يوماً بعد آخر يتأكد امتلاكنا الخبرات الوطنية في جميع مناحي الحياة وبشكل يضاهي أكثر الدول تقدماً. حيث أجريت في مشفى التوليد بدمشق العملية الجراحية النادرة لإحدى المواطنات السوريات وأعادت إليها الأمل في الحياة بعد أن عجزت عن إيجاد الحل في داخل القطر ومن الدول المجاورة التي رفضت مشافيها معالجة هذه المواطنة وفي التفاصيل أن إحدى المواطنات السوريات البالغة من العمر 20 عاماً ومتزوجة منذ تسعة أشهر كانت تعاني من تشوهات ولادية هي عبارة عن عدم وجود «مهبل» مع وجود الرحم بشكل طبيعي لكن أعلى من المستوى الصحيح ونظراً لعدم وجود مثل هذه الحالة إلا بشكل نادر جداً ولم يتم حل هكذا تشوهات إلا في كبرى المشافي العالمية وبكلفة كبيرة جداً. وعن مجريات هذه العملية حدثنا الدكتور بشار الكردي المدير العام لمشفى التوليد بدمشق رئيس الفريق الطبي الوطني الذي أجرى العملية الجراحية قائلاً: منذ أسبوعين دخلت المريضة إلى مشفى التوليد من خلال الدكتور الأخصائي قصي بربندي وتم إجراء دراسة تفصيلية لوضع المريضة والاستماع لقصتها وتبين أنها منذ دخولها سن البلوغ منذ ثماني سنوات وحتى دخولها المشفى وحتى بعد زواجها لا تستطيع تصريف دم «الطمث» بسبب عدم وجود «مهبل» قمنا بإجراء التصوير والدراسات الشعاعية من خلال الأطباء الاختصاصيين في مشفى التوليد وقررنا معالجة المريضة بعد أن أيقنا بتحقيق نسبة عالية جداً من النجاح وتم تشكيل فريق طبي برئاستي ومشاركة الزملاء الأطباء. والعملية هي من العمليات النوعية والنادرة جداً نتيجة عدم وجود «مهبل» مما يمنع تصريف دم «الطمث» وخلال السنوات الماضية كان هذا الدم يعود من الرحم إلى باقي أنحاء الجسم وتم تصنيع القناة المهبلية وربطها مع الرحم بعد فتح المسار المهبلي العنقي وفتح عنق الأعور والحمد لله لم تكن العملية نازفة علماً أنها من العمليات النازفة جداً عادة بسبب إجراء العملية عبر مسارين الأول سفلي من بداية المهبل والثانية بطني من الرحم والمريضة بحالة جيدة جداً والآن استعادت حياتها الطبيعية ويمكن أن يحصل الحمل وممارسة حياتها الشخصية بشكل طبيعي. الدكتور قصي بربندي المشرف على المريضة قال: راجعتني المريضة منذ شهر وسمعت قصتها المرضية وذكرت لي أنها راجعت عشرات الأطباء داخل القطر وخارجه وكلهم أخبروها أنه لا علاج لحالتها أحضرتها إلى مشفى التوليد الجامعي بدمشق وعرضت الحالة على الأستاذ بشار الكردي المدير العام وقرر تشكيل فريق طبي والعمل على علاج المريضة والحمد لله أجريت العملية ونجحت بشكل كامل وتم تخريج المريضة وهي بحالة جيدة. وعن وجود حالات مشابهة لهذه الحالة أكد الدكتور بربندي أنه لم يقرأ في تاريخ الطب عن حالة مشابهة ولم يجر خلال حياته العملية أي عملية من هذا النوع ويؤكد أن هذه المريضة استعادت الحياة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى نتيجة عودة حياتها الخاصة بعد الزواج إلى طبيعتها وكذلك أصبح حصول الحمل ممكناً إن شاء اللـه بعد هذه العملية كما تمت حمايتها من دم «الطمث» الذي يشكل خطورة حقيقية على حياتها. أخيراً: لا بد أن نسجل هذا النجاح لكوادرنا الطبية ليضاف إلى نجاحات كثيرة وفي مجالات متعددة.
محمود الصالح
التاريخ - 2015-05-05 1:53 AM المشاهدات 1633
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا