في حيّنا، تسكن عائلة فقيرة، تقتات من فتات الجوع المرميّ قرب حاوية النفايات... يمضون نهارهم في الترقب... لإمعائهم اصوات غريبة تنذرهم بانهيار قوته، يقنعونه بالصبر...
في حيّنا طفل فقير... ثيابه ممزقة، أخذها من جارته الميسورة... لا يعلم هذا الطفل...لمَ ينظر اليه -مَن كان من المفترض أن يكون صديقه- نظرة استعلاء واستحقار... هو لا يعلم ان ثيابه هذه كانت لصديقه قبلًا وأن من أعطته اياها، اعتقدت انها تقوم بعمل عظيم... متناسية ان تحتفظ ببعض الاحتياطي من التواضع والاخلاق لابنها...
في حيّنا طفلة فقيرة تحمل لعبة معذّبة...بيد واحدة...ونصف عين، شعرها ممزق..الطفلة ترى شعر لعبتها جميلا...يشبه شعرها...لا تكترث لنظرات الاطفال الآخرين الذين يرونها كلعبتها، فقيرة متسخة... ولا تعلم ماذا يعني ان تكون طفلة متسخة في هذا العمر...
في حيّنا...العائلة الفقيرة تنتظر استيقاظ الليل، لتنقض على فتات الطعام وتأكل ما تيسر منه دون أن يراها احد...
في حيّنا، الطفل يخلع ملابسه يضعها قربه بشكل مرتب، يحرسها بعينيه، فهي اغلى ما يملك...الطفلة تجلس قرب شقيقها، حان وقت وجبتهم الوحيدة، من حاوية النفايات، الطفلة لا تأكل تطعم لعبتها..تتأكّد انها شبعت..فتشبع الطفلة بعد ان تعد لعبتها بطعام شهي في الغد...
في حيّنا أب، يفتت الصخر ويخبر اطفاله ان الصخر المفتت سيتحول إلى طحين..
في حيّنا أمّ تأخذ فتات الصخر وتخبر اطفالها انه يحتاج إلى ساعة في الفرن ليصبح خبزًا...
ينام الاطفال، والخبز لم ينضج بعد....
تعطّل الفرن او ربما احترق الرغيف...هذا ما ستقوله الأم صباح الغد....
#نامي
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا