التفاصيل الذي يقتات عليها الكون بأكمله الذي يقبع داخل رأسي، التفاصيل الصغيرة جداً هي من تحدث كل تلك الاحتفالات داخل جمجمتي كأنها نبسة الأدرينالين تفوق كينونة وجودي بكل المقاييس، التفاصيل الغير واضحة التي يتجاهلها الأغلب بينما نحن نستمر بالغرق بها، تصور أنها تغير بنا مالا يمكن للمواقف الكبرى أن تفعل، يوماً ما سيكون إسمي في خانة الموتى، لذلك أكتب، لأن مصيري النسيان، أحياناً أشرع في تدوين فكرة على الورق، وبعد أول سطر أشرد عما أردت قوله. أتوقف. أنظر لما كتبت بعين الخيال فأرى الهمزات والنقاط وشرطات التنوين كأنها أطفالاً تلهو في حارة من المسافات بين السطور، وتصبح الكلمات بيوتاً مرصوصة في صفوف، ثم أنتبه إلى النقاط الوحيدة، البعيدة عن رفاقها، أحيانا أكسر قواعد الكتابة عن عمد، الشيء الوحيد الذي يزداد شعوري به هنا الإدراك، إنه يتضخم بشكل يسيطر علي بالكامل كحشرة طفيلية سريعة التكاثر تبيض الأسئلة بشكل مستمر، هناك الألاف من البيوض الجديدة بداخل رأسي كل يوم تبيض يرقات جديدة تتغذى على خلايا عقلي إنها هنا بداخل جمجمتي أشعر بحركتها، أين سأجد الأجوبة لأطعمها وأوقف دغدغتها لقشرة رأسي من الداخل، سيقتلني هذا يوماً ما لا محالة ...
عمران جيرودي
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا
