ظهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب للمرة الأولى وهو يضع كمامة في مكان عام السبت خلال زيارته مركزا طبيا، مذعنا للضغوط بأن يكون مثالا في مجال الصحة العامة مع ارتفاع نسبة الإصابات بفيروس كورونا في أنحاء الولايات المتحدة. ووضع ترامب قناعا بلون داكن حمل نقشا برمز ذهبي للرئاسة الأميركية
وصرح ترامب قبل زيارته الجنود الذين أصيبوا في المعارك في مستشفى والتر ريد في بيثيسدا في ولاية ماريلاند في ضواحي واشنطن: "عندما تتحدث مع جنود خرجوا لتوهم من أرض المعركة، أعتقد أن وضع قناع أمر عظيم. لم أكن يوما ضد الاقنعة، لكني أعتقد أن لها مكانا وزمانا مناسبين".
وبدت الضغوط كثيفة جدا على الرئيس الجمهوري ليقوم ببادرة تشجع على وضع الكمامات حيث تفقد الولايات المتحدة السيطرة على الوباء بعد تسجيلها عددا مرتفعا جدا من الإصابات خصوصا في ولايات جنوبية مثل فلوريدا وتكساس.
"تسييس وضع الكمامة"
وتجنب ترامب الظهور أمام العامة واضعا الكمامة. حتى أنه ساهم في جعل وضع الأقنعة الذي أوصت به السلطات الصحية الأميركية، نقطة تجاذب سياسي في البلاد.
لذلك أضحت الكمامات موضع خلاف سياسي، لأن رفض وضعها ينظر إليه في جزء من المجتمع الأميركي على أنه تأكيد للحرية الفردية للمواطن.
يذكر أن تجمع ترامب الانتخابي الأخير الذي نظم في حزيران/يونيو في تالسا (أوكلاهوما) قد أثار الجدل إذ خرق معظم الحاضرين المبادئ التوجيهية لإدارة ترامب لمكافحة فيروس كورونا من خلال رفض وضع الكمامات أو الحفاظ على التباعد الجسدي علما أنهم كانوا في مكان مغلق. ولاحظت السلطات المحلية منذ ذلك الحين زيادة في عدد الإصابات بكوفيد-19.
كما سخر الرئيس الأميركي مرارا من منافسه الديموقراطي في الانتخابات الرئاسية المقررة في 3 تشرين الثاني/نوفمبر جو بايدن الذي يلتزم بنصائح السلطات الصحية. فهو يحد من تحركاته ويظهر بشكل منهجي مع تغطية وجهه.
وانتقد فريق حملة بايدن بشدة ترامب لعدم وضعه قناعا في وقت سابق. وقال أندرو بيتس الناطق باسم بايدن في تصريح نقلته شبكة "إن بي سي نيوز"، "لقد تجاهل لأشهر نصيحة الخبراء الطبيين وقام بتسييس وضع الكمامة التي تعتبر من أهم الوسائل لمنع انتشار الفيروس".
وتابع "بدلا من تحمل مسؤولياته والتصرف كقائد، أهدر أربعة أشهر من التضحية الأميركية عبر إثارة الانقسامات وثني المواطنين عن اتخاذ إجراءات أساسية لحماية أنفسهم".
وكانت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها أصدرت توصية بوضع الكمامات في بداية نيسان/أبريل. لكن ترامب رفض تلك النصيحة على الفور، مشيرا إلى أنه يخضع للاختبار بشكل دائم للتأكد من عدم إصابته بالوباء كما هو الحال بالنسبة لجميع المقرّبين منه.
وسجلت الولايات المتحدة ما يقرب من 65 ألف إصابة جديدة الجمعة تركزت خصوصا في ولايات يحكمها جمهوريون رفعوا تدابير العزل والقيود التي اتخذت في آذار/مارس قبل غيرهم.
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا