أظهرت بيانات أصدرها مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي تراجع ثروات الأسر الأمريكية 5.6% إلى 110.8 تريليون دولار في الربع الأول من العام الجاري، بسبب هبوط الأسهم الشديد وانتشار فيروس كورونا الذي دفع اقتصاد الولايات المتحدة إلى الركود وحالة الإغلاق.
وكان صافي ثروات الأسر 117.3 تريليون دولار في الربع الأخير من 2019، ومنذ اندلاع الأزمة الراهنة عالمياً، وفي أمريكا منذ منتصف فبراير إلى نهاية مارس، فقد مؤشر استاندرد آند بورز 500 نحو أكثر من 10 تريليون دولار.
ولكن على مدى ربع السنة، سجل المؤشر استاندرد آند بورز تراجعاً بنسبة 20 %، في أكبر خسارة فصلية منذ الربع الرابع من 2008، لكنه عوض معظم تلك الخسائر لاحقاً.
وخلال الأسبوعين الأخيرين من شهر مارس الماضي فقد سوق العمل نسبة كبيرة من الوظائف مع إصدار أوامر بلزوم المنازل وغلق الأنشطة التجارية غير الضرورية لاحتواء انتشار الفيروس. وفقد نحو 20 مليون أمريكي وظائفهم في خضم الجائحة، وقفز معدل البطالة من 3.5 % في فبراير، أدنى مستوياته في نصف قرن، إلى أكثر من 13 % في مايو.
وقال المدير التنفيذي لدى شركة الجذور لتداول الأوراق المالية سابقاً لـ«الرؤية»، محمد دشناوي: إن انخفاض ثروات العائلات الأمريكية جراء كورونا أمر طبيعي فمعظم الأسر بالولايات المتحدة تتركز ثرواتها في البورصات.
وأشار إلى أن أكثر من 80 % من الشعب الأمريكي مساهم في شركات بالبورصات الأمريكية سواء عبر الاستثمار والمضاربة أو الحصول على أسهم الإثابة من الشركات التي يعملون بها بخلاف الاستثمار العقاري لذا طبيعي أن تنخفض ثروة العائلات الأمريكية بعدما انخفض مؤشر استاندرد آند بورز 500 الأوسع انتشاراً والأكثر تغطية للقيمة بنسبة تتجاوز 20% خلال الربع الأول.
وأوضح أن أداء مؤشر استاندرد آند بورز تأثر بكورونا فالفيروس أصاب الاقتصاد الأمريكي بشلل شبه تام فالبطالة انتشرت بصورة كبيرة وارتفعت من أقل من 3.5 % إلى ما يفوق 20 % وأغلب الشركات أصبحت لا تعمل أو تعمل بأقل طاقة إنتاجية مما جعل الأسر تستهلك من المدخرات لديها لعدم قدرتها على توليد إيرادات جديدة.
ولفت إلى أن هذا الانخفاض يكون أكثر في ثروات الأسر الفقيرة والمتوسطة التي تكون نسب الاستهلاك نسبة كبيرة من دخلها على عكس الأسر الغنية التي تكون نسب استهلاكها ضئيلةً جداً إذا ما قورنت بقيم الدخل الشهري وهو ما يعمق عدم التفاوت الكبير بين طبقات المجتمع وربما يكون ذلك مبرراً بزيادة الاضطرابات والثورات في المجتمع الأمريكي الآن وسيزيد الفيروس من أثر تلك الاضطرابات بالمجتمع وبالطبع سيكون هذا النموذج مطبقاً على أغلب دول العالم بتفاوت بسيط.
وبالنسبة لاتجاه الثروات، أفاد دشناوي بأنه صعب تكوين رؤية واضحة بحركة الثروات بصورة دقيقة، إلا أنه فى الأغلب أن تلك الثروات ستنتقل من الأسواق الناشئة إلى الأسواق الكبرى على الرغم من الفائدة الصفرية، كما أنه من المتوقع أن تتحسن ثروة تلك الأسر مع إعادة فتح الأنشطة الاقتصادية في نهاية الربع الثاني من 2020.
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا