فِي إحْدَى اللَّيالِي الصَّيْفِيَّة الْمُتَشَابِهَة
زَارَنِي أَحَدٌ الضُّيوف طَارِقاً نَافِذَةَ غُرْفَتِي . .
مَطَرٌ غَزِيرٌ فِي مُنْتَصَفِ شَهْر أغُسْطُس . .
كَأَنَّه يَذْكِرُنِي بِك . . شَوَارِعٌ فَارِغَة وَأَشْجَارٌ كَثِيفَة تَسْدُل أَوْراقَها عَلَى الطرقات،وذكريات حُبّ مُتَنَاثِرَة عَلَى هَذَا الشَّارِع وَذَاك . .
أُغْنِيَّةٌ (لفيروز)وكوب قهوتي بِجَانِبَي . . أُسَطِرُ حروفاًتَحكِي قِصَصَ دُمُوعِي وَحُبِّي واشتياقي . .
وَقَلْبٌ يُعْصَر ويَسكَرُ بخمرةِ عشقك . . اشْتَقْت إلَيْك . .
اشْتَقْت إلَيْك كاشتياق طِفْلِه السَّابِعَةِ رَيْحَاناً لِوَالِدِهَا ، وَعِنْدَمَا يراودني طيفك تغمرني سَعَادَةٌ كسعادةِ عَجُوز بِغَيْرِة زَوْجِهَا عَلَيْهَا بَعْدَ زَوَاجٍ دَام أَرْبَعِينَ عَاماً . . كإعجوبةٍ مِنْ السَّمَاءِ أَنْت . . كرؤيتي لِشِهَابٍ مُضِيءٌ تومِضُ عَيْنَاي بِك ، ثُمَّ بَعْدَ دَقَائِق أشْتَم رَائِحَة عِطْرِك وَكَأَنَّه سِحْرٌ عَجِيب . .
أَشْعُرُ بِك بِجَانِبَي تُدَاعِب خُصَل شَعْرِي وتتسلل نَفَحَاتُ عِطْرِك إلَيّ لَتُحَرِك مكامن الْعِشْق فِي رُوحِي ، وَصَوْتُ الْمَطَرِ فِي مسمعي يُذَكِرُنِي بسباقاتنا تَحْت لُؤْلؤه . .
يَهْمِس لِي بأصداء ضحكاتنا الَّتِي حُفِرَت آن ذَاكَ عَلَى أرصفة الشَّوَارِع وَجُذُوع أَشْجَارِهَا . .
لَرُبَّمَا يَذْكُرُنِي بابتسامةٍ أَصْبَحْت رَهْنًا بِك كَمَا السَّمَاء تُخْفِي جَمَالِهَا الغُيُوم هَكَذَا حَقاً غيابك يُخْفِي عَنْ وَجْهِي اِبْتِسَامَةً لطالما كُنْتَ هَائِماً بِهَا . .
أَمَّا صَوْتُك . . فَآهٍ مِنْ صَوْتِكَ فَإِنَّه صَلَاتِي الَّتِي أَشْعَر بِالْخَوْف عِنْد انْقِطَاعِهَا . .
فَيَا مَطَر . . أَتَسْتَطِيعُ أَنّ تَحْمِلَ لَهُ دُمُوعِي واشتياقي،حِبِّي وآهاتي؟؟ علَّةُ يَعُود مُعْتَذِراً وأُسارِعُ لعناقهِ كالطِّفلة عِنَاقاً يَدُوم مِئَة عَام.
|هبة شدود|
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا