هددت مجموعة قراصنة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنشر معلومات سرية قد تضر بحملته الانتخابية القادمة، حصلوا عليها من اقتحام مكتب محاماة شهير، ما لم يدفع لهم مبلغ 42 مليون دولار.
وحصلت مجموعة القرصنة ري إيفل (REvil) على معلومات "خطيرة" بعد اختراقهم مكتب محاماة غربمان شاير ميسليس أند ساكس (Grubman Shire Meiselas & Sacks) والذي يمثل العديد من مشاهير التمثيل والغناء من أمثال ليدي غاغا ونيكي ميناج ومادونا وروبرت دينيرو وغيرهم.
وقامت العصابة المتخصصة بجرائم الفدية الإلكترونية بسرقة البيانات وتسريبها على مواقع الويب الدولية في الماضي، وقال خبير برامج الفدية الذي تابع جرائم السرقة السابقة أنه من الصعب معرفة البيانات التي سرقوها، لكنه قال إن الجريمة تضاف إلى موجة من هجمات الابتزاز الكبرى.
ونشرت المجموعة معلومات الجزء الأول الخاصة بترامب والتي وصفتها بأنها (الأقل أهمية) على موقع الويب المظلم. وكانت الملفات التي تمت مراجعتها من قبل موقع بيزنس إنسايدر (Business Insider) رسائل بريد إلكتروني لوثائق وعقود التي تشير إلى التفاوض على الاستخدام القانوني لمقابلات الرئيس المسجلة بالفيديو خلال حملته الانتخابية
وقالت شركة المحاماة في بيان إن الرئيس ترامب ليس زبونا لديهم، وإنهم لا يدفعون الفدية، ويعملون مع مكتب التحقيقات الفدرالي لحل المشكلة.
وقد هدد المتسللون بنشر المزيد من البيانات حول المشاهير، بما في ذلك بروس سبرينغستين وكريستينا أغيليرا وعشرات آخرون، إذا لم تدفع شركة المحاماة 42 مليون دولار فدية.
وعادت مجموعة القراصنة لترد بيان الشركة بالقول "المحامي يقول إن دونالد لم يكن عميلهم قط. ويقول إننا نخدعهم. حسنًا. الجزء الأول الذي يحتوي على أقل المعلومات ضررا سنقوم بنشره".
وأضافت "نحن سعداء جدا أن النجوم والمشاهير يدعمون (وفقا لتقارير وسائل الإعلام) السيد المحامي، ولكن ما مدى قوة دعمهم عندما يبدأ الصحفيون في نشر هذه المواد بوسائل الإعلام؟ عندها سيبدؤون في رفض المشاركة في بعض الأحداث والحفلات الموسيقية، وسحب العقود الموقعة وإلغاء أعمالهم؟".
وأشار القراصنة إلى أن اللوم يقع على شركة المحاماة وأنها ستكون مطالبة بدفع أضعاف هذا المبلغ وستخسر عملاءها وسمعتها. وهددوا بأنهم سيحصلون على المال من هذه الشركة أو غيرها، حيث سيقومون بعرض المعلومات بالمزاد العلني كل أسبوع لأحد المشاهير.
وترى العصابة أن هناك راغبين في شراء هذه المعلومات سواء من النجوم أنفسهم أو من قبل وسائل الإعلام المختلفة أو الأعداء والمنافسين لهؤلاء المشاهير.
وقد قامت المجموعة الخميس بتسريب معلومات بحجم 2.5 غيغا عن المغنية غاغا، وبحسب ما ورد تضمنت هذه المعلومات ملفات عقود المغنية مع المنتجين والفنانين والمتعاونين الآخرين واتفاقات السرية واستمارات السداد، وغير ذلك الكثير.
وجاءت هذه الخطوة من قبل القراصنة ردا على رفض شركة المحاماة دفع مبلغ 21 مليون دولار فدية، ثم رفعوها إلى 42 مليونا مهددين الآن بنشر معلومات ترامب.
وقال القراصنة "السيد ترامب.. إذا كنت ترغب في البقاء رئيسا، فقم برفع السيف على هؤلاء (شركة المحاماة) وإلا فقد تنسى هذا الطموح إلى الأبد". وأضاف بيانهم "أما أنتم أيها الناخبون فنقول لكم إنه بعد نشر هذه المعلومات، من المؤكد أنكم لا تريدون رؤيته كرئيس.. الموعد النهائي أسبوع واحد".
وجاء بيان المحامين ليؤكد عدم استعدادهم لقبول الابتزاز فقالوا "تتعرض انتخاباتنا وحكومتنا ومعلوماتنا الشخصية لهجمات متصاعدة من قبل مجرمي الإنترنت الأجانب. إن مكاتب المحاماة ليست محصنة ضد هذا النشاط الضار. ورغم استثمارنا الكبير في أمن التكنولوجيا المتطور، اخترق الإرهابيون السيبرانيون شبكتنا ويطالبون بفدية 42 مليون دولار. نحن نعمل مباشرة مع سلطات تطبيق القانون الفيدرالية ونواصل العمل على مدار الساعة مع كبار الخبراء في العالم لمعالجة هذه الحالة".
ومن جانب آخر، قال بريت كالو الباحث بشؤون التهديدات في مؤسسة إيمسيسوفت (Emsisoft) للأمن السيبراني المتخصصة في برامج الفدية "قد لا يكون لديهم (القراصنة) أي شيء مهم، وقد يحاولون ببساطة الضغط لجمع المزيد من الأموال." ووصف تصرفاتهم بأنها "أصبحت أكثر خبثًا وتطرفًا من أي وقت مضى. فهم يقومون الآن باستخدام البيانات ضد الشركات التي سرقت منها".
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا