرة تفوح بالصحراء ..
وقمر لايضيء.
أشجار الزيتون كانت تخبره أنّ الجنيَ قد حان
لكنه كان يكتفي بالنظر إليها من بعيد وهي خضراء،يافعة،شامخة،ولا تذبل مع الوقت .
يعتَصِرُ من نظراته تلك أحداثاً وهمية ،تخفف عنه مشقة التفكير،لكنها لاتدوم طويلاً باجتياحِ الحقيقة..
فيقول عندما يتجرَّد بواقعه البائس: الحزن عليها حق مشروع،
البكاء على أطلالها واجب،
الحداد على روحها المرحة تصرف أقل من عادي ،
يجب أن أزرع الزيتون أكثر وأكثر ..
لن أسمح للشمس بأن تلفحَ وجهها الأبيض الذي لطالما كانت تعتني به..
لن أدع شعرها يذبل قبل أوانه
فقد كانت تحبه ..
ولن أدعها تحتاج لشيء.. لطالما كانت تقدم لي
كل شيء.. حتى قبل أن أحتاج
هذا ليس رداً للجميل ..
هذا قرارٌ أبدي لخلودها..
لتقديسها...
ومن غيرها... بلادي العزيزة
#تيماء_محمد_العبيد
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا