شبكة سورية الحدث


الصديقان يحاولان سرقة منزل العم... وظهور ابن عمه فجأة أدى إلى قتله

 خاص  - بقلم رولا نويساتي  الصديقان يحاولان سرقة منزل العم... وظهور ابن عمه فجأة أدى إلى قتله (الأقارب عقارب) عبارة لطالما رددها الكثيرون لكنها باتت عند (سامر) من المسلمات, وذلك بعد زيارة لمنزل أخيه مع عائلته كما جرت العادة ما عدا ابنه (رامي) الذي كان بصدد زيارة لأحد أصدقاءه, حيث كانت تلك الزيارات بمثابة تقاليد للعائلة, كونهم في كل أسبوع تجتمع الأسر بعضها مع بعض عند أحد الأشقاء بشكل دوري يتبادلون الأحاديث ويتناقشون بالأمور المستجدة ويساعدون بعضهم بعضاً إن احتاج أحدهم لذلك, ولذا فإن (سامر) وأشقائه كانوا مضرب مثل أمام العائلات الأخرى, ما عدا (فايز) ابن شقيق (سامر) الذي كان يغرد خارج السرب, فقد كان يعرف بطباعه السيئة وحبه لإيذاء الآخرين, إلا أن أعمامه وعماته لم يكونوا يعاملوه بأقل مما يعاملون أبناء أشقاءهم الآخرين. محادثة وهمية بدأت زيارة (سامر) وعائلته كالعاة وبدأت الأحاديث والممازحات والضحكات تتعالى على محيا الجميع, ماعدا (فايز) الذي كان شارد الذهن تاركاً عقله للشيطان يتخبط به وينسج فيه شباكه لإيجاد خطة يستطع من خلالها التخلص من تلك السهرة المملة لتنفيذ مآربه الخبيثة بعد العثور على فكرة جهنمية للسطو على منزل عمه (سامر), لكن سرعان ما وجد (فايز) مخرجاً وحلاً سريعاً لتلك المعضلة, عندما قام الأخير بربط منبه جهازه الخليوي (ليرن) منذراً بوجود مكالمة ما, وبدأ يتظاهر بأنه يقوم بمحادثة مع صاحب المحل الذي يعمل فيه, متذرعاً بأنه طلب منه الحضور إلى المحل بأقسى سرعة بحجة أن هناك شيئاً ما قد حدث هناك ويتوجب عليه الحضور في الحال, حيث انتفض الأخير معتذراً من الجمع مبرراً سبب خروجه بهذا الشكل السريع. خطة خبيثة كانت عقارب الساعة تشير إلى السادسة مساءً عندما غادر (فايز) منزله الكائن في منطقة الزاهرة بدمشق متجهاً إلى منزل خاله الكائن في منطقة التجارة لتنفيذ خطته الدنيئة, وأثناء ذلك قام بإجراء مكالمة مع صديقه (وائل) كما كان مخطط له مسبقاً, حيث أتى بسيارته مسرعاً والتقى بـه في الطريق, وفي تلك الأثناء عرجا إلى محل لبيع الأدوات الحديدية وقاما بشراء بعضاً من تلك الأدوات كمطرقة و لاوية حديدية وما شابه ذلك لمساعدتهما فيما رميا إليه قبل أن يصلا إلى البناء الذي يوجد فيه منزل عمه ... مفاجأة لم تكن بالحسبان صعد الصديقان إلى منزل (سامر) وبدأا بخلع الباب عن طريق استخدام حديدة طويلة والمطرقة واللاوية إلى أن تمكنا من ذلك, حيث دخلا المنزل وقاما بإشعال الأنوار, وبدأا بأخذ كل ما خف وزنه وغلا ثمنه وجرت الأمور كما كان مخطط لها تماماً, إلا أن خطب ما قلب موازين الأمور وحدث مالم يكن بالحسبان عندما دخل (رامي) ابن عمه فجأةً إلى منزله وهو في قمة الدهشة ليجد باب منزلهم مطبق, وعلى ما يبدو لم تكن المفاجأ لـ(رامي) فقط وإنما الصديقان اللذان ذهلا عند رؤية الأخير أمامهما دون سابق إنذار, فما كان من (وائل) وقبل أن يدع لـ(رامي) أي وقت للتفوه بأي حرف, أخذ المطرقة من الأرض وبسرعة البرق قام بتوجيه ضربة على رأس (رامي) الذي سقط أرضاً مغشياً عليه, ليقوم (فايز) بتوجيه عدّة ضربات أخرى على رأسه باللاوية الحديدية أدت على وفاة (رامي) مباشرةً، وعلى الفور هرب الصديقان من مسرح الجريمة بسرعة قبل اكتشاف أمرهما بعد أن أخذا أدوات الجريمة معهما. إشارات قادت إلى الجاني بعودة (فايز) إلى منزله كانت عائلة (سامر) تستعد للعودة إلى منزلهم, وما إن وصلوا إلى المنزل حتى جن جنون العائلة لِما رأوا, فباب منزلهم مخلوع وابنهم (رامي) جثة هامدة تسبح في بركة من دمائه, استطاع الأب تمالك أعصابه وعلى الفور قام بالاتصال بالشرطة التي أتت إلى مسرح الجريمة وعاينت الموقع وقامت برفع البصمات, إضافة إلى إعداد الطبيب الشرعي إلى تقريره الذي أكد وفاة (رامي) بعد تلقيه عدة ضربات على رأسه من أداة صلبة... بالتحقيق كانت أصابع الاتهام تشير إلى (فايز) الذي يعرف بأخلاقه الدنيئة وذلك بسبب وجوده خارج المنزل وقت ارتكاب الجريمة, إضافة إلى إبداء صاحب المحل الذي يعمل عنده (فايز) استغرابه عند سؤاله أثناء التحقيق عن المكالمة التي أجراها معه عندما خرج من منزل ذويه, أما الذي قطع الشك باليقين فقد كانت بصمات (فايز) التي ظهرت في مسرح الجريمة إضافة إلى بصمات شخص آخر لم يتم التعرف عليه بعد, حيث نسي الصديقان مسح ذاك الدليل الواضح لإدانتهما. انهيار واعترافات جميع تلك الدلائل ساهمت بانهيار (فايز) ودفعته للاعتراف بأن نيته لم تكن القتل وإنما السرقة فقط, إلا أن ظهور ابن عمه المفاجئ أمامه جعلته يرتكب تلك الجريمة النكراء بصحبة صديقه (وائل) الذي تم إلقاء القبض عليه فيما بعد, حيث تم العثور على أداة الجريمة في منزله أثناء تفتيشه, ليعترف بالجرم الذي نسب إليه بمساعدته لصديقه (فايز) وقتله لـ(رامي), ليتم تنظيم الضبط اللازم بحقهما وإحالتهما للقضاء لينالا جزاءهما العادل.
التاريخ - 2015-05-02 3:41 PM المشاهدات 1374

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا