بهدوء توقفت زراعة عباد الشمس الزيتي بعد توقف استيراد البذار و استلام الإنتاج و لم يُثر هذا التوقف انتباه النخبة الاقتصادية ، علماً أن توقف زراعته تزامن مع تأسيس العديد من معامل الزيوت و التي اتجهت لاستيراد المادة الخام من تركيا ثم من أوكرانيا و روسيا بالعملة الصعبة، حيث وصل سعر ليتر الزيت في السوق المحلية إلى ٢٠٠٠ ليرة .
لقد كانت شركات الزيوت قبل ثلاثين عاماً تتزاحم لتقاسم حصص بذور القطن الناتجة عن حلج الأقطان فدخلت زراعة عباد الشمس الزيتي و أخذت بالتوسع و الازدهار لكونها تعود بمردودية اقتصادية مجدية للفلاحين و توفر المادة الأولية لمعامل الزيوت لكن ازدهار هذه الزراعة لم يدم طويلاً، فبعد توقف مؤسسة إكثار البذار عن استيراد البذار و توقف استلام الإنتاج فُقدت المقومات الأساسية لهذه الزراعة.
و يروي المهندس وفيق زروف مدير الثروة النباتية بالهيئة العامة لإدارة و تطوير الغاب أن الخطة الزراعية الحالية تشمل زراعة عباد الشمس الزيتي بمساحات محدودة لكن لا يوجد إقبال من الفلاحين على زراعته بسبب تراجع الجدوى الاقتصادية للمحصول بالمقارنة مع باقي المحاصيل لأن تسويق المحصول يخضع لسياسة العرض و الطلب، أضف إلى ذلك أنه لم يعد يتوفر البذار الجيد كالذي كانت تستورده إكثار البذار في الثمانينات.
المهندس محمد الشريقي مدير معمل الكرنازي لإنتاج الزيت النباتي قال: نستورد المادة الأولية ( بذور عباد الشمس – زيت خام ) لمعاملنا من روسيا و أوكرانيا لأن الإنتاج المحلي من بذور عباد الشمس لم يعد يلبي الاحتياج لتشغيل شركات الزيوت، بالإضافة إلى ذلك فإن مردودية البذور المستوردة من الزيت أفضل من مردودية البذور المنتجة محلياً مع العلم أن الشركة تعتمد في عملها بالوقت الحالي على استيراد الزيت الخام و تكريره في الشركة.
يذكر أن وسطي المردودية الإنتاجية لمحصول عباد الشمس ٢٠٠ كغ بالدونم في حين تتراوح مردودية بذوره من الزيت بين ٤٠ – ٤٥ % و بالمقابل فإن تكلفة استيراد ليتر الزيت الخام في الوقت الحالي تصل إلى ٨٥٠ ليرة وفق كلام إداري في معمل زيت خاص طلب عدم ذكر اسمه.
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا